واصلت قوات النظام وميليشيا حزب الله اللبناني، مع ميليشيات أخرى داعمة للنظام، عملياتها العسكرية في مدينة الزبداني في ريف دمشق، وسط ثصف عنيف استخدم فيه البراميل المتفجرة وصواريخ الأرض أرض، وغيرها من الأسلحة الثقيلة، ما خلف العديد من الشهداء والجرحى منذ بداية الحملة على المدينة، في حين شهدت المدينة تدمير شبه كامل في بنيتها التحتية والفوقية.
وقد طبقت القوى المذكورة سابقاً حصاراً خانقاً على المدينة، ما نعين الدخول والخروج منها، لأي شيء كان ومهما كانت الضرورة، وقد عمدوا إلى تهجير قسري لسكان المدينة وفرض عليهم معانة صعبة، حيث تم إخراجهم من منطقة بلودان والمناطق الأخرى، وحصارهم في بلدتي بقين ومضايا، ليلقوا هناك ألم أخر ومعاناة أخرى.
فقد شهدت البلدتان كثافة سكانية اكبر بكثير من طاقة إستيعابه للنازحين، بسبب وجود أعداد أخرى من النازحين من المناطق المحيطة، وفي ظل ذلك الحصار الخانق المطبق على البلدتيين، التي تشهدان نقص شبه تام بمختلف المواد الغذائية والأدوية والكوادر الطبية، وغيرها من المستلزمات اليومية، في طريقة من النظام للضغط على الثوار في الزبداني لتسليم أنفسهم والسيطرة على المدينة.
يقول مدير المستشفى الميداني في مدينة الزبداني بريف دمشق، “أبو نضال”، “إن امرأة وجنينها قضيا نتيجة الأوضاع الصحية السيئة، وعدم توفر المستلزمات الطبية في المدينة، جراء الحصار الذي تفرضه قوات النظام عليها، فيما قضى مقاتل نتيجة سوء التغذية.
وأضاف مدير المستشفى في تصريح خاص لـ”وكالة سمارت للأنباء”، اليوم السبت، “أن المستشفى وثق ثلاث وفيات في بلدة مضايا، نتيجة الحصار وانعدام العناية الطبية وقلة الغذاء، في حين يوجد 170 إصابة تتراوح بين خفيفة ومتوسطة وخطيرة في مدينة الزبداني، و120 إصابة في بلدة مضايا.
وأشار “أبو نضال” أن المستشفى الميداني يعاني نقصاً بالمواد الطبية، إضافة للأماكن السيئة التي يتواجد فيها الجرحى، ما يزيد من تدهور حالاتهم الصحية، كما تمنع قوات النظام إسعاف الجرحى إلى مستشفيات خارج المدينة، إضافة لنقص الكوادر الطبية والمستلزمات في المنطقة.
ويذكر أنه حصلت عدة محاولات لوضع هدنة تقضي بوقف القصف على مدينة الزبداني وبلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب، الشيعيتين المواليتين، التي بدأ الثوار معركة ضدهما نتيجة الحملة العسكرية الضخمة من قبل النظام وحلفاءه على الزبداني، حيث حدث هدنتان ولكن سرعان ما تفشل المفاوضات التي جرت بين إيران وحركة أحرار الشام الإسلامية، في تركيا، لتعود العمليات العسكرية إلى المنطقتين.
وقد أكد “أبو نضال” أن قوات النظام رفضت الاتفاق على هدنة إنسانية لإدخال المساعدات والمواد الإغاثية، منوهاً “للتواصل مع منظمات إنسانية ومنظمات حقوق الإنسان والصليب والهلال الأحمر، إلا أنهم رفضوا تقديم المساعدة واعتبروا المنطقة في حالة حرب، وأنهم غير مخولين لدخولها”، وفق تعبيره.
وذكر “أبو نضال” أن بند إخلاء الجرحى من أهم وأول بنود المفاوضات في ملف “الزبداني وكفريا والفوعة”، مضيفاً “أنه تم التواصل مع جماعة الفوعة ليكون تحقيق الهدنة وإخلاء الجرحى من أول شروط المفاوضات، ولم يعترض أحد على هذا البند” حسب وصفه.
المركز الصحفي السوري
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.