توفر منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف 26 مركز تعليم مكاني في مخيم الزعتري للاجئين السوريين بمحافظة المفرق شمال الأردن، وتقدم خدمات التعليم النفسي الإجتماعي لحوالي 26 ألف طفل وتقديم الاستشارات الخاصة لهم.
وقال”سمير بدران “مدير الإعلام والاتصال في منظمة اليونيسف في حديث مع ” الهيئة السورية للإعلام: إن هذه المراكز التعليمية المكانية البالغة التي افتتحتها المنظمة في المخيم بوقت سابق، جاءت لتحقيق حاجات الأطفال ونواقص التعليم الرسمي للأطفال، وأن مراكز التعليم المكاني تمكن الأطفال من تحقيق التزود بمهارت مختلفة ضمن ثلاثة محاور مختلفة ولفئات عمرية متفاوتة.
وتابع: يتم تقديم خدمات التعليم النفسي الإجتماعي لفئة الأطفال، خصوصا وأن هذه الفئة عاشت مشاهد الاقتتال في بلادها سوريا وبما يفوق عمرها، ما يتطلب الحصول على مهارت جديدة تساهم في تعزيز الجوانب النفسية لدى هذه الفئة وتجنيبهم الآثار السلبية للصدمات النفسية التي تلقوها.
وأضاف قائلاً: أن مراكز التعليم المكاني تقدم كذلك خدمات المهارات الحياتية الأساسية المختصة والتي تمكن الطفل من صقل شخصيته وتعزيز عودة الثقة بالنفس، وبما يشمل الفئات العمرية التي تمتد بين (13 و17 عاما) فضلا عن تمكين هذه الفئات المستهدفة من الإلمام بالمهارات اللازمة لمواجهة سوق العمل في المستقبل، والانخراط فيه ضمن الاشتراطات القانونية، من خلال تأمين فرصة العمل التي تتناسب والقدرات والمهارات.
وأردف “بدران” بالقول: هذه المراكز تقدم أيضا فرص تعزيز قدرة الأطفال على الرجوع إلى مواصلة التعليم النظامي، وستعمل هذه المراكز على الحد من التسرب المدرسي واقتحام سوق العمل بطرق مخالفة للقانون والفئة العمرية.
وأشار إلى أن مراكز التعليم المكاني تعمل في مختلف الأوقات طيلة العام، مبينا أنه وبحال الالتحاق في التعليم الرسمي فيكون دوام هذه المراكز صباحيا للأطفال الذكور باعتبار دوامهم في المدارس مسائي، فيما يكون دوام الإناث مسائيا بعد الانتهاء من دوام المدارس.
وأوضح أن المنظمة وفرت كذلك 193 مركز تعليم مكاني آخر في مختلف محافظات المملكة لاستقبال الأطفال الأردنيين واللاجئين السوريين على حد سواء.
ولفت إلى أن منظمة اليونيسف عملت على توفير مختلف الكوادر الفنية اللازمة لإدارة مراكز التعليم المكاني بعد أن عملت على إلحاقهم بدورات مختلفة لتزويدهم بالمهارات اللازمة لتعليم الأطفال اللاجئين والتعامل مع نفسياتهم لتعزيز مظاهر الدعم النفسي لديهم.
فيما تقوم العيادات التخصصية السعودية في مخيم الزعتري من خلال وحدة الدعم النفسي بتوفير التقنية الكاملة والخدمات المناسبة التي تضمن تقديم أفضل خدمة اللاجئين السوريين من أجل التخلص من الآثار السلبية كافة نتيجة الحرب التي شاهدوها في بلدهم.
وقال الدكتور “حامد المفعلاني”  إن حالات الأمراض النفسية التي يعاني منها اللاجئ السوري متنوعة، منها حالات الاكتئاب النفسي والبكم وحالات نفسية عدوانية وأخرى حزينة، لتقوم وحدة الدعم النفسي بالتعامل مع كل حالة حسب التشخيص المناسب من قبل الكادر المختص بهذه الحالة، وتقديم العلاج السلوكي المناسب، مع مراعاة ظروف كل حالة من الحالات للوصول إلى إنهاء المشاكل النفسية.
من جهة أخرى قالت إسراء السلمان رسامة ومدرسة في مخيم الزعتري:  في بداية إنضمام الأطفال للدروس التي تقدمها في مركز مكاني الذي تديره الهيئة الطبية الدولية، كان الأطفال يتخيلوا الحرب والدمار وأصبحوا بفضل مركز مكاني أفضل مما كانوا علية من قبل.
كما أني أعمل على مساعدتهم بتخيل مستقبل سوريا الجميلة ورسم منازلهم كما يريدونها أن تكون بعد عودتهم إليها.
وفي سياق متصل قالت خولة العايد لاجئة سورية، ومدربة تثقيف نفسي وحياتي في مخيم الزعتري:  إن مثل هذه التدريبات تتضمن العديد من الجلسات ذات المواضيع المتنوعة و المختلفة، أهمها اكتشاف الذات والمحافظة على قيم مجتمعاتنا، وآليات تمكين الشباب من التأقلم مع الحياة التي يعشها الفرد، وإيجاد الفرص اللازمة في كل مكان يعيشون فيه.
وأضافت أن الشباب والشابات من اللاجئين المشاركين بدأوا بتنفيذ مبادرات كثيرة ومتنوعة، تمثلت بعروض مسرحية من الواقع والحياة اليومية التي يعيشها الناس، وكان أهمها مسرحية تتحدث عن العنف المبني على النوع الاجتماعي، مشيرة إلى أن هذه المبادرات كلها نتاج التدريبات والجلسات التي قمنا بها  في المخيم مع هؤلاء الشباب والشابات بمراكز مكاني للدعم الإجتماعي .

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top