لقد أدت الحرب التي يخوضها نظام الأسد ضد شعبه إلى قتل الكثير من العائلات ، بالإضافة لتهجير بعضها الآخر ، لقد كان حلم السوري أن يحيا في ظل الثورة حياة طيبة وكريمة مع عائلته بعد شهور من انتصارها ولكن حلمه لم يتحقق
في مدن سورية الثائرة ، قصص لاتنتهي من المعاناة والمأساة ، فرضها واقع مرير على شعب أصبح محروما من أبسط مقومات الحياة ، وتسببت الحرب الهمجية التي يشنها النظام على الغوطة الشرقية طوال أربع سنوات بوجود أكثر من 12 ألف طفل يتيم فقد والده أو أهله، حسب ” أيو راتب” مدير قسم الأيتام في الغوطة الشرقية ، حيث أكد أن مايقارب ال 7 آلاف من الأيتام فقط لديهم كفالات حقيقية ، ويحصلون على رواتب ومخصصات ثابتة ، فيما يبقى باقي الأيتام محرومين من ذلك ، فأعداد الأيتام تتزايد بحسب وتيرة القصف والاشتباكات في الغوطة الشرقية، حيث لوحظ زيادة أعداد الأيتام بعد حملات القصف المكثف، والمعارك الكبيرة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام”.
وحذر أبو راتب، من انعكاسات قصف النظام على الأطفال عامة، والأيتام منهم خاصة، قائلاً : إن “الأطفال الذين يملكون بيوتاً، وأهلهم على قيد الحياة، يعانون من أزمات نفسية بسبب القصف والحصار، فما بالك بأطفال فوق كل هذا كله، فقدوا أهلهم وبيوتهم، وأصبحوا أيتاما مشردين”.
يذكر أن تقارير الأمم المتحدة تشير لمقتل ما لا يقل عن عشرة آلاف طفل خلال الأزمة السورية، كما أنها على نحو 5.5 ملايين طفل سوري، بينهم نحو ثلاثة ملايين نازح داخل البلاد، و1.3 مليون
وأضاف محمد علي مدير مؤسسة بيت رعاية اليتيم في الغوطة : أن “مساعدة الأيتام تتم عبر كفالة مالية شهرية لا تتجاوز 50 دولار، إضافة إلى توزيع سلل غذائية بين الحين والأخر، وتوزيع الحليب للأيتام الصغار، والحفاضات، فيما تقوم بعض الجهات الخيرية، بإنشاء مدارس خاصة بالأيتام، وتقديم ألبسة شتوية، مع حطب للتدفئة، وحفلات ترفيهية للدعم النفسي، خلال العيد”. مشيرا أن مؤسسته تتكفل منذ عامين برعاية نحو خمسة آلاف يتيم في الغوطة .
يذكر أن العشرات من سكان الغوطة الشرقية نزحوا لمناطق أخرى ، ليبتعدوا عن القثف والقتل ، ليجدوا معاناة أصعب من المعاناة التي يعيشونها ، لم يبق ﻷربعة أطفال سوريين لجؤوا إلى المناطق التركية ليواسوا أنفسهم به سوى بعض الصور لوالدهم حيث فقد نتيجة الصراع في سوريا ، صور التقطت خلال لحظات لن تمحى من ذاكرتهم ، لم يجدوا سكنا غير منزل أقربائهم المؤلف من غرفة واحدة في بلدة بولاية “هطاي” التركية، تكبرهم أختهم ذات ال 13 ربيعا ، التي تقوم بدور الأم والأب ، فلم تستطع الأم السفر معهم بسبب عمرها وصعوبة الدخول الغير شرعي،
فيما أشارت قريبتهم “أماني المحمد” والتي فقدت زوجها خلال الإشتباكات ، إلى المعاناة التي يعيشها أطفالها من ألم فقدهم لوالدهم ، إلى جانب سوء الأوضاع المادية ، مشيرة أنها اضطرت للعمل بظروف صعبة من أجل تحصيل بعض الإحتياجات المالية .
في ظل هذه المأساة التي يعيشها أطفال سورية ، بعد أن قدموا آبائهم في سبيل تحرير الوطن ، لنعمل على تأمين احتياجاتهم ، ومساعدتهم (أنا وكافل اليتيم كهاتين) ، لنمسح دمعة الحزن عن أعينهم ، لتشرق بلاد بمستقبل زاهر بعزيمتهم.
المركز الصحفي السوري – سائر الإدلبي.
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.