img

اللاذقية ـ «القدس العربي»: بعد تبرئة سليمان الأسد من قتله للعقيد حسان الشيخ المنحدر من ضاحية بسنادا، اجتاحت موجة من الغضب الساحل السوري وبدأت دعوات للتظاهر والاعتصام تظهر على صفحات التواصل الاجتماعي، خاصة على موقع «فيبسبوك» مطالبة بإعدامه، هذه القضية التي بدأت تتفاعل منذ نحو نصف شهر كان لها أسبابها البعيدة وتحمل في طياتها الكثير من المفاجآت في القادم من الأيام، كما يؤكد نشطاء لـ»القدس العربي» ومنهم عدنان الذي اعتقل لفترة طويلة في سجون نظام الأسد الأب، وأحد سكان اللاذقية الذي عاش سطوة سليمان الأسد على مجمل المدينة.
يقول عدنان: لم يكن العقيد حسان الشيخ أول ضحايا سليمان الأسد، بل هناك ما يقارب 37 جريمة قتل قام بها سليمان الأسد علنا متحديا كل القوانين والأعراف الإنسانية، كما أن الكثير من قضايا الاغتصاب العلني والاختطاف بما يشبه السبي لأي فتاة تعجبه أينما كانت في الجامعة أو في السوق أو حتى في بيت أهلها لن تسلم شره، بمجرد أن تقع عينه عليها، لكن الجديد هو إحساس أهل الساحل، وبالأخص العلويين، بأنهم دفعوا دماء أبنائهم مجانا، وأن الأسد سيهزم وأن كل وعوده سترافقه للجحيم، كما أن الفقر المتزايد الذي يطال الجميع واستشراء السلب والنهب من قبل ميليشياته التي باتت تختطف الناس في وضح النهار زاد الطين بلة، وأرغم جميع الموالين بإعادة التفكير بسلوكهم تجاه النظام.
ترهيب النظام مستمر والوجع ينفجر
قد يظن البعض أن الأسد يتراخى مع مواليه ولا يقمعهم، كما فعل في باقي المناطق السورية، لكن نظام الأمن والسطوة لا يعرف سوى القمع كلغة يتحدث فيها، فقد اعتقل فرع الأمن السياسي في اللاذقية قرابة 60 شابا كانوا قد تظاهروا احتجاجا على مقتل العقيد، كما قام النظام بتصفية محمد الخطيب مدير مكتب إذاعة موالية للنظام في اللاذقية، بعد تغطية الإذاعة لقضية حسان الشيخ وإدانتها الواضحة لسليمان الأسد، لكن قرار المحكمة بتبرئة سليمان الأسد وروايتها لقصة لا يصدقها أصغر طفل في اللاذقية جعل الغضب ينهب قلوب الناس الذين أحسوا بأن قيمة الإنسان عند الأسد لا تتعدى الرقم والأداة.
صفحات موالية قليلا ومعارضة كثيرا
فقد باتت الصفحات التي كانت موالية للأسد تدعو للتظاهر، وتفضح الفساد الذي يملأ نظام الأسد، كما باتت تفضح أكاذيبه التي يسوقها على مواليه، واحدة تلوى الأخرى، ولا يستطيع أحد الآن أن يفرق بين موال ومعارضٍ بشكل واضح، إذ إن البنية الأسدية تنهار بشكل متسارع ولم يبق منها سوى عناصرها الأمنية التي تهدد الجميع، لكن ضغط الحياة وفجيعة الناس بأبنائها قد تجعل من هذا العامل هامشيا في الفترة القادمة، فدعوات التظاهر والاعتصام تستمر والظاهرة بدأت تتسع، فهل نشهد مظاهرات أو اعتصامات الثلاثاء القادم؟

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top