طالبت هيئة اللاجئين الفلسطينيين في الحكومة السورية المؤقتة بتأمين الحماية الدولية للمدنيين في مخيم "اليرموك" والأحياء المحاصرة جنوب دمشق بعد الاتفاق بين نظام الأسد وتنظيم "الدولة الإسلامية".
وطالب أيمن فهمي أبو هاشم رئيس هيئة شؤون اللاجئين الفلسطينيين بالحكومة المؤقتة في حديث مع "زمان الوصل" "بالتحرك العاجل والضغط من خلال القنوات السياسية والدبلوماسية والحقوقية، لإرسال قوات دولية تقوم بمهام حماية أهلنا الفلسطينيين والسوريين في مخيم اليرموك والأحياء المجاورة له".
وتسربت خلال الأيام الماضية أنباء الاتفاق المزمع تنفيذه بين قوات النظام والتنظيم، بهدف تأمين خروج الأخير من الأحياء المحاصرة التي يسيطر عليها في جنوب دمشق، وهي (الحجر الأسود – مخيم اليرموك – العسالي – التضامن).
وأوضحت مصادرلـ"زمان الوصل" في وقت سابق أن "15 سيارة تحمل مدنيين ممن بايعوا التنظيم في منطقة "الحجر الأسود" خرجت من الحي مساء الاثنين الماضي بعد أن سمح لهم النظام دون معرفة وجهة السيارات".
وأشارت المصادر إلى إمكانية أن تعود الفصائل المسلحة المحسوبة على أبناء "الحجر الأسود" والمتواجدة في منطقتي "يلدا" و"ببيلا" للسيطرة على "الحجر الأسود" وإبرام هدنة مع النظام بعد خروج عناصر التنظيم من المنطقة".
وقال "أيمن فهمي" "نضم صوتنا إلى أهلنا المدنيين المحاصرين، في رفضهم دخول أي طرف أو جهة محسوبة على النظام السوري إلى مناطقهم، حتى تلك التي تغطي نفسها بالعنوان الفلسطيني، والتي كان بعضها شريكاً للنظام في حصار المخيم والتنكيل بأهله، وبعضها الآخر متواطئاً بصمته في التغطية على تلك الجرائم، كما لا ثقة لديهم أن تقوم كتائب وتشكيلات تعمل (باسم الثورة والمعارضة) في عدة مناطق متاخمة للمخيم، في سد الفراغ الناجم عن انسحاب داعش، وهي التي تنسق مع قوات النظام من خلال هُدن غير معلنة، وكانت ممن تخلوا عن المخيم عندما قامت النصرة وداعش باجتياحه، ومن هرب سابقاً من مسؤولياته في الدفاع عن المدنيين، لن يكون مؤتمناً على حماية أرواحهم في ظروف ليست أفضل مما سبق".
*القوات الدولية هي الحل
واعتبر أبو هاشم أن "دخول قوات دولية لحفظ الأمن داخل تلك الأحياء، والسيطرة على المعابر لتأمين إدخال المواد الإغاثية والطبية اللازمة، الخيار الأسلم لحماية النساء والأطفال والشيوخ والمرضى وكافة المدنيين الأبرياء من سكان الأحياء المحاصرة، الذين صبروا وعانوا كثيراً دفاعاً عن حريتهم وكرامتهم الإنسانية".
كما وجه رئيس هيئة شؤون اللاجئين الفلسطينيين في المؤقتة عبر "زمان الوصل" رسالة "إلى كافة الدول التي تعلن محاربتها لقوى الإرهاب، كي تقوم بواجباتها في حماية ضحايا الإرهاب بآليات عملية متاحة في القوانين الدولية والإنسانية، وإثبات صدقية مبادئها وقيمها الإنسانية تجاه المدنيين الأبرياء، وأن أي اتفاق بين قوات النظام وداعش هو إثبات جديد على حقيقة هوية الإرهاب والتآمر التي تجمع بينهما".
وناشد "أحرار الشعبين السوري والفلسطيني وكل أحرار العالم"، للقيام بحملات ضغط منظمة تستهدف حماية المدنيين في أحياء جنوب دمشق وكافة المناطق المحاصرة في سوريا، وفضح محاولات الاستفراد بالمدنيين الأبرياء، والدفاع عن حقهم بالحياة.
وسيطر تنظيم "الدولة" على أحياء جنوب دمشق المذكورة بصورة شبه كاملة منذ بداية شهر نيسان أبريل/ 2015، منذ أن تعاون مع "جبهة النصرة" وقاما معاً بطرد "كتائب أكناف بيت المقدس" من مخيم اليرموك، مع حفاظ التنظيم على أماكن تمركزه الرئيسية في حي "الحجر الأسود"، حسب ناشطين.
*مخاوف من إبادة جماعية
وقدّرأبو هاشم عدد المدنيين في الأحياء التي يسيطر عليها التنظيم بحوالي 25 ألف نسمة، 10 آلاف منهم في مخيم اليرموك، مشيرا إلى أنه منذ شيوع الأخبار عن انسحاب التنظيم من تلك الأحياء، تسود في أوساط المدنيين حالة من "الرعب الشديد"، بسبب "مخاوفهم المشروعة" من قيام قوات النظام وميليشيات الشبيحة التي تحاصر المخيم، وبقية الأحياء المجاورة منذ أكثر من ثلاث سنوات، الدخول اليها مجدداً وارتكابهم جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين كما حدث في مناطق عدة في سوريا.
وأوضح أن السكان المدنيين عانوا الأمرّين سواء بسبب حصار قوات النظام لهم، أو بسبب ممارسات التنظيم منذ سيطرته على المنطقة، لافتا إلى "أنهم كانوا يتحملون كل تلك المعاناة المركبة، من أجل البقاء في بيوتهم ورفض مغادرتها، لاسيما من تبقى من أهالي مخيم اليرموك الذين كانوا يرفضون التخلي عن المخيم، لأنه عنوان قضيتهم الوطنية والإنسانية".
وأردف أبو هاشم بأن نداءات ومناشدات المدنيين في مخيم اليرموك والأحياء المجاورة له ترتفع، في ظل المخاطر المحتملة جداً في حال تنفيذ الاتفاق المذكور، "مطالبين العالم بالتحرك الجدي لحمايتهم والدفاع عن وجودهم الإنساني، وهم أكثر من خبروا وحشية النظام وتعطشه للانتقام منهم، وواجهوا سوياً فلسطينيين وسوريين أشكالا متعددة من العقاب الجماعي الذي فرضه عليهم، فقط لأنهم رفضوا مغادرة بيوتهم وأحيائهم ومخيمهم". زمان الوصل
|
الصفحة الرئيسية
»
محلي
» بعد اتفاق النظام مع التنظيم جنوب دمشق.. مخاوف من "إبادة جماعية" في مخيم اليرموك
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.