img

لم يتعلم النظام من درسه الأول في أذار 2011 الماضي ، أن يرضخ لمطالب الشعب ويبتعد عن الفساد والمحوسبية ، فحدث جراء ذلك ثورة شعبية سطرت أروع البطولات بدماء أبطالها ، تمكن خلالها السوريون من تحرير أكثر من ثلث البلاد.

واليوم ريح الثورة وصل إلى محافظة السويداء جنوب البلاد، ليعاود النظام تكرار خطئه بعدم سماع مطالب الشعب ، هذه المحافظة ذات الأغلبية الدرزية ، لم يسمع لها صوت خلال السنوات الماضية لوجود مشايخ القبائل الذين التزموا موقف الحياد ، والعيش بعيدا عن القتل ، لكن الفساد والظلم دفع الشباب للثورة على الظالم ، ليسطروا أروع البطولات ، ولكن النظام رد بمفخخاته وقال عنها أنها أعمال ارهابية .
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فقد خرج عشرات المواطنين في تظاهرات أمام الأفرع الأمنية و مقرات حكومية عدة وقاموا بتحطيم تمثال رئيس السوري السابق حافظ الأسد في مدينة السويداء، كما قاموا بإحراق عدد من السيارات الحكومية  ، كما سمعت أصوات إطلاق نار في المدينة ، وبالقرب من مبنى محافظة المدينة حيث أعلن إعلام النظام عن مقتل العنصر /أنور الورهاني / في اشتباكات مع مجموعات ارهابية ، وسط وعود من شيوخ ووجهاء في السويداء لتدارك الموقف .
وبعد سيطرة أبناء المدينة على معظم المناطق فيها بحسب “محمد زيدان” أحد سكان المدينة ، قال : “كانت العناصر تنسحب إلى مناطق بعيدة عن مكاننا ، وكانوا يطلقون الرصاص مباشرة نحونا ، مما أثار غضب الأهالي الذين حطموا تمثالا للأسد” ، وأحرقوا الإطارات عند الأفرع الأمنية ، والأن تشهد المدينة حالة انتشار أمني كثيف ، مع حركة شبه معدومة للأهالي ، مؤكدا أن شيوخ المدينة يحاولون حل هذه الأزمة .
وأضاف زيدان: وعند ظهر اليوم سمع دوي انفجار في مدينة السويداء ، ناتج عن عربة مفخخة استهدفت المشفى الوطني للمدينة موقعة عشرات الشهداء والمصابين ، فيما أنكر النظام مثل هذه الأعمال مدعيا أنها تستهدف أمن المنطقة وزرع الفتنة ، ودعا لمحاسبة المسؤولين.!
وقد بلغ عدد الشهداء (36) شهيدا عرف منهم :
طلال حسان – وسام أبو سعيد – سمير نعيم – غازي زيدان – أحمد شحود – بديع أبو مرة – نزار خداج – وائل القنطار – عبير خداج – رشا نعيم – ضياء نعيم – مهند دلالي.
بالإضافة إلى (69) جريحا معظمهم بحالة خطرة ، و(6) اكياس تحوي أشلاء ﻷشخاص لم تحدد هويتهم ، حيث عزا قائد شرطة المدينة اللواء “محمد سمرة” هذا الإعتداء ، وطلب من ذوي الشهداء دفنهم بأوقات متفرقة خوفا من تفجيرات جديدة.
وأفادت مصادر ميدانية بإغتيال الشيخ وحيد البلعوس أحد مشايخ طائفة الموحدين الدروز، المعروف بمعارضته للنظلم السوري وللإسلاميين، برفقة ثلاثة آخرين عرف منهم الشيخ /فادي نعيم/ جراء انفجار بسيارة استهدفتهم في منطقة ضهرة الجبل بضواحي مدينة السويداء،
وقال الناطق الرسمي بأسم الإئتلاف : أن الإئتلاف يحمل نظام الأسد المسؤولية عن قتل الشيخ وحيد البلعوس ، الذي لعب دورا إيجابيا في إبعاد محاولات النظام لتوريط أيناء الطائفة الدرزية في الحرب.
ومحافظة السويداء من المحافظات السورية ، تبعد عن العاصمة دمشق 100 كم ، كان لها تاريخ حافل بالبطولات ولقد دحر فيها كثيرا من المحتلين ، وقد تصدى أبناء الجبل للمحتل الفرنسي وسطروا صفحات مشرقة دفاعا عن بلادهم ، فقد انطلقت منها الثورة السورية الكبرى كتب فيها الثوار اسمائهم بحروف من ذهب في سجل البطولة، وأهم المعارك الغاية في الأهمية في استمرار الثورة ووحدتها مثل معركة “المزرعة” ومعركه “الكفر” ، قدمت العديد من أبنائها شهداءً في سبيل الذود عن أرضهم، فقد قاتلوا العثمانين وكانوا من أوائل من داخلوا دمشق بعد خروج العسكر العثماني.
وفي ضوء الاحداث التي تشهدها المحافطة هل ستكون المدينة التي تعتبر معقل الطائفة الدرزية هي من سيدحض ادعاءات النظام بالحفاظ على الأقليات وتلحق بركب الثورة السورية.
سائر الإدلبي

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top