img

كشفت مصادر سياسية عراقية مطلعة عن تراجع حاد في عدد أعضاء المليشيات العراقيةالمسلّحة، التي تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري في سورية، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بفعل خلافات حادة مع “حزب الله” اللبناني، واحتدام المعارك في محافظتي صلاح الدين والأنبار العراقيتين، فضلاً عن أسباب أخرى، وصفتها المصادر بالثانوية، دفعت المئات منهم للعودة إلى العراق.
وقال مسؤول عراقي رفيع المستوى في هيئة “الحشد الشعبي”، وهي الجهة الرسمية المرتبطة بمجلس الوزراء العراقي، والمسؤولة عن إدارة ملف مليشيات “الحشد”، لـ”العربي الجديد”، إن المئات من المقاتلين العراقيين عادوا إلى البلاد من سورية، من مليشيات “أبو الفضل العباس” و”كتائب زينب” ومليشيا “النجباء” وجماعة “سرايا آل البيت”، خلال الاشهر الثلاثة الماضية، بعد اتساع الخلافات مع مقاتلي “حزب الله” اللبناني في جبهات القتال، وخصوصاً في معارك الزبداني وريف دمشق الأخيرة.
وأكد المسؤول أن “هذا الأمر لم يعد يحتمل الكتمان، وصار علنياً الآن، فحزب الله يعامل المقاتلين العراقيين بتمييز كبير عن مقاتليه ولا يشاركهم القرار ويزج بهم في مواقع قتال صعبة راح ضحيتها عدد كبير منهم، بينما يحرص على أمن وسلامة مقاتليه”، مشيراً إلى أنه “في كمين واحد على أطراف الزبداني، قُتل 23 مقاتلاً عراقياً دفع بهم حزب الله إلى منطقة قتل كبيرة، وتبين في ما بعد أنه ضحى بهم فقط من أجل معرفة قوة الخصم أو تبيان مواضعه القتالية”.وأضاف المسؤول العراقي، الذي تحدث مع”العربي الجديد” عبر الهاتف من بغداد، أن “حزب الله اللبناني يعامل المقاتلين العراقيين بشكل فوقي أو كأُجراء، ويصادر قرارات قادة الفصائل العراقية في سورية، ولا يسمح إلا لنفسه باتخاذ القرارات العسكرية بشكل لم يتحمّله قادة الفصائل”، وفقاً لقوله.
ولفت إلى أن “المشكلة أن حزب الله يرى أن مقاتليه أرقى وأفضل من الآخرين، وهذا الأمر لا ينطبق فقط على العراقيين المقاتلين بل حتى السوريين في الجيش، ويريد أن يكون القرار بيده”، مضيفاً: “حتى وجبات الطعام يتناولونها لوحدهم، ولا يرضون مشاركة الآخرين بالمنام في المقارّ أو الثكنات وعادة ما يستهزئون بهم”.
وكشف أنه بسبب تلك التصرفات عاد أكثر من 1400 مقاتل عراقي إلى البلاد، والتحقوا بكتائب وفصائل “الحشد الشعبي”، وتم إدراجهم ضمن القوة العددية للهيئة العامة لـ”الحشد”، وباتوا يتلقون مرتبات وصار بإمكانهم زيارة أهلهم في أي وقت، فيما انسحب باقي المقاتلين إلى دمشق ومناطق قريبة منها واندمجوا مع الفرقة الرابعة في الجيش السوري وكتائب متطوعة سورية أخرى، مضيفاً أن “عدد المقاتلين العراقيين حالياً في كل سورية لا يتجاوز الألفي مقاتل”.
وقال الفريجي، في حديث مع”العربي الجديد”، إن “حزب الله له طريقته بالقتال ويستخدم أسلوب الدائرة المقفلة في تحركاته وقتاله، ويخشى الاختراق، ونحن نتفهم ذلك، لكن عليه ألا يختزل القضية به فقط، فهناك شركاء يشاطرونه الهدف نفسه، ونحن نعلم أن تصرفات عناصر الحزب مع مقاتلينا غير مركزية ولا تتوافق مع تصريحات السيد حسن نصرالله، الذي أثنى على المقاتلين العراقيين في أكثر من لقاء جمع بيننا”. وشدد على أن “المقاتلين العراقيين لا يقلون كفاءة عن نظرائهم اللبنانيين، وقدّموا تضحيات، ولولاهم لسقطت منطقة السيدة زينب بيد الإرهابيين”.من جهته، لمّح ماجد الفريجي، القيادي في “عصائب أهل الحق” العراقية التي تتبع لها مليشيا “أبو الفضل العباس” في سورية، إلى وجود خلافات بينهم وبين حزب الله اللبناني، قائلاً: “نختلف أو نتفق، الموضوع أكبر من ذلك، فالمسألة تتعلق بسورية والجميع مؤمن بضرورة تنحية الخلافات جانباً الآن، هذا إن وجدت”.
وردّاً على سؤال حول عودة المقاتلين العراقيين، قال: “نعم هناك عودة ولا يمكن أن نجبر مقاتلاً على البقاء في مكان لا يرغب في الاستشهاد أو الجهاد فيه، والعراق وسورية ساحة واحدة في الدفاع عن القضية”.
وحاولت “العربي الجديد” التواصل مع مقاتلين عراقيين عادوا أخيراً من سورية، إلا أن الإجراءات الأمنية في بغداد حالت دون ذلك، غير أن شقيق أحد هؤلاء أكد لمراسل “العربي الجديد” في بغداد أن عودة المقاتلين لم تكن بسبب المشاكل مع “حزب الله”، بل لاحتدام المعارك في صلاح الدين والأنبار، ووجود فارق في المرتبات، إذ يتقاضى مقاتل “الحشد الشعبي” في العراق ضعف ما يتلقاه المقاتل في سورية، فضلاً عن قرب المقاتل من أهله وإمكانية زيارتهم متى شاء.
وأضاف شقيق هذا المقاتل، ويدعى أبو كرم، لـ”العربي الجديد”، أن “الجهاد فرض عين على المسلم في أرضه وفرض كفاية في غير أرضه، والعراق أولى الآن من سورية بالنسبة لنا، نحن العراقيين، على الأقل”، وفقاً لقوله.
العربي جديد – عثمان المختار

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top