تعّرف قريب أحد ضحايا التعذيب في سجون النظام على صورة جثته بين الصور التي سرّبها الشاهد "قيصر" منذ أكثر من أربع سنوات.
وروى الناشط "محمود الشامي" أن قريبه الشهيد "محمد اسماعيل الخاني" من مواليد قرية "معرة شورين" 1978 كان أحد أهم قادة الحراك الثوري منذ اندلاعه في ريف "معرة النعمان" أصيب في بداية المظاهرات، وتم اعتقاله من قبل فرع الأمن الجنائي في إدلب أثناء عودته من مدينة المعرة إلى قريته عند "الزعلانة" القريب من "وادي الضيف" الذي كان يفصل بين المدينة والريف عامة.
وأردف الشامي أن "الخاني" اقتيد إلى أحد فروع المخابرات في مدينة إدلب لينقل بعدها إلى دمشق، مؤكدا أن أحد المعتقلين المفرج عنهم أبلغ أهله أنه موجود في "صيدنايا" وبعد فترة خرج معتقل آخر من أبناء القرى المجاورة لـ"معرة شورين" وأكد وجوده في الفرع "215" بدمشق، مضيفاً أن مصير "الخاني" بقي مجهولاً حتى ظهرت صورته في تسريبات "القيصر".
وكشف محدثنا أن الضحية "الخاني" ينتمي لعائلة فقيرة وثلاثة من أشقائه شهداء من بينهم امرأة، مشيراً إلى أنه كان يعمل بائعاً متجولاً داخل قريته في ريف "معرة النعمان" الشرقي.
وأضاف أن شقيقه الشهيد "مصعب" أحد مفجري الثورة في المنطقة واستشهد تحت التعذيب بتاريخ 5/ 2/ 2012 وهذا هو السبب الرئيسي في اعتقاله، كما قال أحد ضباط النظام لأحد أقربائه ممن ذهبوا للسؤال عنه.
وتابع محدثنا أن ذوي الضحية دفعوا أموالاً طائلة للسماسرة والمتنفذين كي يعرفوا شيئاً عن مصيره دون جدوى، حالهم حال أهالي المعتقلين الذين كانوا يضيعون بين أمل الإفراج عن ابنهم وبين كذب هؤلاء السماسرة الذين اعتادوا على أخذ الأموال مقابل وساطة وهمية للإفراج عن المعتقل، وبعد استلام الاموال يقطعون الاتصال مع ذويه، حتى أعلن "قيصر" انشقاقه عن مخابرات النظام حاملاً معه آلاف الصور والوثائق عن المعتقلين وحينها –كما يروي محدثنا- فُجع ذوو محمد وأقرباؤه برؤية صورته بين آلاف المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب لينتهي حلم أمه وأبيه وزوجته وأطفاله الأربعة بعد ثلاث سنوات من انتظار الإفراج عنه، فيما بقي الكثير من المجهولين في غياهب السجون لم يصل إليهم "قيصر" ولا غيره.
"الشامي" كشف أنه كان يقلب في صور ضحايا التعذيب المسربة نظراً لأن له العديد من المعارف والأقارب المعتقلين، فعثر على صورة "محمد الذي لا يمكن أن يخطئ في معرفة ملامحه أبداً"، مضيفاً أن أسنان الضحية بدت مخلّعة وآثار الكدمات على الجانب الأيمن من جبهته وفوق عينه اليسرى، فيما لوحظت لصاقة على الجانب الأيمن من جبهته دوّن أعلاها الرقم "801954".
وكان الضابط المنشق، والمعروف باسم "القيصر"، قد نشر مطلع 2014 العام حوالي 55 ألف صورة، توثق 11 ألف ضحية قضت في معتقلات نظام بشار الأسد وتعود صور الضحايا لمعتقلين بين عامي 2011-2012، وأدّى نشر هذه الصور إلى تعرّف المزيد من الأهالي على ذويهم من الضحايا.
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.