يلتقي الحليفان الكبيران لنظام الأسد في سورية إيران وروسيا اليوم في طهران بمناسبة انعقاد قمة للدول المصدرة للغاز يشارك فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتأتي زيارة بوتين إلى إيران بعد اعتماد مجلس الأمن الدولي الجمعة بالإجماع قراراً يدعو الدول الأعضاء إلى "اتخاذ كافة التدابير الضرورية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية على الأراضي التي يسيطر عليها في سورية والعراق".
والقرار قدمته فرنسا بعد اعتداءات باريس التي أوقعت في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 130 قتيلاً ونحو 350 جريحاً وتبناها "تنظيم الدولة".
وقبل المشاركة في قمة الدول المصدرة للغاز إلى جانب ثمانية آخرين من رؤساء الدول والحكومات سيلتقي الرئيس الروسي المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، أعلى سلطة سياسية ودينية في إيران، الذي يعد أيضاً القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وسيكون اللقاء الثاني بين الرجلين خلال ثماني سنوات، الأول جرى في العام2007 وسيجتمع بوتين أيضاً مع الرئيس حسن روحاني على هامش القمة.
وصرح مستشار الكرملين يوري أوشاكوف أنه أثناء هذه المحادثات "سيولى اهتمام خاص للمسائل الدولية أخذاً بالاعتبار الحرب السورية".
وتعد إيران مع روسيا أبرز حليفين لنظام بشار الأسد، وتقدم له مساعدة عسكرية خاصة عبر إرسال "مستشارين" و"متطوعين" إلى الأرض قتل منهم نحو خمسين منذ أكثر من شهر.
وتقيم طهران وموسكو علاقات متقلبة منذ الثورة الإسلامية في 1979، وكانت روسيا في إطار اتحاد الجمهوريات السوفياتية الشيوعية -إحدى أولى الدول التي اعترفت بها. لكن موسكو قدمت بعد ذلك دعمها للعراق في ظل نظام صدام حسين في حربه ضد إيران بين 1980 و1988.
ومنذ ذلك الحين شد البلدان أواصر العلاقات بينهما مع إقامة تعاون اقتصادي وعسكري كبير كما يتبين مع العقد الأخير لتسليم روسيا أنظمة صواريخ للدفاعات الجوية من طراز اس-300 إلى إيران قبل نهاية العام.
ويجمع بينهما عامل مشترك كونهما من أكبر منتجي الغاز في العالم ويعتزمان معاودة إطلاق استهلاكه وتوفير أسعار عادلة وشفافية السوق.
وهذه المواضيع ستكون في صلب جدول أعمال قمة منتدى البلدان المصدرة للغاز (اثنا عشر عضواً) في طهران التي سيشارك فيها إضافة إلى بوتين وروحاني رؤساء كل من فنزويلا نيكولاس مادورو وبوليفيا ايفو مورالس ونيجيريا محمد بخاري.
وتملك إيران إحدى أكبر احتياطيات الغاز في العالم تقدر بـ33 مليون متر مكعب تتكدس بشكل أساس في حقل فارس الجنوبي الواقع على بعد نحو مئة كيلومتر قبالة السواحل الإيرانية في الخليج، والذي تتقاسمه مع قطر.
ورفع العقوبات الدولية في العام 2016 بموجب الاتفاق النووي المبرم في يوليو/تموز بين القوى العظمى وإيران مقابل التزامها بالحد من برنامجها النووي المدني من شأنه أن يسمح لإيران بزيادة إنتاجها.
وتنتج إيران حالياً 173 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً مخصصة بشكل أساس لسوقها الداخلي، بحسب أرقام وزارة النفط. ويقتصر التصدير على البلدان المجاورة مثل تركيا والعراق وأرمينيا.
وهدفها هو أن تتمكن بمساعدة المجموعات النفطية والغازية الدولية الكبرى من زيادة الكميات المعدة للتصدير أكثر فأكثر والتوصل بحلول العام 2020 إلى إنتاج 1.3 مليار متر مكعب يومياً.
وتنتج الدول الاثنتا عشرة الأعضاء في منتدى البلدان المصدرة للغاز 42 بالمئة من الغاز في العالم، وتملك 70 بالمئة من الاحتياطات العالمية و40 بالمئة من خطوط أنابيب الغاز كما تؤمن تجارة 65 بالمئة من الغاز الطبيعي المسال. أ ف ب
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.