تبادل الساسة في الغرب الاتهامات ويحملون بعضهم مسؤولية الأحداث في سوريا وليبيا والعراق.
ففي تصريحات لقائد القوات البريطانية السابق الجنرال سير ديفيد ريتشاردز لكاتب السيرة الذاتية لرئيس لوزراء البريطاني الحالي ديفيد كاميرون، اتهم رئيس الوزراء بالجبن حيال سوريا، وذلك عندما رفض ما سماه العسكري السابق استراتيجية محكمة للتخلص من النظام السوري لبشار الأسد، وهو ما كان بالتالي سيمنع ظهور تنظيم الدولة الإسلامية الذي تقود الولايات المتحدة تحالفا دوليا ضده في كل من سوريا والعراق. وتحدث سير ريتشاردز الذي قاد هيئة الأركان البريطانية المشتركة في الفترة ما بين 2010- 2013 إلى سير انتوني شيلدون الذي كتب سيرة لرئيس الوزراء وسنواته الخمس في 10 داونينغ ستريت (كاميرون: القصة من الداخل 2010 -2015) عن رفض الخطة التي تقدم بها عام 2012 للحكومة البريطانية وتقضي فيما تقضيه بوضع قوات على الأرض وشن غارات جوية ضد النظام السوري. ونشرت صحيفة «ميل أون صاندي» مقتطفات من السيرة الجديدة حيث كشفت عن خلافات بين الجيش والأمن من جهة والمؤسسة السياسية حول طبيعة التدخل العسكري في ليبيا. وناقش جون سويرز المدير السابق للمخابرات الخارجية (أم أي-6) ان التدخل للإطاحة بنظام القذافي مدفوع بأسباب إنسانية وليس لخدمة مصالح الأمن القومي البريطاني. واتهم لورد ريتشاردز كاميرون بأنه كان يفتقد القيادة الحاسمة واندفع بدوافع ليبرالية «لو كانت لديهم الجرأة لتبنيها، ولو فعلوا ما طلبناه لما ظهر تنظيم داعش». وقال ريتشاردز «في كل من أوكرانيا وليبيا وسوريا كان هناك غياب واضح في القيادة». وأضاف أن «المشكلة كانت هي عدم القدرة على التفكير بالخطط لأن الهدف على ما يبدو هو تطبيق أجندة ليبرالية وليس التحلي بالقيادة الحازمة».
القذافي طلب صفقة
ويكشف الكتاب عن صدع في العلاقة بين الولايات المتحدة وبريطانيا لدرجة توقف فيها الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن الاستماع لمكالمات كاميرون الهاتفية.
ومن جانبه انتقد كاميرون أوباما واتهمه بالمبالغة في العقلانية. واعتمد الكاتب شيلدون على مصادر من داخل الحكومة ومعلقين ووزراء يعملون مع كاميرون لرسم صورة عن رئيس الوزراء الحالي. ومن الأشياء التي يكشف عنها الكتاب محاولة لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير لترتيب صفقة تخرج الزعيم القذافي من ليبيا. فبعد اتصال مقربين من القذافي ببلير، عرضوا فيه استعداد الرئيس السابق عقد صفقة مع بريطانيا إلا أن العرض رفض. ويظهر الكتاب تعجلا وحالة إحباط أصابت كاميرون ورغبته في التدخل في ليبيا، خاصة أنه كان ناقدا لسياسات العمال وتعاونهم مع النظام الليبي السابق. فعندما اقترح لورد ريتشاردز في اجتماع لمجلس الأمن القومي وقف العمليات العدائية بين الأطراف في ليبيا حالة تأمين مدينة بنغازي وفتح حوار مع القذافي قوبل عرضه بالرفض. وكان رئيس الوزراء البريطاني قد دافع عن خطته لقيادة الهجوم على ليبيا مع أن بعض الخبراء قالوا إن سقوط النظام الليبي السابق سيؤدي لموجات هجرة باتجاه أوروبا.
