يطول عمر الثورة السورية وتتوالى أيامها حاملة معها المزيد من المعاناة والشقاء للشعب السوري، ولم يتوان النظام السوري عن استخدم مختلف أنواع الأسلحة ضد شعبه, الأمر الذي سبب دماراً هائلاً لآلاف المنازل والممتلكات، وأزهق أرواح ما يزيد عن 250 ألف شخص.
وتختلف أشكال الثورة عند السوريين، ولم تقتصر فقط على الذي حمل السلاح واتجه إلى الجبهات، إنما ضمت الكثير من الذين عملوا على مساعدة الناس والتخفيف من آثار هذه الحرب، ويأتي في مقدمة هؤلاء أعضاء فرق الدفاع المدنية الموجودون في كل مدينة من المدن المحررة.
هيئة الدفاع المدني في المناطق المحررة هيئة حديثة العهد، ولها فروع في ثمانية محافظات سورية، هي درعا ودمشق وريف دمشق وحمص وحماة واللاذقية وإدلب وحلب، تحوي 108 مراكز تابعة للدفاع المدني في المناطق المحررة، تضم 2700 متطوعاً.
السيد “هيثم الفالح” الذي يرأس إحدى فرق الدفاع المدني في ريف حماة الشمالي يقول: ” لطالما كان هناك حاجة ماسة لوجود فرق مدربة على عمليات الإنقاذ والإطفاء في كل مدينة أو بلدة، وخصوصاً بعد انتهاج النظام سياسة الأرض المحروقة والبراميل المتفجرة لتحقيق أكبر قدرٍ من الدمار والقتل بين المدنيين لاعتبارهم البيئة الحاضنة والداعمة للثوار.”
وتلعب هذه الفرق دوراً كبيراً في إخلاء المنازل وإجلاء المدنيين عن الأماكن المستهدفة، بالإضافة إلى إسعاف الجرحى، وإطفاء الحرائق وتختلف تلك الأدوار حسب الإمكانيات المتاحة.
يعود السيد هيثم ليضيف قائلاً: “خلال عملي كأحد أعضاء فريق الدفاع المدني في بلدتي، تعرضت للإصابة 8 مرات وكان أخطرها عندما كنا نحاول إسعاف بعض المصابين في مدينة كفرزيتا، قامت قوات النظام المتمركزة في مدينة مورك باستهداف مكان عملنا بعدة قذائف، مما أدى إلى استشهاد أحد أعضاء الفريق واصابة ثلاثة آخرين كنت من بينهم.
يقف عجز أفراد الدفاع المدني في مدينة دوما بريف دمشق، شاهداً حياً على صعوبة المهام التي يؤديها هؤلاء الناس، وذلك بسبب تركيز النظام قصفه الكثيف على نفس المنطقة.
ولم تستثني طائرات الأسد مراكز الدفاع المدني من غاراتها، فقد تعرّضت عدة مراكز للقصف، حيث تعرّض مركز الدفاع المدني في حي هنانو بحلب للقصف ثلاث مرات، وتعرّض مركز الأنصاري أيضاً للقصف ومركز تل رفعت في ريف حلب الشمالي تعرّض أيضاً للقصف ودمرت آلياته بشكل كامل، كذلك الأمر بالنسبة لمركز حيان في ريف حلب ومركز خان شيخون في إدلب الذي تعرض للقصف ثلاث مرات، ومركز بنش الذي تعرض للقصف مرتين، كذلك مركز الدفاع المدني بجسر الشغور.
هذا ويشتكي العديد من أفراد فريق الدفاع المدني في مدينة كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي من قلة الدعم، والفقر لمعدات البحث المتطورة كالكاميرات الحرارية التي يمكن أن تكشف وجود جرحى، أو جثث تحت الأنقاض بدون تحريك هذه الأنقاض، وأجهزة البحث الصوتي المتطورة التي يمكنها التقاط أصوات الجرحى تحت الأنقاض، بحيث يمكن تحديد مكان مصدر الصوت بالضبط الأمر الذي يخفّض الوقت اللازم لعملية البحث.
أخيراً تعددت أشكال الثورة عند السوريين، ولم تنحصر بالذين حملوا السلاح فقط، فمنهم من وضع دمه رخيصا لأجل وطنه وتقديم المساعدة لمن يحتاجها.
المركز الصحفي السوري . محمد عنان
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.