ثمة خلفية اقتصادية وديموغرافية للسياسات المختلفة التي تنتهجها الدولتان تجاه طالبي اللجوء، بين سياسة الباب المفتوح نسبياً التي تنتهجها ألمانيا وسياسة الباب المحصّن (الذي سيُفتح قليلاً حسب ما أعلن ديفيد كاميرون) التي تتبناها بريطانيا.
النقطتان الحاسمتان (بصرف النظر عن المواقف الأخلاقية)، وبحسب التقرير الذي نشره موقع بي بي سي، هما:
· بينما يرتفع عدد سكان بريطانيا بسرعة، ينخفض عدد سكان ألمانيا بذات المعدل. ·ترتفع نسبة العجائز بالنسبة للشباب بشكل أكبر بكثير في ألمانيا مما تفعل في بريطانيا.
إذاً نستطيع القول أن من المفيد لألمانيا السماح بتدفق العائلات الشابة من سوريا وغيرها، التي ستكافح لأجل إعادة بناء حياتها ولتثبت لدولتها المضيفة أنها لا تشكل عبئاً، مثلما فعلت موجات اللاجئين في كل أنحاء العالم.
تقرير مفوضية الاتحاد الأوروبي يظهر أن عدد سكان ألمانيا سينخفض من 81,3 مليون نسمة في عام 2013 إلى 70,8 مليون نسمة في عام 2060, بينما سيرتفع عدد سكان بريطانيا من 64,1 إلى 80,1 مليون نسمة في نفس الفترة.
بريطانيا الأعلى في عدد السكان أوروبيا بحول 2060
المدهش أن بريطانيا ستصبح البلد الأوروبي الأول من حيث عدد السكان، متقدمة على ألمانيا وفرنسا، نتيجة لمعدل الإنجاب المرتفع.
أما فيما يتعلق بالعجائز، فإن نسبة الذين تتجاوز أعمارهم 65 سنة سترتفع من 32% إلى 59% في عام 2060 في ألمانيا.
أي أنه بحلول عام 2060، سيكون هناك ألماني واحد عمره أقل من 65 سنة يعمل ليعيل ألمانياً واحداً عمره أكثر من 65 سنة.
ولأن معدل أعمار الناس يرتفع في كل أنحاء العالم، فإن نسبة العجائز سترتفع في بريطانيا أيضاً ولكنها سترتفع بنسبة أقل: من 27% إلى 43%. لكن رغم ذلك، تشكل هذه النسبة عبئاً هائلاً على الجيل الشاب، ولكنه لن يكون بضخامة العبء الذي سيحمله الشباب الألمان.
يتوقع أن ترتفع تكاليف الرواتب التقاعدية والعناية الصحية طويلة الأمد بنسبة 5% من إجمالي الناتج الوطني الألماني في عام 2060، بينما ستكون النسبة حوالي 2،3% في بريطانيا.
مهما كان الجدل محتدماً حول الجوانب السلبية والإيجابية للهجرة- ومعظم الاقتصاديين يقولون أن الهجرة تساعد على النمو- تبدو الهجرة مفيدةً اقتصادياً لألمانيا أكثر بكثير من بريطانيا، وقد يكون هذا أحد الأسباب غير المعلنة التي تدفع ألمانيا إلى الترحيب باللاجئين من سوريا ومناطق أخرى من العالم.
بعض كبار رجال الأعمال ووزراء المعارضة انتقدوا بصورة غير مباشرة سياسة ديفيد كاميرون تجاه أزمة اللاجئين. هم يرون أن أنغيلا ميركل تأخذ زبدة اللاجئين المفيدين اقتصادياً، تأخذ أولئك الذين كانت لديهم روح المبادرة لكي يجازفوا بحياتهم بالهروب إلى أوروبا. هؤلاء سيجدون عملاً أسرع بكثير وسيشكلون عبئاً اقتصادياً طفيفاً جداً على ألمانيا أو أي دولة مضيفة أخرى.
هافينغتون بوست عربي
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.