إلى القطب الشمالي
ومن هنا فمن أهم تداعيات الهجوم على ليبيا وتركها بعد الإطاحة بالقذافي نهبا للنزاعات الداخلية والتردد حيال سوريا موجات اللاجئين السوريين الذي يبحثون عن معابر آمنة لهم إلى أوروبا. ففي بداية الأزمة السورية عام 2011 كان المهربون يأخذون اللاجئين عبر تركيا إلى بلغاريا واليونان حيث يعبرون منهما إلى دول الاتحاد الأوروبي.
ولما اتخذت هاتان الدولتان إجراءات وبنت أسوارا من الأسلاك الشائكة بحيث تعسر العبور منهما لجأ المهاجرون لأساليب أخرى حيث حاولوا العبور لأوروبا عبر البحر المتوسط. وسير المهربون قوارب الموت من شواطيء مصر وتونس وليبيا التي خرج منها معظم المهاجرين. فيما حاول لاجئون سوريون خرق السياج الذي يفصل سبتة ومليلة عن الأراضي المغربية. وابتلع البحر في الأعوام الماضية الآلاف من المهاجرين القادمين من سوريا وإريتريا وأثيوبيا والسودان ودول الساحل والصحراء الأفريقية في الوقت الذي خاضت فيه دول الاتحاد الأوروبي معركة خاسرة مع مهربين قساة ولاجئين مصممين على الوصول إلى بر الأمان وبدء حياة جديدة في أوروبا. ومن الطرق الجديدة التي يتخذها اللاجئون السوريون هو العبور إلى أوروبا من الشمال المتجمد وليس من البحر الدافئ في المتوسط. فبحسب مراسل شؤون الهجرة في صحيفة «الغارديان» باتريك كينغزلي الذي قال «لقد حاولوا العبور عبر شواطئ ليبيا والجزر اليونانية وسهول البلقان ووجد السوريون الآن طريقا للوصول إلى أوروبا عبر الدائرة القطبية». فقد تكبد عشرات السوريين عناء السفر هذا العام إلى روسيا في محاولة منهم للوصول إلى حدود النرويج. فهناك ما يقرب من 20 شخصا في الشهر يعبرون الحدود الروسية باتجاه البلدة الصغيرة كيركنيز التي تبعد عن العاصمة السورية دمشق 2.500 ميلا وتنخفض فيها درجات الحرارة اليومية إلى ما تحت الصفر. وتقع البلدة في آخر نقطة كانت تفصل بين أوروبا الغربية والشرقية أثناء الحرب الباردة. ونقل عن المفتش توماس بيترسين في البلدة قوله «هذا أمر جديد وبدأ قبل نصف عام». وأضاف «يمكنك القول أن هناك ما بين 5 إلى 20 شخصا يحاولون الوصول إلى هنا في الشهر. وهناك عدد منهم وصل بالدراجات أما الآخرون فقد وصلوا إليها في سيارات روسية. فمن السهل اجتياز الحدود وما عليهم سوى الجلوس في سيارات روسية ومن ثم القدوم إلى النرويج، وهو فعل قانوني». وبحسب صحيفة «سور فارغنر افيس» المحلية فهناك 133 طالب لجوء سياسي استخدموا هذا الطريق عام 2015 ومعظهم سوريون. ولا يعرف إلا القليل عن طريقة تعرف السوريين على هذا الطريق. ويقول بيترسين إن زملاءه في نقطة الشرطة يقومون بإجراء مقابلات روتينية مع طالبي اللجوء قبل وضعهم في طائرات وإرسالهم إلى شرطة اللاجئين في أوسلو. وفي بعض الأحيان يضطر اللاجئون لقضاء ليلة في فندق البلدة «ثون» نظرا لعدم وجود أماكن على الطائرات. ومع ذلك يظل البحر الطريق المفضل للاجئين حيث عبر المتوسط خلال العام الحالي 2015 ما يقرب من 300.000 لاجئ حسب إحصائيات الأمم المتحدة.
كارثة من منظور تاريخي
وينظر لمسألة اللجوء من سوريا على أنها الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية. وتعتقد صحيفة «واشنطن بوست» أن مأساة اللجوء السورية هي أزمة كبيرة من المنظور التاريخي.
