يعد وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل من بين أكثر الشخصيات في لبنان عداءً للاجئين السوريين، وأحد أبرز الأصوات الرسمية المحرضة عليهم، فضلاً عن مهاجمته للأصوات المدافعة عنهم، وأبرزهم الصحفي اللبناني فداء عيتاني، الذي تحقق معه أجهزة الأمن بسبب دعوة قدمها ضده باسيل، وذلك على خلفية رفض عيتاني لقتل الجيش اللبناني لاجئين سوريين تحت التعذيب الأسبوع الفائت، وتنديده بالانتهاكات التي يتعرض لها اللاجئون السوريون.
وأكد حسام عيتاني شقيق فداء، أن الأخير يمثل أمام التحقيق بسبب باسيل المتزوج من ابنة الرئيس اللبناني، ميشيل عون، حليف ميليشيا "حزب الله".
وفداء عيتاني هو واحد من أبرز الصحفيين في لبنان الذين يعلنون تضامنهم مع الثورة السورية، ويدافعون عن حقوق اللاجئين السوريين ويواجهون حملات التحريض ضدهم، وكان من بين ما كتبه عيتاني مؤخراً في حسابه على "فيسبوك" والذي يعتقد أنه بسببه اقتيد إلى التحقيق: "دهس طفلة. مداهمات. تنكيل باللاجئين. قتل عشوائي. اعتقالات بالمئات. إجبار الناس على العودة إلى سوريا بالقوة. مزبلة ميشال عون وقوات مسلحة تلتحق بفاشية حزب الله وأحقاد بقايا المارونية السياسية. ادعاءات بوجود إرهابيين لا يمكن لطرف محايد التأكد من صحتها. كل ذلك بنكهة سعد - لمشنوق - صفا. بلاد بتسوى جبران باسيل انتو أكبر قدر".
وكان فداء عيتاني قد انتقد مقتل 7 لاجئين سوريين في عرسال على يد الجيش اللبناني الذي اقتحم مخيماتهم يوم 7 يوليو/ تموز الجاري، وكتب حول ذلك تدوينة في موقعه الشخصي بعنوان "اعتراض النفس" الأخير، وقال في مقدمتها: "يقتل الجيش اللبناني معتقلين تحت التعذيب، تتعزز شبهة قيامه بذلك يوماً إثر يوم، وهي التهمة التي تجد من يرحب بها، ويرحب بعملية مداهمة عنيفة لمخيم للاجئين سوريين، مع إطلاق نار وقتل واعتقال المئات منهم، تحت ذريعة عملية استباقية، تخللها عمليات انتحارية".
وفي تغريدة له، اليوم الثلاثاء، شدد باسيل على دعمه للجيش اللبناني الذي اقتحم مخيمات اللاجئين السوريين والذي يواجه انتقادات واسعة، وكتب في حسابه على "تويتر": "الجيش اللبناني مقاتل وليس قاتل. كلنا جيش".
"عودوا لبلدكم"
ولم تختلف مواقف باسيل من اللاجئين السوريين قبل شغله منصب وزير الخارجية وبعده، فلم يوفر مناسبة رسمية محلية وإقليمية إلا كان ملف اللاجئين السوريين والتركيز على مساوئهم جوهر تصريحاته، إلا أنه مؤخراً أصبح يقود مع ميليشيا "حزب الله" الترتيب لعودة اللاجئين السوريين الموجودين في لبنان إلى مناطق نظام بشار الأسد داخل سوريا، في محاولة لتلميع صورة النظام عبر الادعاء بعودة الأمان إلى مناطقه، وهو ما يرفضه سياسيون لبنانيون معارضون للأسد.
ودعا باسيل خلال مشاركته في برنامج "كلام الناس" الذي بثته محطة "إل بي سي" في 6 يوليو/ تموز الجاري، أنه ينبغي القيام بما يلزم لتحقيق عودة النازحين السوريين الموجودين في لبنان إلى بلدهم.
وكان من بين أبرز مواقفه العنصرية نحو السوريين، تصريحه في 17 سبتمبر/ أيلول 2016، عندما قال إنه ليس مع منح المرأة اللبنانية المتزوجة من سوري أو فلسطيني حق إعطاء جنسيتها اللبنانية لأولادها.
وقال في تغريدات على حسابه الرسمي في موقع على تويتر : "أنا مع إقرار قانون منح المرأة الجنسية لأولادها لكن مع استثناء السوريين والفلسطينيين للحفاظ على أرضنا". وأضاف في تغريدة أخرى: " نحن مصرون على عدم دمج النازحين السوريين في لبنان، وهم يصرون على ذلك (لم يوضح من هم) فهذا يهدد لبناننا ونحن هنا في نيويورك لأجل هذا الهدف".
التخويف من اللاجئين
وعلى غرار التصريحات التي تضخها الحملات العنصرية ضد اللاجئين السوريين، كالتخويف من وجودهم أمنياً، واجتماعياً، واقتصادياً، لعب باسيل على نفس الوتر، ففي العام 2014 قاد باسيل جهوداً مع ميليشيا "حزب الله" لعدم إقامة مخيمات للسوريين على الأراضي اللبنانية، وقال حينها إنه "يخشى من أن تكون تلك المخيمات مقدمة للتوطين".
ووصف في يوليو/ تموز 2014 النزوح السوري بأنه "كارثة كبيرة"، وفي محاولة منه لحشد الرأي العام اللبناني ضد السوريين، زعم أن لبنان يدفع 35 مليون دولار شهرياً لاستجرار الكهرباء من سوريا، في حين أن اللاجئين يحصلون عليها مجاناً.
ومن بين ما يدعيه باسيل في حملته ضد اللاجئين السوريين، أنهم يشكلون مصدر قلق وخوف على التركيبة الديمغرافية في لبنان، حتى أنه اعتبر أن النزوح السوري يشكل خطراً على لبنان أكبر من خطر الإرهاب.
وفيما يشتكي مسؤولون لبنانيون من ضغط اللاجئين السوريين، يتغاضون في ذات الوقت عن الآثار الإيجابية لوجودهم في لبنان، حيث يساهم اللاجئون بدعم الاقتصاد اللبناني بمعدل 1.4 مليون دولار أمريكي يومياً، وفقاً لما ذكره ناصر ياسين، مدير الأبحاث في معهد "عصام فارس" التابع للجامعة الأمريكية في مايو/ أيار الفائت.
وأشار ياسين إلى أن مجمل ما يدفعه السوريون خلال عام كامل هو 378 مليون دولار على السكن، ناهيك عن الأموال التي يدفعونها مقابل الحصول على الطعام والمواصلات والرعاية الطبية، فضلاً عن أن بعضهم افتتح مشاريع تجارية ووفر فرص عمل لشبان لبنانيين.
وأشار أيضاً إلى أن اللاجئين السوريين ساهموا في توفير ما يزيد عن 12 ألف وظيفة بين اللبنانيين عام 2016، لافتاً أن هذه الوظائف التي يشغلها لبنانيون تتركز في الدوام المسائي لمدارس خصصتها الأمم المتحدة لأبناء اللاجئين السوريين.
|
الصفحة الرئيسية
»
مخيمات اللجوء
» يشبههم بالكارثة ويدعو لإخراجهم من بلده.. فمن هو متزعم الكراهية ضد اللاجئين السوريين في لبنان؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.