المواد المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع ...
الكاتب : فيليب سميث
تاريخ النشر : 15.11.2015
بينما كانت موسكو ترسل طائرات متطورة ومركبات مدرعة وغيرها... كثف عملاء إيران العراقيون الشيعة في الوقت نفسه من عمليات التجنيد والانتشار التي يقومون بها في إطار الحرب السورية. ومنذ يوليو/ تموز توسعت حملاتهم التي تركز على سورية بشكل كبير عبر شبكة الإنترنت، وتحولت من حملات نادراً ما تُذكر في أواخر 2014 وأوائل 2015 إلى برنامج تجنيد متكامل يشمل عدداً من الجماعات الجديدة التي تدعمها إيران.
كتائب الإمام علي وحركة النجباء
في يونيو/حزيران 2014، وبعد استيلاء تنظيم الدولة على الموصل، تم الإعلان عن تشكيل ميلشيا تسمى بـ "كتائب الإمام علي" من قبل عناصر تسيطر عليها إيران منشقة عن "جيش المهدي" التابع لمقتدى الصدر. وتُعرف "كتائب الإمام علي" بشراستها في المعركة ووحشيتها.
وقد جندت هذه الميليشيا مؤخراً أعضاءً جدد، وخصوصاً في محيط النجف في العراق. وقد بدأت هذه الجهود مع نشر صور على الإنترنت تظهر مقاتليها في مرقد السيدة زينب أعلنت منشورات أخرى أن رئيس التدريب والدعم اللوجستي السابق في الميليشيا جعفر البنداوي، سيقود عمليات نشر المسلحين في سورية، في حين سيتولى علي ناظم مهام المدير اللوجستي الجديد للشؤون السورية.
وعلى الرغم من أن هذا الجهد يمثل أول عمليات الانتشار العلنية للجماعة في سورية، إلا أن "كتائب الإمام علي" ليست بالوافدة الجديدة إلى الحرب. فقبل إنشائها بشكل رسمي كانت عناصر من الميليشيا -وبمساعدة إيرانية -نشطة جداً في سورية منذ عام 2013. فعلاء هليل، أحد قتلى الميليشيا المبجلين بشدة وزعيم الميليشيا الفرعية "كتائب مالك الأشتر"، كان من أول القادة الشيعة الذين أعلنوا على الملأ العمليات القتالية في حلب في ربيع عام 2013.
وفي الوقت نفسه، كانت «حركة حزب الله النجباء» (تعرف ببساطة بـ «حركة النجباء») فقد نشأت هذه الحركة من جماعة "عصائب أهل الحق" المنشقة عن جماعة "التيار الصدري" التي تسيطر عليها إيران في عام 2013، وهي تحت قيادة أحد مؤسسي هذه الجماعة، الشيخ أكرم الكعبي. يُذكر أن هذه الميليشيا كانت قد وفرت المقاتلين الى سورية في وقت مبكر ومن بين أولى القوى الشيعية العراقية التي أعلنت مشاركتها في المعارك في منطقة حلب.
الميليشيات الشيعية على الأرض
منذ أوائل يوليو/تموز، تم الإعلان عن زيادة في نشاط "حركة حزب الله النجباء" في إدلب، من على وسائل الإعلام التابعة لها. وقد ساعدت التقارير الصادرة في يوليو على تصنيف هذه الحركة كميليشيا شيعية رائدة مدعومة من إيران تعمل شمال سورية، وهو اتجاه ظل سائداً حتى سبتمبر.
وبحلول أواخر الشهر نفسه، أشارت ادعاءات متزايدة على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لعناصر من "كتائب الإمام علي" إلى أن الجماعة قد أرسلت عدداً من المقاتلين من ذوي الخبرة ومن المجندين الجدد إلى سورية. وقد ظهرت في وقت لاحق صور تبين عناصر الجماعة في منطقة دمشق.