ففي افتتاحيتها أشارت للضحايا الذي يرغبون بالهجرة ثم يلقون حتفهم خنقا في السفن، كما حدث يوم الأربعاء الماضي، حينما عثر على 51 جثة على سفينة قرب الشواطئ الليبية أو في الشاحنات، كما حدث بعد يومين حيث في النمسا حيث عثر على 71 جثة في شاحنة مهجورة ومات أفرادها نتيجة للعطش أو نقص الأوكسجين. وفي يوم الجمعة أعلن عن فقدان 150 شخصا ماتوا بعد غرق سفينتين قبالة السواحل الليبية. وهو ما دعا لجنة الإغاثة الدولية للقول إن «العالم يواجه أسوأ أزمة لاجئين منذ 25 عاما». وتتساءل الصحيفة عن السبب الذي دفع بهذه الأزمة وما يجب فعله؟ ومع أن الدول الأوروبية بحاجة لبذل المزيد من الجهود لـ»مواجهة المهربين وحماية الضحايا وتطبيق نظام يسمح للاجئين التقدم بطلبات اللجوء بطريقة قانونية» حسبما يقول المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريز، لكن أوروبا ليس بقدرتها حل مشكلة تنبع من أفغانستان والسودان وليبيا وفوق كل هذا سوريا. فكما لاحظ كل من نيكولاس بيرنز مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق وديفيد ميليباند وزير الخارجية البريطاني السابق في مقال رأي نشرته الصحيفة، فالحرب الأهلية في سوريا شردت 11 مليون سوري ولم تستقبل الولايات المتحدة منهم سوى 1.000 لاجئ وهو أمر غير مقبول حسب الصحيفة. ومع أن معظم المشردين السوريين لن يتمكنوا من الوصول إلى أمريكا أو ألمانيا إلا أن واجب الدول المتطورة تقديم المساعدة لهم حيثما كانوا. فمن 11 مليون لاجئ أجبر 4 ملايين على الفرار من بلادهم إلى دول الجوار. وهناك 1.9 مليون لاجئ في تركيا و 1.1 مليون في لبنان و600.000 في الأردن. ويضع اللاجئون أعباء كبيرة على الدول المضيفة لهم. ففي لبنان يمثل السوريون ربع السكان ويعيشون في ظروف مأساوية ويحرم أطفالهم من التعليم. ولكن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لم تقدم لهؤلاء اللاجئين سوى نسبة 33% من احتياجاتهم الرئيسية. وترى الصحيفة أن تقديم الدعم الكامل للاجئين سيخفف من معاناتهم لكنه لن يحل المشكلة. فالسبب الحقيقي للبؤس الذي شاهدناه هذا الصيف هو أن العالم لا يمكنه إدارة ظهره للدول التي تعاني من مشاكل ويتوقع أن يظل محصنا من تأثيراتها. وتشير الصحيفة إلى سياسة باراك أوباما الذي تجنب الانخراط في الانتفاضة الديمقراطية في سوريا. وقرر عدم التدخل في الحروب الأهلية في ليبيا واليمن وأفغانستان، فيما ناقش مساعدوه أن الولايات المتحدة تستطيع حماية مصالحها القومية من خلال الإغارة على المتطرفين بطائرات «درون». وتقول الصحيفة أن ما نعيد تعلمه من هجمات أيلول/سبتمبر على التراب الأمريكي والتي تعتبر هما مستمرا إلا أنها لا تعتبر التهديد الوحيد القادم من الدول الفاشلة، بل هناك تهديدات أخرى. ففي عالم متداخل لا يمكن وقف الأمراض وتدفق اللاجئين والأسلحة من خلال نشر الزوارق الحربية ورفع الأسلاك الشائكة. كما أن الولايات المتحدة ليست بحاجة لإنزال قوات المارينز وفرض النظام بالقوة في كل بلد. وفي العادة يلجأ أوباما لخيار الابتعاد عن المشاكل التي لا يمكنه والحالة هذه تجاهلها. وهو بحاجة لتبني سلسلة من الإجراءات المختلطة من مثل تقديم الدعم وتدريب قوات الأمن في الدول التي تعاني من مشاكل مع الأخذ بعين الاعتبار كل ظرف. ومع اعترافها بأن الدول الخارجية لا يمكنها حل كل مشكلة لكن استمرار تدفق اللاجئين عبر المتوسط هو تذكير بأن العالم لا يمكنه تجاهل المشاكل أيضا.
