تأخرت عملية خروج عناصر تنظيم "سرايا أهل الشام" وآلاف المدنيين الآخرين من جرود عرسال إلى سوريا بموجب الاتفاق الذي أبرمته ميليشيا "حزب الله" مع "سرايا أهل الشام" والقاضي بخروج مقاتلي السرايا وعائلاتهم إلى بلدة الرحيبة في القلمون الشرقي بريف دمشق.
و"سرايا أهل الشام" تشكلت في 30 سبتمبر/ أيلول 2015م من اندماج مجموعة فصائل من الجيش الحر هي: "تجمع واعتصموا بحبل الله"، "لواء الغرباء"، "لواء رجال من القلمون"، "تجمع القلمون الغربي"، "كتائب شهداء القسطل"، "كتيبة درع القلمون"، "كتيبة شهداء النبك"، "كتيبة ابن تيمية"، وكان هدفها الأساس قتال ميليشيا "حزب الله" والنظام في المنطقة.
وفي حين ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" أن مئات من المدنيين المزمع ترحيلهم تراجعوا عن الموافقة على المغادرة إلى بلدة الرحيبة "منعاً لتهجير آخر ثانٍ سيتعرضون له من الرحيبة إثر أي تسوية مع النظام" ويريدون العودة لقراهم في القلمون الغربي بعد عقد مصالحات مع نظام الأسد، فإن آخرين يصرون على المغادرة إلى الرحيبة، كونهم مطلبون لدى النظام.
وكان رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري أعلن في تصريح لوكالة "الشرق الأوسط" أمس، أن 3000 نازح سوري بالإضافة إلى حوالى 400 مقاتل من تنظيم "سرايا أهل الشام" التابع سينطلقون صباح الثلاثاء من عرسال باتجاه الرحيبة والقلمون بسوريا، وهو ما لم يحصل حتى الآن.
وأشارت صحيفة "الشرق الأوسط" نقلاً عن مصادر خاصة إلى أن نظام الأسد "يرفض عودة بعض الأشخاص الذين تضمنتهم القوائم إلى قراهم في القلمون، من غير محاكمات أو توقيفات، كونه يتهمهم بارتكاب جرائم، وهو ما زاد خطة عودتهم تعقيداً، حيث باتوا أمام سيناريو ترحيل ثالث من الرحيبة، في حال خضعت البلدة لأي تسوية مستقبلية مع النظام".
وبلدة الرحيبة تخضع لسيطرة المعارضة في القلمون الشرقي، وتحاصرها قوات النظام، وتدخل إليها المساعدات بموجب اتفاقات بين فعاليات في البلدة مع النظام، وقد جرت مؤخراً فيها مفاوضات مع النظام برعاية روسية لإقرار هدنة ووقف لإطلاق النار، إلا أن الطرفان لم يوقعا على أي شيء حتى الآن.
ووفقاً لمصادر "الشرق الأوسط" فقد زارت نائب رئيس بلدية عرسال "ريما كرونبي" رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله"، محمد يزبك، بغرض التوسط لدى نظام الأسد لإصدار عفو عن المطلوبين يسمح لهم بالعودة إلى ديارهم.
وكان "حزب الله" قد أعاد نحو 500 نازح سوري إلى منطقة عسال الورد في القلمون الغربي في منتصف يوليو/ تموز الماضي بموجب اتفاق رتب له الحزب مع نظام الأسد والجيش اللبناني، قبل أن يطلق عمليته العسكرية في جرود عرسال والتي انتهت باتفاق مع هيئة "تحرير الشام" و"سرايا أهل الشام".
وتقول مصادر إن "حزب الله" يعمل مع نظام الأسد على الضغط على النازحين السوريين لإجبارهم على العودة إلى مناطق سيطرة النظام في القلمون الغربي، وهو ما رفضه ساسة ومسؤولون لبنانيون منهم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي دعا إلى إقامة مناطق آمنة على الجانب السوري من الحدود يمكن للاجئين العودة إليها طوعاً تحت إشراف الأمم المتحدة.

تنسيق مع فصائل الرحيبة

من جهتها ذكرت مصادر خاصة لـ"السورية نت" أن فصائل المعارضة في الرحيبة تستعد لاستقبال النازحين من عرسال وتأمين المساكن والاحتياجات الضرورية لهم، وأن لديهم قوائم بأعداد القادمين للبلدة تقترب من ثلاثة آلاف شخص، وستستضيفهم بالتعاون مع جارتها بلدة جيرود.
وأضافت المصادر أن الرحيبة وجيرود تستضيفان أعداداً كبيرة من النازحين من غوطة دمشق ومن ريف حمص ودير الزور، وأن البلدة التي تعاني من حصار النظام لن تتوانى عن استقبال "أخواننا النازحين من عرسال، ولهم ما لنا وعليهم ما علينا".
وكان "عمر الشيخ" المتحدث الرسمي باسم "سرايا أهل الشام" قد صرح أمس أن مقاتلي "سرايا أهل الشام" سيغادرون جرود عرسال بسياراتهم وجميع آلياتهم العسكرية وبرفقة الصليب الأحمر والأمن العام اللبناني، مشيراً إلى أن النظام وضع العديد من العراقيل في الأيام الماضية لتأخير تنفيذ الاتفاق، ولكن الجيش اللبناني أكّد أن الاتفاق يمكن أن يبدأ تنفيذه خلال اليومين القادمين بعد الانتهاء من بعض الإجراءات.
الجدير بالذكر أن أهالي منطقة القلمون الغربي في ريف دمشق، أصدروا بياناً الأحد الماضي، جاء فيه: إن "أهالي القلمون الغربي في عرسال يرفضون كل الضغوطات التي تمارس عليهم لإجبارهم على العودة إلى قراهم وبلداتهم التي يحكمها نظام الأسد المجرم والميليشيات الأجنبية، ويرفضون كل أنواع التهجير القسري".
وطالب الأهالي، في بيانهم "الحكومة السورية المؤقتة والهيئة العليا للمفاوضات بتحمل مسؤولياتها تجاه أهل القلمون، ومطالبة المجتمع الدولي بمنطقة آمنة في القلمون الغربي كي يعود إليها أهل القلمون، ويعيشون فيها بحرية وكرامة وأمن وأمان".
كما طالبوا الحكومة اللبنانية التي تشتكي من عبء اللاجئين السوريين بأن "تساهم فعلياً، وبشكل جدي، في إيجاد حل لأزمتهم، وذلك بإلزام مكون أساسي شريك في الحكومة بالخروج من سوريا (ميليشيا حزب الله)، فهو الذي كان سبباً رئيسياً - وما زال - في تهجير أهل القلمون، وتشريدهم وقتلهم وفرض المصالحات الإلزامية عليهم بعلم الدولة اللبنانية"

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top