من الرقة إلى "كاليه".. رحلة شقيقين محفوفة بالمخاطر تنتهي بتعرضهما لضرب الشرطة الفرنسية


تداول ناشطون مؤخراً صوراً عدة للاجئين شقيقين من مدينة الرقة تم ضربهما بعنف أثناء إخلاء حديقة بمدينة "كاليه" الفرنسية، بعد نجاتهما من الموت غرقاً في المياه الإقليمية لليونان.

وأظهرت الصور التي التقطتها صحفيات غربيات تم اعتقالهن فيما بعد حجم الأذى الجسدي الذي لحق بأحد الشقيقين السوريين وحالة الرعب التي عاشها بعد أن جثم ثلاثة عناصر من الشرطة الفرنسية على صدره لمنعه من الحركة، فيما تعرض الآخر للرش بمادة الغاز فأغمي عليه على الفور. 

"زمان الوصل" توصلت لاسم الشابين وهما "حميد حمدية" و"موسى حمدية" من قرية "دبسي عفنان" اللذين فرا من العيش تحت سيطرة تنظيم "الدولة" في الرقة وهما يمنيان النفس بالالتحاق بشقيق ثالث سبقهما إل بريطانيا قبل عام. 

"أبو عناد الرقاوي" لقب اختاره الشقيق الثالث ليروي لـ"زمان الوصل" تفاصيل رحلة شقيقيه اللذين خرجا من سوريا باتجاه تركيا من منطقة كانت محظورة من قبل الأتراك، ولا يجرؤ أحد على العبور منها –كما يقول.

إذ تم إطلاق رصاص عشوائي على من يحاول العبور منها ولكن الله قدر لشقيقيه النجاة. 

لدى خروج "حميد" و"موسى" مع العشرات من تركيا إلى اليونان وفي منتصف المياه الإقليمية تعرضوا لتجربة غرق كادت أن تودي بحياة كل من كان على ظهر المركب وأثناء ذلك أرسل الشابان لشقيقهما رسالة صوتية عبارة عن استغاثة تُسمع فيها أصوات الهلع بسبب تسرب المياه إلى المركب ونفاذ البنزين –كما يوضح محدثنا– مضيفاً أن "ما زاد الأمر خطورة انكسار عارضة خشبية من الجانب الخلفي للمركب". 

لم يستطع أبو عناد أن يفعل شيئاً من هول الصدمة للوهلة الأولى، ولكنه تمالك نفسه -كما يقول- واتصل بالخفر اليوناني، فتم إنقاذ 62 لاجئاً كانوا على ظهر المركب. 

بعد أن أعلنت المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" عن فتح الحدود الألمانية أمام اللاجئين السوريين، وتم تسيير قطارات لهم كان الشقيقان "حميد" و"موسى" أول الواصلين من اللاجئين السوريين إلى ألمانيا من خلال القطار– كما يؤكد شقيقهما- ومن ألمانيا سافرا إلى باريس في فرنسا، ومن ثم إلى مدينة باليه لتبدأ رحلة معاناة جديدة.

ويروي "أبو عناد" أن شقيقيه لدى وصولهما إلى مدينة "كاليه" اضطرا للنوم في الشوارع والحدائق العامة ريثما يستطيعان الانتقال بالقطار أو البحر إلى بريطانيا".

ويتابع: "كانا يحاولان مع عشرات اللاجئين التسلل خفية إلى الميناء ولكن البوليس الفرنسي كان يعيدهم إلى المكان الذي جاؤوا منه، وكذلك بالنسبة للقطارات التي كانوا يُمنعون من صعودها". 

وجاء البوليس إلى مكان تواجد اللاجئين وحاول إخراجهم بالقوة وإجبارهم –كما يقول- على السكن في "الجنغل" وهو عبارة عن غابة يضم المئات من الأفارقة والباكستانيين الذين يشكلون عصابات لتشليح السوريين والعراقيين والفلسطينيين عدا تعاطي الخمور والمخدرات، وأدى اعتراض اللاجئين السوريين وامتناعهم عن الذهاب إلى استخدام عناصر البوليس الفرنسي للعنف.

ويضيف الحمدية:"أثناء ذلك تعرض أخي موسى الذي كان يعاني من الربو للرش بالغاز على وجهه أغمي عليه، وعندما حاول شقيقي حميد أن يسحبه من بين أيديهم ويعطيه الدواء الذي تناوله تعرض للضرب العنيف، حيث قاموا بتقييد يديه إلى الخلف وطرحه أرضا".

ويستطرد محدثنا أن "ثلاثة من العناصر جلسوا على ظهره حتى أن أحدهم دعس ببوطه العسكري على وجهه فخلف شجاً في رأسه، كما هو واضح في إحدى الصور". 

لم يكتف البوليس الفرنسي بترويع اللاجئين والتعامل معهم بعنف بل اعتقل صحفية ناشطة من منظمة "أطباء العالم" وصحفيتين غربيتين لأنهن -حسب محدثنا- "حاولن الدفاع عن اللاجئين.

وبعد حملة العنف تم اعتقال حميد وإسعاف موسى إلى المشفى بعد أن أُغمي عليه ليتم إخراجهما فيما بعد، وهما الآن -كما يؤكد شقيقهما- "لا زالا في "كاليه" ينتظران السماح لهما بالعبور إلى بريطانيا. 

ولحميد حمدية زوجة وثلاثة أطفال أحدهم لم يبلغ الشهر والنصف من عمره، فيما ترك شقيقه موسى زوجة وولدين ينتظرون جميعاً وصولهما إلى المقلب الآخر من العالم بهدف لمّ الشمل و"طوي صفحة من الآلام السورية التي كُتبت بالدم والدموع والأحزان" كما وصف شقيقهما.
زمان الوصل

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top