لاجئون بلا أمل
وتظل مأساة من يحاولون العبور لأوروبا ومن يموت منهم في الطريق جزء يسير من كارثة السوريين والأربعة ملايين الموزعين على دول الجوار السوري.
وبحسب ليز سلاي مراسلة «واشنطن بوست» فقد أصبحت سوريا أكبر مصدر للاجئين في العالم منذ أكثر من أربعة عقود. ومصدر القلق لدى وكالات الإغاثة الدولية نابع من تداعيات الأزمة السورية طويلة الأمد. ففي ظل استمرار الحرب للعام الخامس على التوالي، فهناك أمل ضئيل بحل قريب للأزمة وبالتالي عودة اللاجئين إلى قراهم ومدنهم قريبا. ولأن معظم دول الجوار غير قادرة على مواجهة احتياجات السوريين الفارين إليها فقد يتحولون إلى عامل يزعزع استقرار البلاد. ويرى غوتيريز أن الفشل يظل أولا وأخيرا دبلوماسيا فبعد مقتل أكثر من 250.000 سوري وتشريد 11 مليون لا حل قريبا في الأفق. ويرفق الفشل الدبلوماسي بانهيار جهود الإغاثة الإنسانية والسبب هو تراجع الاهتمام وتناقص التبرعات وزيادة الاحتياجات اليومية. ولم تتلق الأمم المتحدة إلا نصف ما تحتاجه لتوفير العناية باللاجئين. ويرى غوتيريز أن ما يجري في سوريا هو «مأساة لا توازيها أخرى في التاريخ الحديث» محذرا أن ملايين قد يتركون بلا مساعدة تحفظ حياتهم. ويقول إن هناك الكثير من المعارك التي تم ربحها لكن المعارك التي تحققت فيها الخسارة أكثر. وتذكر مشاهد اللاجئين الذي يبيعيون «كلينكس» أو الورود في شوارع بيروت وعمان وإسطنبول بحجم الكارثة والظروف التي يعيشون فيها في الخيام وعلى حواف المدن وفي المزارع. وتنام النساء اللاتي يحملن أبناءهن الصغار قرب الإشارات الضوئية وأمام بوابات المتاجر. وتعيش عائلات قرب المزارع في أكواخ أقامتها من البلاستيك وألواح الخشب واليافطات التي تحمل دعايات لمطاعم وأفلام وشقق مفروشة. وتقول جميلة محمود (53 عاما) والتي تعيش مع حفيدتها البالغة من العمر 7 أعوام في منطقة المنيا شمال لبنان «هذه ليست حياة»، «فنحن أحياء لأننا لم نمت بعد». ومن يستطيع الهروب من وضعه من خلال السفر عبر قوارب الموت يواجه حياة مماثلة في أوروبا حيث يخيم اللاجئون عند الشواطئ في اليونان وينامون في شوارع المدن الأوروبية وينضمون إلى طوابير طالبي اللجوء. وعلى خلاف من يقبل ببؤس المدن العربية يخسر هؤلاء كل ما يملكون للمهربين ويواجهون الغرق في البحر، كما أظهرت الأيام الماضية. ويمثل السوريون نسبة 63% من الـ160.000 الذي وصلوا للشواطئ اليونانية هذا العام وعددهم في تزايد مستمر. وترى الصحيفة أن خيار البحر والتوجه لأوروبا متوفر فقط لمن كانوا في حالة مادية جيدة قبل الحرب حيث يتمكنون من دفع ما بين 5.000 – 6.000 دولار للمهربين. أما من لا يملك فيقوم بالتوفير للرحلة التي يرى أنها ستغير حياته إما ببيع ممتلكاته أو أرضه أو توفير ما يحصل عليه من أعماله التي يقوم بها. وتنقل عن ندا منصور (37 عاما) والتي تنتظر الانضمام لزوجها في السويد بعد دفعه 6.500 دولار للمهربين قولها «كل واحد يريد السفر» وقالت «أنا سعيدة جدا لأنني سأضمن حياة جيدة لأولادي». ومن لا حظ لهم فلا مهرب من البؤس والحياة الصعبة، فبحسب تقديرات المفوضية السامية للاجئين فمعظم السوريين الذين يعيشون في لبنان والأردن يعانون من ظروف الفقر. وتقول فتنة العلي (40 عاما) إنها تود السفر لو استطاعت، لكنها لا تستطيع خاصة أن لديها 7 بنات وابنا واحدا ولم تعد تتلقى المعونة من الأمم المتحدة بعد بيعها كوبونات الإعانة لتوفير الدواء لزوجها المريض.