ابتداءً من 26 أغسطس/آب، أعلنت الشبكة التلفزيونية التابعة لـ "حركة حزب الله النجباء" أنه يتم اللجوء إلى مقاتلي "الحركة" بكثافة في منطقتي حلب وحماة، وفي معقل العلويين بالقرب من اللاذقية. وبعد يوم واحد، أعلنت الحركة مقتل خمسة من أعضائها في سورية.
وفي17 سبتمبر/أيلول، وفي إطار إعلان مفصّل بشكل غير معتاد، ادعت "حركة حزب الله النجباء" أنها تشارك في قتال عنيف على بعد ستين ميلاً من مدينة اللاذقية الساحلية، وأنها قتلت خلاله 24 عنصراً من مقاتلي العدو ودمرت "معسكراً لتدريب الارهابيين من التركمان". إن إدراج قوات هذه الحركة في هذه المنطقة الحيوية للأسد يوضح أيضاً تآكل قوات النظام السوري. بالإضافة إلى ذلك، توفر عمليات الانتشار الروسي في قواعد في اللاذقية بعض الأدلة على أن العملاء التابعين لإيران قد يكونوا عاملين بالتنسيق مع القوات الروسية.
رصد التجنيد عبر الإنترنت
غالباً ما تكون الدعاية وعمليات التجنيد عبر شبكة الإنترنت (وخصوصاً من خلال وسائل التواصل الاجتماعي) بمثابة علامة على تحركات أكبر من جانب عملاء إيران العراقيين الشيعة. فهذا الصيف، بدأت هذه الجماعات تنشر مجموعة من الصور التي تم إنتاجها بمهنية عالية وبطريقة منظمة للغاية، وتهدف جميعها إلى رفع مستوى الوعي حول القتال في سورية والدعوة إلى اجتذاب مجندين جدد.
وكانت "حركة حزب الله النجباء" قد أطلقت برنامج التجنيد المحدود الخاص بها الممتد من ديسمبر/كانون الأول وإلى أبريل/نيسان. ما يعني أن الشيعة العراقيين سيلعبون مرة أخرى دوراً كبيراً في سورية.
وفي حين كان شهرا مايو/ أيار ويونيو/حزيران هادئين نسبياً على هذه الجبهة، سرعان ما بدأت عملية تجنيد الشيعة العراقيين [للقتال في] سورية تتنامى في يوليو/ تموز وبلغت ذروتها في أغسطس/ آب. وشهد شهر سبتمبر/ أيلول قليلاً من الانخفاض في عمليات التجنيد وفي الدعاية عبر الإنترنت، ولكن بقيت حركة مرور المقاتلين مقبولة بما يكفي لاعتبارها استمراراً للبرنامج الخاص بسورية.
ونظراً إلى أن معظم أنظمة تدريب المقاتلين الشيعة المتوجهين إلى سورية قد استمرت بين أسبوعين وستة أسابيع (حسب التخصص)، من المحتمل أن تكون إيران قد اختارت توقيت زيادة عمليات الانتشار لإظهار الوحدة في الأسلحة مع روسيا والأسد بأفضل طريقة. وعلى وجه التحديد، بدأ الارتفاع الرئيسي في نشاط التجنيد بشكل جدي في 3 يوليو/تموز، وظهرت أولى التقارير حول نشر مقاتلين من ذوي الخبرة من "كتائب الإمام علي" في سورية في 20 يوليو/تموز، كما وأن قائد "فيلق القدس" النخبوي الإيراني قاسم سليماني التقى بالمسؤولين الروس في 24 يوليو/تموز.
دور الجماعات الجديدة؟
كانت عدة ميليشيات شيعية عراقية أكثر حداثة وأصغر حجماً تروّج لحملات التجنيد لسورية، بما فيها بعض الجماعات التي لم يسبق لها أن أعلنت عن أية صلة لها بالحرب. كما إن استخدام عملاء جدد يتبع نموذجاً استخدمته إيران في سورية منذ أن بدأت لأول مرة في دعم عمليات الانتشار الكبيرة في البلاد في ربيع عام 2013. ففي البداية، أرسلت جماعات أكثر رسوخاً، مثل "منظمة بدر" و"عصائب أهل الحق" و"كتائب حزب الله" قوات كبيرة. وفي الوقت نفسه، بدأت عناصر أخرى مثل "حركة حزب الله النجباء" و"كتائب سيد الشهداء" -الناتجتان عن "عصائب أهل الحق" و"كتائب حزب الله" على التوالي -بعمليات حشد ونشر القوات الخاصة بهما في سورية.
