إعمار

‏فيما لاتزال طائرات النظام وبراميله وصواريخه تدك مناطق قد خرجت عن سيطرته ، يعلن رئيس النظام في مناطق قليلة لا زالت تحت سيطرتة بإعادة الإعمار ، فبعد خطاب يحاول رفع ماتبقى من معنويات مؤيدة ، أعلن عن معرض لإعادة الإعمار وطرح مناقصات ، اذ تحدث عن مشروع عملاق لإعادة إعمار سوريا بعيدا حتى عن الحلفاء السياسيين وأن إعادة الإعمار ستكون وطنية وسورية بالكامل بهدف نهوض الطبقة الوسطة ووتفعيل الاقتصاد السوري .

فقد قال الخبير العقاري السوري “عمار اليوسف ” إنة قد بلغ عدد الوحدات السكنبة المدمرة نحو مليوني مسكن وهذا الرقم في كل لحظة قابل للزيادة وإن سوريا تحتاج بشكل إسعافي إلى ثلاثة ملاييين وحدة سكنية كلفة إعادة إعمارها 73مليار دولار ، في حين قدر البنك الدولي تكلفة إعادة إعمار بنحو 200 مليار دولار .

واخر دراسة قامت بها إسكوا ، أن نمو الناتج المحلي السوري تراجع 28%في عام 2012  و17%في 2013 في حين بلغت نسبة التضخم 90%، وتراجعت الصادرات 95%  والواردات 93%   بين عامي 2010 و 2013م ، في حين انخفض التحصيل الضريبي العام الماضي بحوالي 34%  مقارنة ب2010  بينما وصل الدين المحلي السوري إلى 88% في 2013، ويتوقع أن يتجاوز 97% من الناتج في 2015 أما الدين الخارجي فبلغ 17% ويتوقع أن يصل إلى 100% من حجم الناتج في 2015 وتبين الأرقام أن الاستثمار الحكومي تراجع من 9% في 2010 إلى 2.5% العامو الماضي ووفق تقديرات إسكوا فإن الخسائر الإجمالية للنزاع السوري بلغت 139.7 مليار دولار حصة القطاع الخاص منها 69.1 مليار أو 69% مقابل 31% للقطاع العام .

وإضاف محمد جمال من منظمة “إعادة الأعمار السورية” التي تعمل داخل البلد لدراسة أوضاع الدمار وتقديرات تكاليف إعادة الإعمار ، فقد قال :”إن تكاليف الإعمار قد تصل إلى 500مليار دولار نظرا إلى أن الدمار لايقتصر على منازل المدنيين فحسب بل هناك دمار هائل في البنية التحتية يتم في الغالب إخراجها من التقديرات، ويرى جمال أن تكلفة إعادة بناء مستشفى بتجهيزاته قد تعادل تكلفة بناء حي بأكملة أو إعادة بناء محطة تحويل كهرباء .
مضيفا أن الكثير من هذه الدراسات تتجاهل أيضا تكاليف إزالة الدمار والتي توازي في أحيان كثيرة تكلفة إعادة الإعمار .

ولذلك يعتبر الحديث عن إعادة الإعمار مجرد أرقام قابلة للتغير والزيادة في كل لحظة وأن أي دراسة تنتج عن هذة الموضوع هي رهن اللحظة ولايمكن إحصاء حجم الدمار إلا في حال وقف الحرب وإسقاط نظام يدمر البلد بشكل منهجي وبعدها حصر الخسائر وفق دراسات ميدانية احترافية.