خاص-صوت راية
اعتصم عشرات السوريين صباح اليوم في العاصمة السويسرية بيرن بالقرب من البرلمان احتجاجاً على قيام السلطات السويسرية منحهم الإقامة الإنسانية (F)، أو (اف انساني)، وهي نوع اقامة تقدم حماية مؤقتة، تعرض حاملها للترحيل حين تقرر سويسرا أن سوريا أصبحت بلداً آمناً، كما أنها لا تخول حاملها الحصول على جواز سفر، كما أنها لا تمنحه حرية التنقل، بالإضافة إلى أنه يحصل بموجبها على نصف راتب الاقامة السياسية، ولا يحق له العمل إلا في لكانتون الذي يفرز له، نظراً لكونه يحمل إقامة مؤقتة قابلة للترحيل.
وفي لقاء أجرته إذاعة صوت راية قالت الناشطة السياسية السورية أمل نصر والتي شاركت مع السوريين في الاعتصام، رغم كونها حصلت على الإقامة السياسية: “إن السوريين في سويسرا الذين يحملون الإقامة (اف انساني) حصلوا على الأمان من ويلات الحرب ولكنهم يعيشون في سجن كبير، في أجمل بلد بالعالم!
لقد رفضهم وطنهم، والان ترفضهم الإنسانية ولا تمنحهم حقوق الانسان في العيش الكريم، فهم لا يحصلون على أي حق من حقوق اللاجئين بالحصول على جواز سفر، أو حق بالتنقل أو السفر خارج سويسرا، ولا يحق لهم العمل، ولا امتلاك خط الانترنت باسمهم، أو على اقامتهم، ولهم نصف راتب اللجوء السياسي، ومهددين بالترحيل القسري، عندما تقرر سويسرا أن سوريا أصبحت آمنة، كما حدث مع العراقيين من قبل، علماً بأن حيوانات كالقطة والكلب تمتلك جوازت سفر، ولها كل الحقوق، لكن اللاجئ الذي يمنح (اف انساني)، منزلته اقل من القظة والكلب”.
وعن الخطوات التصعيدية اللاحقة قالت أمل نصر إن الإعتصام سيتكرر، وسيعاد طرح المطالب بشكل دائم، حتى يلتفت البرلمان السويسري للقضية ويتم تعديل القوانين.
يذكر أن قضية اللجوء في سويسرا تشكل واحدة من القضايا الأكثر جدلاً ضمن الأوساط السياسية السويسرية، ولا سيما منها قضية الإقامة الإقامة (F) حيث أشارت الصحفية السويسرية ستيفانيا سومّرماتّر إلى أن تصريح الإقامة (F) ، الذي اعتُمد في عام 1987، إنما كان الهدف منه في الأصل توفير حماية للمهاجرين لمّدة قصيرة، ريثما يتم ترحيلهم إلى بلادهم، “هذا ما حدث فعلا في أواخر التسعينات مع أبناء الكوسوفو، الذين أعيد معظمهم إلى أوطانهم بعدما انتهت الحرب في يوغوسلافيا سابقاً”، كما يقول إيتيان بيغي، نائب رئيس اللجنة الفدرالية للهجرة
أما اليوم، فتشير الوقائع إلى أننا أمام حروب وصراعات أطول وأعقد من ذي قبل، وأمام نوعية مختلفة من المهاجرين. وفي معظم الحالات، يبقى الأشخاص الذين يحصلون على إقامة مؤقتة في سويسرا مدى الحياة، “من دون أن تكون لديهم آليات اندماج في المجتمع”، كما يقول بيغي.
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.