وصول مئات الألوف من المهاجرين يضع الاتحاد الأوروبي أمام الاختبار، بطريقة لم تفرضها أية أزمات أخرى من قبل. فهل يدفع الضغط الأخلاقي الاتحاد الأوروبي نحو فعل شيء ما؟
ترجع هذه الهجرة إلى قضايا لا يستطيع الاتحاد الأوروبي حلها بمفرده، مثل الحرب في سوريا والعراق والفوضى في ليبيا والأنظمة السيئة والوحشية في القارة الإفريقية. إلا أن سياسات الاتحاد الأوروبي الفاشلة المتعلقة باللجوء لا يمكنها الإفلات من اللوم نتيجة لمعاناة آلاف الأشخاص الساعين إلى الهرب من هذه الأزمات. وتقدم أوروبا سبلاً قانونية محدودة للاجئين، مما جعل عصابات تهريب البشر الإجرامية تنتشر. ويعد «نظام دبلن» في الاتحاد الأوروبي جزءًا كبيراً من المشكلة. فبموجب هذا النظام الذي وضع في تسعينات القرن العشرين، يتوجب على المهاجرين طلب اللجوء السياسي في أول دولة يصلون إليها، وهذا أثقل كاهل الدولتين المطلتين على سواحل المتوسط، وهما إيطاليا واليونان. إلا أن ألمانيا من جهتها تجاهلت هذا النظام، أخيراً. ومن المفترض أن تستقبل ألمانيا 800 ألف لاجئ العام الحالي، وأوضحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن على بقية أوروبا أن تتقاسم أعباء اللاجئين. ودعت كل من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا إلى اجتماع طارئ لوزراء الاتحاد الأوروبي للبحث عن حلول لأزمة المهاجرين، ويفترض مناقشة التهرب من «نظام دبلن»، كما يجب أن يهتم الوزراء بخطة إصلاح نظام الهجرة التي اقترحه وزير الخارجية الألماني ونائبه، ومن بين ذلك قانون اللجوء السياسي والتوزيع العادل للاجئين على دول الاتحاد الأوروبي، ومسألة تقديم المساعدات للدول بسبب الأزمة وفرض عمليات إنقاذ بحرية على دول البحر المتوسط. قتل نحو 71 شخصاً في حافلة في النمسا، وسيتكرر الأمر ذاته إلا في حال قدمت أوروبا بديلاً إنسانياً ينقذ المهاجرين من المهربين. ====================== واشنطن بوست :آدم تايلور :من ينقذ تراث الإنسانية من أيدي «داعش»؟ أكدت صور التقطتها الأقمار الصناعية ونشرتها الأمم المتحدة في الآونة الأخيرة، أن «داعش» ألحقت دماراً بمعبد بعل الذي يعود إلى القرن الأول الميلادي في مدينة تدمر السورية. وتخريب المعبد جزء من حملة أوسع للجماعة في عدد من المواقع التاريخية. وهناك عشرة مواقع في سوريا والعراق مدرجة ضمن قائمة تراث الإنسانية لمنظمة «اليونسكو». وتسعة من بين هذه المواقع العشرة معرضة حالياً للخطر، وفيما يلي وصف لها. تدمر: كانت واحدة من أشهر المواقع السياحية في سوريا كلها. وهي مدينة مذكورة في الإنجيل وتاريخها يسبق ظهور الإسلام بمئات السنين، وقد أصبحت مركزاً للتجارة في القرن الأول للميلاد. وقد سيطرت عليها «داعش» منذ مايو الماضي. وصرحت إيرينا بوكوفا، المدير العام لليونسكو، بأن «فن ومعمار تدمر يقف في مفترق طرق بين عدة حضارات، وهو رمز لرقي وثراء هوية وتاريخ سوريا»، وأن المتطرفين يسعون لتدمير هذا التنوع والثراء. الحضر: وهي مدينة عراقية يعتقد أنها تعود إلى القرن الثالث أو الثاني قبل الميلاد، وتحمل تأثيرات كل من الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية. وأظهرت مقاطع مصورة نشرتها «داعش» في مارس الماضي أفراداً من الجماعة يستخدمون مطارق وبنادق لتدمير النقوش والتماثيل. وجاء التخريب في الحضر بعد عدة أيام فحسب من محاولات «داعش» تخريب آثار مدينة نمرود الأشورية المرشحة حالياً لتصبح أحد مواقع تراث الإنسانية. قلعة الشرقاط في العراق: ويعود تاريخها إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، وكانت أول عاصمة للآشوريين. وبسبب قرب المدينة من الأراضي التي تسيطر عليها «داعش» فهناك مخاوف من تعرضها للدمار والتخريب. وفي مايو أشارت تقارير إلى أن متشددين نسفوا بعض الآثار فيها. البلدة العتيقة في حلب: وتقع في موقع مهم على امتداد طرق التجارة منذ الألفية الثانية قبل الميلاد. وعلى خلاف بعض المدن الأخرى في هذه القائمة، مازالت حلب مأهولة ومدينة رئيسية. ومنذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2012 انقسم النفوذ عليها بين المتمردين والقوات الحكومية. وبسبب القتال أصاب الدمار مئذنة الجامع الأموي التي يعود تاريخها إلى القرن الحادي عشر الميلادي. القرى العتيقة في شمال سوريا: وتعرف باسم مدن الموتى وتقع في شمال غرب البلاد ويعود تاريخها إلى ما بين القرنين الأول والسابع الميلاديين لكنها هُجرت تماماً في القرن العاشر. وأطلالها تقدم صورة للحياة في العصور البيزنطية، بيد أن الحرب الأهلية في سوريا عرضت بقاءها على حالها للخطر. مدينة سامراء الأثرية في العراق: وكانت ذات يوم عاصمة للخلافة العباسية، وتعتبر موقعاً تاريخياً مهماً لليونسكو باعتبارها «العاصمة الإسلامية الباقية الوحيدة التي احتفظت بتنسيقها وهندستها وفنونها الأصلية، مثل فن الفسيفساء والنقوش». والعام الماضي استولى مقاتلو «داعش» على المدينة وأصبحوا على مقربة من ضريح شيعي مهم فيها، لكن ضربات جوية أمرت بها الحكومة العراقية دحرتهم. قلعة الحصن وقلعة صلاح الدين في سوريا: وتعودان إلى فترة الحروب الصليبية، وتمثلان مزيجاً مهماً من التأثيرات المعمارية الأوروبية والشرق أوسطية. لكن كلاهما شهد قتالا شديداً. ففي عام 2013 أعلن المتمردون إلحاق الهزيمة بقوات الحكومة عند أسوار قلعة الحصن، لكن الجيش السوري استعاد القلعة عام 2014. البلدة العتيقة في دمشق: وتعتبر من أقدم مدن العالم التي ظلت مأهولة بالسكان لأطول فترة، وأظهرت بعض عمليات الحفر أنها كانت مأهولة منذ ثمانية أو عشرة آلاف عام قبل الميلاد. وكانت عاصمة للخلافة الأموية. وتشير اليونسكو إلى أنه يوجد داخل أسوار البلدة العتيقة 125 أثراً، منها المسجد الأموي الذي مازال أحد أكبر المساجد في العالم. البلدة العتيقة في بصرى: ومازال بها مسرح روماني يعود إلى القرن الثاني الميلادي، وبعض الآثار النبطية والبيزنطية والأموية. وشهدت المدينة قتالا شديداً أثناء الحرب الأهلية الحالية مما عرضها للخطر، وظهرت مقاطع مصورة لقناصين يطلقون النار من المسرح. آدم تايلورا
البيان
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.