تحذيرات من هنا وهناك تأتي مؤخرًا تتحدث عن تدخل عسكري روسي مباشر بجانب نظام بشار في سوريا، بعد أربع سنوات من الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري ساهم بشكل كبير في منع انهيار النظام السوري الحاكم.
لم يتوقف بأرسال خبراء ومستشارين وشحنات الأسلحة التي لم تنقطع، التدخل الروسي تزامن مع التدخل الإيراني في سوريا ، حيث تولى جنرالاتها وقوات من حرسها الثوري أدارة معظم المهام القتالية ، مع جيش النظام من ميليشيات مستوردة من حزب الله ،وذلك لتعويض عن هروب أكثر من نصف جيش الأسد.
فقد أثارت صور تظهر مقاتلين روس يرفعون أسلحتهم مبتسمين أمام صور لكل من الرئيسين بشار الأسد، وفلاديمير بوتين، جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي داخل روسيا،اذ يعتبرتواجد الجنود الروس في سوريا ليس جديداً، فمنذ عام 1971 أنشأت موسكو قاعدة بحرية في ميناء طرطوس على البحر المتوسط، ولكنه ومع الحديث عن زيادة ومستقبل الهجمات الغربية على الأهداف السورية، فإن هناك تكهنات بأن روسيا سوف تتخطى مجرد تدريب قوات النظام السوري،في الوقت الذى يعتقد فيه البعض بأن ليس هناك دليلاً حول مشاركة القوات الروسية في الحرب على الأرض،فقد يكونوا مرتزقة أرسلوا إلى سوريا.
الخبير العسكري اللبناني، العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر، يفضل الحذر في التعامل مع المعلومات حول دور روسي مباشر في الصراع، ويشير إلى وجود تضارب في المعلومات المتداولة، فهنالك بعض التقارير “غير المؤكدة” عن بناء قاعدة عسكرية بحرية في اللاذقية إلى جانب قاعدة طرطوس القديمة، ومعلومات أخرى يرجحها الخبير العسكري اللبناني، وتتعلق بعملية تسليح للجيش السوري وتحديث عتاده الروسي المتقادم، عبر تزويده بـ”أسلحة نوعية” ومعها خبراء روس، ومن بينها صواريخ ومدرعات في مواجهة التجهيزات العسكرية التي تستخدمها المعارضة السورية وكذلك مقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية”. وأضاف الخبير العسكري أن الجيش السوري ربما يكون قد حصل على راجمات صواريخ يصل مداها مئات الكيلومترات، ليوظفها في ضرب أهداف بعيدة مثلما حدث اليوم (الثلاثاء الثامن من سبتمبر أيلول 2015) حيث انطلقت صواريخ من طرطوس (غرب البلاد) على مدى 300 كيلومتر إلى أهداف في شمال سوريا.
والجدير بالذكر ،ذكرت الصحيفة يديعوت أدونوت”الاسرائيلية “نشرت قبل أيام أن روسيا بدأت تنفيذ خطة للتدخل المباشر في سوريا ، وأرسلت طائرات ميغ31المتطورة ،ودفعة من صواريخ “كورنيت5″المتطورة وطائرات مروحية ،ودبابات تي 92 مع أطقمها ، وسربا من طائرات سوخوي 30 وصواريخ جو أرض .
وأكدت الصحيفة أن روسيا أعدت خطة للتدخل المباشر في الحرب السورية ،وأن المدد العسكري سيستمر من أجل مساعدة النظام على مقاتلة تنظيم الدولة وتنظيمات أخرى.
و بدل أن يبدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قلق الغرب حيال تصاعد نشاطات العسكرية لبلاده في سوريا، زاد الغموض في شأن نوايا موسكو.
ففي مؤتمره الصحافي اليوم، أوضح لافروف أنه ناقش المخاوف الأميركية مع نظيره جون كيري، الا أنه وصف المخاوف الأميركية بأنها “غربية”. ولفت الى أن “الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة يرتكب خطأ جسيماً عبر عدم طلب التعاون من سوريا”، مكرراً موقف أن “الجيش السوري هو القوة الأكثر فاعلية لمواجهة التهديد الارهابي على الأرض”. فهل سيدرك النظام أن الدب الروسي لن يدخل الا لحماية مصالحة في طرطوس وقلب ميزان القوى في الشرق الأوسط،أم أننا ستشهد احتلال روسيا في الأيام القادمة ؟
المركز الصحفي السوري – أماني العلي
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.