ترى مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نقل الحرب إلى بلاده بعد تدخله العسكري في سوريا ومعاداته للعرب السنّة.
وذكر الكاتب "مارفين كلب" في تقرير نشرته المجلة الأمريكية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربما اعتقد أنه حقق نجاحًا دبلوماسيًّا بعدما دعا بشار الأسد إلى موسكو والتي كان يهدف من خلالها أن روسيا عادت قوة كبرى، وأن الحل لهذه الحرب المدمرة يمر عبر موسكو، إلا أن ما ظنه بوتين ورقة رابحة ستعود عليه بالخسارة.
ويفيد التقرير إلى أن أهم الأسباب التي ذكرها الرئيس بوتين لحربه في سوريا تمثلت في ضربه للإسلاميين في سوريا قبل تهديد روسيا  فقال على محطة "سي بي إس": "أهم سبب جعل روسيا تدخل سوريا هو التهديد بأن يعودوا إلينا". لافتًا إلى أن الكابوس الذي يعاني منه بوتين هو عندما يتدرب هؤلاء المسلمون على تكتيكات الإرهاب الحديث، ويعودون إلى روسيا لتفجير الطائرات والقطارات والمسارح والمدارس، كما كانوا يفعلون سابقًا.
ويرى الكاتب أن بوتين بتدخله العسكري في سوريا فتح "عش دبابير" في بلاده حيث إن أكثر من 20 مليونًا من عدد سكان روسيا الـ 144 مليونًا هم من المسلمين السنّة، وهم بالطبع يتعاطفون مع المسلمين السنّة، الذين تقصفهم روسيا في سوريا، فأي حسابات خاطئة في سوريا قد تقوض قاعدة السلطة لبوتين في بلده.
ويشير التقرير إلى أن الأمر لا يتوقف عند قصف الثوار السنة في سوريا، بل قام بوتين بإنشاء تحالف تقوده روسيا من القوى الشيعية في المنطقة إيران والعراق وسوريا، لتبادل المعلومات الاستخباراتية، ولضرب العدو السني معًا. موضحًا أن بوتين بهذا، يكون قد فتح حربًا ضد العرب السنّة.
وبحسب الكاتب فإن لا أحد يستطيع إخفاء الحقيقة بأن روسيا في حلف شبه مقدس مع الشيعة في إيران والعراق وسوريا لمحاربة السنّة في سوريا.
وتقول المجلة: إنه بالنسبة لبوتين، فإن هناك تحدي وجود، وإن المعضلة تكمن في الديموغرافيا الروسية والتاريخ، مشيرة إلى أن معظم المسلمين الروس السنّة يعيشون في شمال القوقاز، حيث كان العديد من الاضطرابات الإسلامية ضد الروس، فالشيشان شهدت منذ فترة ليست بعيدة حربين طاحنتين. وجارتها داغستان أيضًا عبارة عن برميل بارود، كونها جزءًا من الخلافة القوقازية التي يدعيها الجهاديون.
ويلفت الكاتب إلى أن الصراع الإسلامي الروسي يتغلغل في التاريخ الروسي لاسيما في شمال القوقاز واكتسب بعدًا دينيًّا حيث كتب تولستوي وغيره من الكتاب الروس في القرن التاسع عشر قصصًا حول الجيش الروسي الذي يحارب المجاهدين الإسلاميين فالأول يقاتل لحماية المدنية المسيحية، والآخر يقاتل لاجتثاثها.
وترى المجلة أن التاريخ يعيد نفسه حيث يتم ترديد الموضوع ذاته اليوم على التلفزيون الروسي، فمثلًا شرح المذيع التلفزيوني الشهير ديمتري كيسيليوف، سبب القتال الروسي في سوريا في برنامجه الأسبوعي، فقال: "إن روسيا تنقذ أوروبا من البربرية للمرة الرابعة" كما وصفت الكنيسة الأرثوذكسية العدوان الروسي على سوريا بالحرب المقدسة.
وتخلص "فورين بوليسي" في نهاية تقريرها إلى أن مقامرة بوتين في سوريا فيها مخاطرة كبيرة لاسيما أن "ثورة المسلمين السنة الغاضبين في روسيا أصبحت أمرًا أقرب إلى الواقع، وفي الواقع قد تكون مجرد مسألة وقت".

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top