المعاناة تلاحق السوريين في كل مكان، مع كل ما يعانوه هنا في سوريا، من القصف والقتل والدمار الذي يخلفه نظام الأسد، والذي أصبح هواية لا يمكنه أن يتخلى عنها، والتي صبت بحقدها على مجمل الشعب السوري، ولم يكن النظام هو الوحيد الذي شارك بقتل السوريين، ولكن هناك الكثير من المشاركين له في ذلك.
بعد الحملة الشرسة التي شنها النظام على محافظة إدلب والتي امتدت من بداية تحرير المدينة، إلى هذا اليوم، والتي أوقفتها العاصفة الرملية عنوة، خلال الأيام الثلاثة الماضية، حيث لم تشهد إدلب وأريافها، يوم واحد بدون قصف ودمار ومجازر في الفترة المذكورة.
وقد خلفت هذه الحملة مئات الشهداء، وأعداد كبيرة جداً من الجرحى المدنيين، من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ، ومع قلة الأدوات الطبية والنقص الكبير في مختلف الأدوية والكوادر الطبية، ومع استهداف النظام للمشافي الميدانية بشكل متكرر، أدى لخروج العديد من تلك المشافي، وقد وثق خروج 5 مشافي عن الخدمة بشكل كامل وجزئي.
وقد كانت تلك المشافي تنجز مهام عظيمة للجرحى والمصابين، وقد يتم نقل الحالات الحرجة إلى المشافي التركية، ليتم معالجتها، حيث أن العديد من الأطباء وأصحاب الخبرات الطبية السوريين، تكروا سوريا وهاجروا للعمل إما في تركيا في السابق، أو الأن إلى أوربا، حيث تستقبل المشافي التركية العديد من الحالات يومياً من مختلف المناطق السورية.
وهنا تبدأ معاناة جديدة للمصابين، لا يدري بها إلا من ذهب إلى هناك وذاق مرارة الألم ومرارة الغربة، تقول إحدى النساء السوريات التي نزحت هي وزوجها وأولادها الثلاثة، من تحت القصف إلى مخيمات بلدة أطمة في ريف إدلب الشمالي، فتتقول المرآة “أدخلوني إلى مشفى في تركيا، لكي ألد، وقد أدخلوني كحالة إسعاف، وبعد عملية الولادة بعدة ساعات، لم يكن لي الحق أن أجلس على السرير، فقد وضعوني على الأرض، وعانيت من أصعب الظروف، فقد تمنيت أن أكون من الشهداء على أرض وطني ولم أكن هنا في هذا الذل، وبعد ذلك أردت أن أخرج فطلبوا مني مبلغ كبير جداً لا أملك ربعه، ومنعوني من الخروج من المشفى، وأنا الأن أناشد كل من يهم الأمر أن يرى حالنا هنا وفي أي ذل وظلم نحن؟”.
ويقول السيد خالد أحد السوريين المطلعين “لقد قدمت المشافي التركية، خدمات جليلة للسوريين منذ بداية الأحداث في سوريا، ولكن كان هناك بعض تلك المشافي، التي أبدت تقصير في ذلك لأسباب لم نعلمها، وهنا أناشد كل السوريين والأتراك المعنيين في ذلك، بتسليط الضوء على هذا الموضوع المهم، ومعالجة التقصير في بعض المشافي، فقد كانت تركيا ملجأ السوريين الأول، ومشافيها الأمل في الحياة من جديد”. لقد كانت المشافي التركية تشكل مصدر أمل كبير للسوريين، بعد عمليات القصف الكثيف والعشوائي الذي خلف ألاف الجرحى، ولكن فقد كانت تلك المشافي سبباً في ألم ومعاناة لسوريين بدل أن تكون مصدر للحياة والأمل، ومن هنا نداءات إلى كل القائمين والعاملين في متل المشافي، واجبكم واجب إنساني مقدس، فلا يمكن لكل الأشخاص إنقاذ حياة الأخرين.
المركز الصحفي السوري
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.