كشف موقع مقرب من الحرس الثوري الإيراني أمس السبت عن جوهر الخلاف بين إيران وروسيا بخصوص الأزمة السورية والذي من شأنه أن يُحدث تصادمًا بين مصالح البلدين على المنظور القريب.
وقال موقع "تابناك" في تقرير له "بعد مرور أكثر من شهر على بدء الضربات الجوية الروسية بسوريا إلى أي حد تتقارب الأهداف الروسية والإيرانية بخصوص الأزمة السورية؟".
وأفاد التقرير أن جوهر الخلاف بين روسيا وإيران بشأن سوريا هو سعي موسكو لإيجاد علاقات ثنائية مع المعارضة السورية بما فيها الجيش الحر وهو ما تعتبره الأخيرة خروجًا عن الأهداف الإيرانية بسوريا، حيث إن إيران -خلافًا لروسيا- لا تستطيع أن ترى يومًا ما المعارضة الثورية في مستقبل سوريا وأن تكون لديها أي مكانة في دمشق.
وأكد الموقع أن "فتح العلاقات من الجانب الروسي مع الجيش السوري الحر يعتبر انحرافًا عن مواقف روسيا السابقة التي كانت تعتبر أن جميع الفصائل المعارضة المسلحة إرهابية"، واعتبر هذا التحول الروسي الجديد يدل على أنه متطابق تمامًا مع الرؤية الغربية التي قسمت المعارضة السورية إلى معارضة متطرفة وأخرى غير متطرفة".
وأوضح  موقع "تابناك" والذي يشرف عليه أمين عام مجمع تشخيص مصلحة النظام الجنرال محسن رضائي أن روسيا تتخوف من أن تغرق في المستنقع السوري في حرب لا نهاية لها، وأن الروس "يعتقدون بأنه يجب التفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، لتكون هذه الدول بجانبهم لإنهاء الأزمة السورية، وفقًا للمصالح الروسية لا الإيرانية".
واعتبر تقرير موقع "تابناك" أن "انفتاح روسيا على المعارضة بهذا الشكل، يضعها في مواجهة مع إيران والميليشيات التي تقاتل بجانبها في سوريا، ويضعها أمام النظام السوري نفسه الذي يعتبر جميع الفصائل المسلحة إرهابية، ومن هنا تقف روسيا ضد مصالح كلا البلدين في هذه الأزمة"، على حد قوله.
وبحسب التقرير فإن الإستراتيجية الإيرانية في سوريا منذ بداية الأزمة منصبة في الحل العسكري للحفاظ على حزب الله في لبنان والحفاظ على المصالح القومية الإيرانية حتى لا تتأثر في المستقبل بالمنطقة، لذلك فشلت في طرح أي حلول سياسية للخروج من الأزمة.
وأشار إلى أن مصلحة إيران تقضي بأن نظام بشار الأسد يسيطر على دمشق والساحل السوري المطل على البحر الأبيض المتوسط والقنيطرة وبعض المحافظات المركزية، وهذه تعتبر نظرة منطقية للرؤية الإيرانية تجاه مستقبل سوريا، على حد وصف التقرير.
وتساءل التقرير "تحت أي ظرف نعتبر روسيا انفصلت عن إيران والأهداف الإيرانية بسوريا؟!".
وأوضح قائلاً: إذا "كانت الأهداف الروسية من المفاوضات مع المعارضة السورية هي إيجاد اختلاف وشرخ داخل المعارضة السورية فنتفق مع موسكو أما إذا كانت المفاوضات هي لكسب الأمريكان والعرب بجانب روسيا فإن هذا يعتبر خروجًا عن الأهداف الإيرانية المعلنة والابتعاد عن إيران في سوريا".
واختتم "تابناك" تقريره قائلًا: إن "الخيار المفضل من وجهة نظر إيران ليس اللجوء إلى مفاوضات السلام التي تقودها روسيا؛ لأن هذه المفاوضات سوف تهدد الهيمنة السياسية التي تمتلكها حكومة بشار الأسد الحالية، ولكن استمرار القتال في سوريا سوف يغير التوازنات لصالح الحكومة السورية المدعومة من إيران"، بحسب الموقع.
وكان رئيس الحرس الثوري الإيراني، «محمد علي جعفري»، انتقد الأيام الماضية سياسية روسيا في سوريا حيث قال: إن موسكو ربما لا تكون مهتمة ببقاء «الأسد» في السلطة «مثلما نحن حريصون على بقائه».
وفي نفس الوقت كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن وجود خلافات بين طهران وموسكو في سوريا حيث حملت إيران الأخيرة مسؤولية زيادة أعداد قتلاها فى المعارك الدائرة هناك بسبب عدم توفير الحماية لمقاتليها كما اتهمتها بالتسبب في فشل الهجوم على مواقع الثوار في شمال سوريا.

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top