جيل ضائع
وتشير الكاتبة لمخاطر وضع اللاجئين على الدول المضيفة، خاصة أن ما يزيد عن 750.000 طفل لا يذهبون للمدارس وبعضهم نسوا من أين أتوا وأسماء قراهم وبلداتهم التي جاءوا منها، فيما فقد الكثيرون منهم مهارة القراءة والكتابة.
ويرى بيتر هارلينغ من مجموعة الأزمات الدولية أن المستقبل الذي ينتظر هؤلاء الأطفال قاتم وهناك مخاطر من تعرضهم للتشدد «فهنا جيل بأكمله محروم من أي شيء يحلمون به أو يؤمنون به». ويضيف أن ما يخيف وضعهم هو الأثر المزمن الذي سيتركه النزاع عليهم. ومع أن دول الجوار لم تشهد مشاكل بعد بسبب اللاجئين إلا أن استمرار حالة التشرد تظل مدعاة للقلق خاصة في لبنان والأردن. وفي تركيا التي رحبت باللاجئين السوريين ووفرت لهم التعليم وسمحت لهم بالعمل فإنها حضرت سكانها البالغ عددهم أكثر من 75 مليون نسمة لإقامة دائمة للسوريين. وترى الصحيفة أن لبنان الذي يقيم فيه 1.1 مليون سوري امتنع عن تقديم العون لهم خوفا من إرباك التوازن السكاني. وتنبع مخاوف الحكومة اللبنانية من كون السوريين سنة. ولم تسمح الحكومة اللبنانية بفتح مخيمات للسوريين الذي يعتمدون على أنفسهم. كما قيدت الحكومة حركتهم ووضعت شروطا صعبة على عملهم. وتنقل عن لاجئ سوري قوله إن الحياة تبدو «وكأنك في سجن». ويلقي اللبنانيون الأزمات على السوريين فهم الذي ضيقوا وسائل العيش على بقية السكان و»يفرخون إرهابيين وأمراضا» كما يقول علي الرحيمي صاحب محل في بلدة الطالبية. ولم يستبعد حربا بين السكان واللاجئين حال استمرت الحرب في سوريا. ولهذا السبب تقدم وكالات الإغاثة الدولية حملاتها لجمع الإعانات للسوريين بناء على ضرورة استراتيجية وليس انسانية فقط. ويقول روس ماونتين منسق الجهود الإنسانية في الأمم المتحدة «إنه موضوع إنساني ولكنه أمني أيضا». ومع ذلك تعاني المؤسسات الدولية من تراجع في الدعم. فقد أنفقت الأمم المتحدة 5.6 مليار دولار على إيواء وإطعام اللاجئين السوريين، ولكنه مبلغ قليل ولم تقدم الدول المانحة سوى 4.5 مليار دولار في هذا العام أي 37% فقط من المبالغ المطلوبة. واضطر برنامج الغذاء العالمي لتخفيض المعونات المالية للغذاء من 40 دولارا في الشهر إلى 13.50 دولار. وتعتبر تركيا الأكثر انفاقا على اللاجئين حيث أنفقت 6 مليارات دولار وتأتي بعدها الولايات المتحدة التي قدمت 4 مليارات دولار للمشردين السوريين. ومع تراجع دعم الدول هناك تراجع مماثل في الدعم الذي يقدمه المتبرعون الأفراد، فالقضية السورية لم تعد تثير عواطف الناس أو تستدعي رحمتهم. فكل حرب تطول تصبح منسية وتبتعد عن اهتمام الناس.
القدس العربي
|
الصفحة الرئيسية
»
مخيمات اللجوء
» اللاجئون السوريون يبيعون «الكيلنكس» والورود في إسطنبول وبيروت… ويعيشون الفقر في الأردن وسط تراجع اهتمام الدول المانحة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.