img

ظلت الجولان السورية والقنيطرة محتلة 40 عامًا منذ استيلاء الدولة الصهيونية عليها في حرب 1976 دون أن تُطلق رصاصة واحدة من الجانب السوري عليها حتى انطلقت من الجبهة السورية أمس 4 صواريخ سقطت في الجليل الأعلى وهضبة الجولان المحتلة من دون وقوع إصابات؛ لتطرح السؤال: لماذا بعد 40 عامًا؟ لماذا الآن؟
الإجابة -بحسب تقديرات لمعارضين سوريين- تكمن فيما يشهده النظام في دمشق من انهيارات متعددة على أيدي الثوار السوريين وتمدد تنظيم داعش في بعض أراضيه، تشير إلى قرب نهايته؛ ومن ثم استنزاف كل ما تبقى في يده من كروت هجومية، وانهيار في شعبيته لدرجة وصول الغضب للطائفة العلوية نفسها؛ ما دفعه وحلفاءه الإيرانيين لفتح الجبهة الإسرائيلية أملًا في تحويل المعركة إلى صراع مع المحتل الإسرائيلي.
فليس هناك ما سيخسره نظام الأسد؛ فالبلاد ممزقة، وجيشها يخوض حروبًا على جبهات عديدة مع منظمات وفصائل مسلحة من داعش إلى ثوار سوريا إلى قوات تدعمها دول خليجية، ودخول إسرائيل على خط القصف، وحتى التدخل البري لن يجعل النظام يخسر أكثر مما خسره؛ بل قد يؤدي إلى خلط الأوراق، وجلب تعاطف عربي معه ما دام يحارب إسرائيل حتى ولو قتل شعبه.
CMye119UYAAir8Y
أما الجوانب الأخرى لتبرير هذا الهجوم فتبدو في محاولة الإيرانيين لرد الصفعات الإسرائيلية المتتالية لهم في سوريا، ومنها قتل 12 من القيادات السورية والإيرانية من الحرس الثوري في هجوم سابق، فضلًا عن قتل نجل عماد مغنية في الجولان وغيرهم في قصف إسرائيلي سابق.
ويبدو أن طهران تحاول حصد نتائج اتفاقها النووي مع الدول الكبرى ورفع الحظر عن نفطها وودائعها التي تصل إلى 150 مليار دولار، والتي يُعتقد أن جزءًا منها سيذهب للحرس الثوري لتعزيز أدواره في الدول العربية، ومنها سوريا.
ربما لهذا رد الجانب الإسرائيلي بعنف أكبر لا يتناسب مع الصواريخ الأربعة لينقل رسالة إلى دمشق، عبر 14 هجمة تضمنت قصفًا مدفعيًا وجويًا على نطاق هو الأوسع من نوعه منذ حرب أكتوبر 1973 في عمق الأراضي السورية استهدف ستة أهداف للجيش السوري، بما في ذلك مواقع للمدفعية السورية وأوقع عددًا من القتلى والجرحى في صفوف جنود الجيش السوري والمدنيين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الجمعة، أن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ “عملية دقيقة” استهدف خلالها سيارة كانت تقل خلية تابعة للجهاد الإسلامي مسؤولة عن إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل وأنه قتل أربعة أفراد من الخلية.
التقرير

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top