لم يمرّ خبر سقوط أحد أبناء بلدة عيترون الجنوبية في سوريا مرور الكرام بين أبناء البلدة، فبعد انتشار نبأ “استشهاد” حسن حسين عواضة الذي كان يقاتل في صفوف حزب الله إلى جانب الجيش السوري في
مدينة الزبداني السورية، ضدّ أهلها وأبنائها، جاء ردّ فعل أهالي عيترون بدائيا ومعاديا وعنيفا تجاه النازحين السوريين القابعين في بلدتهم.
وفي التفاصيل، انه وبعدما وصل الخبر المشؤوم الى البلدة، عمّ الغضب بين أبناء عيترون، فتمّ الإعتداء والتهجم على النازحين السوريين انتقامًا لروح «الشهيد»، ولما حاول النازحون الدفاع عن أنفسهم، حصل اشتباك بين الطرفين، ما أدّى إلى سقوط 11 جريحًا سوريًا نقلوا الى احدى المستشفيات القريبة، فيما حضرت القوى الأمنية، وفتحت تحقيقًا بالحادث.
كذلك تداولت بعض الوسائل الإعلامية القريبة من حزب الله أنّ جثمان حسن حسين عواضة تم سحبه يوم أمس من قبل المسلحين المعارضين، وتمّ أسره لينضم إلى جثمان المقاتل علي إسماعيل الذي أسر بدوره من قبل المعارضة السورية.
فهل هذه أخلاق الإمام الحسين والإمام علي ووصاياهما عن الغرباء وعابري السبيل والمستجيرين بالأمن والأمان؟ وهل هكذا يعامل النازح الذي هرب من القصف والدمار والقتل في بلده، بسبب تدخل حزب الله في حروبهم الأهلية، ولجأوا إلى بلدنا بحثًا عن الأمن والأمان. وما ذنب السوريين الهاربين من ظلم النظام وإجرام داعش ليتحملوا تبعات قرارت حزب الله الذي يرسل أبناء الجنوب والبقاع للقتال إلى جانب النظام السوري، ولماذا قرّر الأهالي المفجوعين بأبنائهم تحميل النازحين السوريين الهاربين من حرب فهموا ان لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وانها حرب اللاعبين الكبار على ارضهم فنزحوا كي يسلموا، في حين ان من سلّم ابناءه الى
حزب اللهليردّهم محملين بنعوش الموت واحدًا تلو الآخر يهجم على المسالمين النازحين للثأر منهم.
اللاجئون السوريون لم يهربوا إلى لبنان إلاّ لأنّهم أرادوا الإبتعاد وعدم الغوص بحرب دمّرت سوريا ويتمّت الأطفال وقتلت الأبرياء.. ولكن حزب الله هو الذي ذهب إلى أراضيهم وبيوتهم ليحمي
بشار الأسد.
فعلى من يجب أن يثور أبناء عيترون، والجنوب والبقاع؟ على المظلوم الذي لجأ إلينا خوفًا من الموت أم على من يرسل شبابنا ليقتلوا السوريين فيعودون قتلى؟
موقع الجنوب
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.