في أواخر سبتمبر/أيلول على سبيل المثال، ادّعى أنصار "كتائب حزب الله" أن الجماعة قد أرسلت عدداً صغيراً من المقاتلين للدفاع عن القرى الشيعية السورية المحاصرة وهي الفوعة وكفريا ونبل والزهراء. ومع ذلك، فبشكل عام يبدو أن عملاء إيران العراقيين الشيعة الرئيسيين منخرطين جداً في القتال في العراق.
أما بالنسبة لأحدث الميليشيات، أي "كتائب المقاومة الإسلامية في العراق" -الجناح العسكري لـ "حركة الإمام زين العابدين" -فقد بدأت برنامج التجنيد الخاص بسورية في أوائل يوليو. ولطالما قامت منظمتها الأم لفترة طويلة بتشجيع "ولاية الفقيه" (العقيدة التي تمنح السلطة المطلقة للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية)، بالإضافة إلى ذكر أقوال لآية الله روح الله الخميني وآية الله علي خامنئي وآية الله كاظم الحائري كنماذج دينية بشكل منتظم.
تم تكليف ميليشيات شيعية صغيرة أخرى تسيطر عليها إيران بإرسال قوات إلى سورية. على سبيل المثال، عندما أعلنت "كتائب أنصار الولاية" أنها استثمرت بكثافة في حملات ضد تنظيم الدولة في محافظة الأنبار في العراق، نشرت مواداً داعمة للحملة السورية في أواخر يوليو وأوائل أغسطس. وبشكل أوضح، أظهرت حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة المرتبطة بالميليشيا صوراً لأحد قادتها الميدانيين، أبو يوسف الصبيحاوي، في دمشق في أغسطس. وبالتالي، على الرغم من كتم التقارير حول تحركات الميليشيا في سورية، إلا أنه من المرجح أنها لا تزال تنشر عناصرها هناك.
أخيراً، لا بد من الإشارة إلى أن الاستنزاف ينخر في قوات الأسد، وأن الضغط قد ازداد أيضاً على عميل إيران الرئيس –"حزب الله" اللبناني. فبعد تقدم المجاهدون السنّة وغيرهم من الثوار السوريين في مساحات واسعة من الأراضي، لاسيما تلك القريبة من معقل العلويين الساحلي، برزت الحاجة إلى المزيد من القوات الموالية للأسد لتأمين هذه المناطق، ودفع العدو إلى الوراء. ويساعد عملاء إيران العراقيين الشيعة في توفير هذا العدد. وبالنظر إلى الشرعية التي اكتسبتها "حركة حزب الله النجباء" وخاصة "كتائب الإمام علي" من النجاحات الميدانية، فإن حملات التجنيد الأخيرة التي قامت بها تعزز من الروايات الإيرانية بأن الانتشار في سورية هو المفتاح لهزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق.
وعلى الرغم من أنه من الممكن أن تلجأ إيران إلى عملائها الآخرين المخلصين من العراقيين الشيعة، إلا أن الجماعات الأحدث قد أُعطيت لها السلطة على بعض جهود التجنيد، على الأقل مؤقتاً. بالإضافة إلى حقيقة أن العملاء الراسخين ما زالوا يقاتلون بشدة في العراق، فإن إنشاء جماعات جديدة للقيام بهذا العمل يسمح لإيران بمواصلة التعتيم على دورها في سورية. 
تاريخ النشر من المصدر : 02.10.2015
المصدر : معهد واشنطن
الرابط: 

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top