img

تدفع إيران، بكل قوتها، إلى السيطرة على منطقة الزبداني السورية، فبعد توقّف المفاوضات بين حركة “أحرار الشام” والإيرانيين عن المدينة، شهدت الزبداني، مساء أول من أمس الأربعاء، تصعيداً كبيراً في قصف قوات النظام السوري و”حزب الله” بالطائرات والمدفعية باستخدام أسلحة محرمة دولياً، وفق قائد ميداني، ومصادر في الائتلاف الوطني السوري المعارض.
ويبدو أن هناك إصراراً إيرانياً، ليس فقط للسيطرة على منطقة الزبداني، بل على تغيير ديموغرافية المنطقة واستبدال سكانها بآخرين، تضمن ولاءهم لها بشكل رئيسي وللنظام، وذلك نظراً لأهمية المنطقة التي تقطع امتداد الدويلة التي يسعى النظام للحفاظ عليها بمساعدة الإيرانيين ضمن ما يسميه “سورية المفيدة” وكونها تقع على أهم طرق الإمداد بين النظام و”حزب الله” من جهة الجبل الغربي في المنطقة.
وقال المستشار الإعلامي في الائتلاف، أحمد كامل، نقلاً عن ناشطين وسكان من مدينة الزبداني، إن “القوات التي تهاجم الزبداني والمتمثلة في قوات النظام و”حزب الله” وجماعة أحمد جبريل ومن خلفهم إيران، تستخدم أسلحة محرّمة دولياً في تدمير المدينة كلياً، وذلك بعد توقف المفاوضات بين حركة أحرار الشام والإيرانيين، لأن الإيرانيين يشترطون لوقف إطلاق النار خروج سكان المدينة المدنيين والعسكريين وألّا يعودوا إليها إلى الأبد، وهو ما يعني جريمة إبادة وتطهير عرقي معلنة”.
ولفت كامل، إلى أن أهالي المدينة يدعون إلى التحرك بسرعة بكل أساليب التحرك، وخصوصاً “تحريك الجبهات المؤثرة على المهاجمين في الفوعة وكفريا ونبل والزهراء والساحل، ودعوة ثوار الغوطة إلى التحرك لتخفيف الضغط على الزبداني، والتظاهر أمام مقار الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وسفارات أميركا وإيران ولبنان”.
إلا أن القائد الميداني، أبو حمزة، الموجود في الزبداني، قال لـ”العربي الجديد”، إن الأوضاع العسكرية في المدينة ممتازة جداً “على الرغم من أنه لا مقارنة بين عتادهم وعتادنا، فهم يدعمهم العالم ونحن يدعمنا الله، وغنائمنا منهم، أما الوضع الإنساني فهو كارثة بكل معنى الكلمة”.
وعن المفاوضات مع النظام، أوضح أبو حمزة أن “المندوب الإيراني للمفاوضات طلب بالفعل، منذ اليوم الأول للتفاوض، انسحاب العسكريين والمدنيين، وهو طلبٌ مرفوض، جملة وتفصيلاً، من جميع الفصائل، وقد عرض المندوب الإيراني على المندوب المفاوض من أحرار الشام شيكاً مفتوحاً مقابل انسحاب المسلحين من المنطقة، ما دفع مندوب أحرار الشام إلى الانسحاب من المفاوضات فوراً”. وأكد أبو حمزة استخدام النظام لقنابل “نابلم” المحرمة دولياً والصواريخ الفراغية إيرانية الصنع.
وكانت حركة “أحرار الشام” أعلنت توقّف المفاوضات مع الوفد الإيراني لِما سمته الحركة إصرار الوفد على تفريغ الزبداني من مقاتليها والمدنيين وتهجيرهم إلى مناطق أخرى. وحذرت الحركة في بيانها من “أن خطة التهجير الطائفي وتفريغ دمشق وما حولها والمناطق المتاخمة للحدود اللبنانية، أصبحت في مراحلها الأخيرة، وأن تفريغ الزبداني وتهجير أهلها هي الخطوة الأولى في طريق النهاية، ليمتد الأمر إلى الغوطة الشرقية، وإن ذلك ليس تحليلاً وإنما معلومات دقيقة، ويجب على جميع الأطراف أن تقف أمام مسؤولياتها”، بحسب البيان.
كما طالبت الحركة في بيانها “جميع الفصائل بإشعال الجبهات وخصوصاً في دمشق ومحيطها من أجل فرض واقع جديد على إيران ومليشياتها”، مذكَّرة “حلفاء الثورة الإقليميين، أن مشروع إيران لن يكتمل حتى يُحدثوا في بلادهم الخراب الذي أحدثوه في سورية، وأن ثورة الشام ما تزال الخط الأول في مواجهة المشروع الإيراني الإمبريالي الذي يحارب في سورية وعيونه على مكة والمدينة”.
بيان حركة “أحرار الشام” الذي أعلنت فيه نتائج مفاوضاتها مع الوفد الإيراني، قابله “جيش الإسلام” بالترحيب، معلناً في بيان أصدره المتحدث باسمه إسلام علوش، “جاهزيته التامة للزج بكامل قواه في أي معركة تهدف لوقف الهجمة الطائفية على أهلنا في الزبداني”، داعياً “جميع القوى الفاعلة على الأرض للبدء بعمل عسكري كبير ينطلق من الشمال إلى الجنوب ليستهدف ثكنتي الفوعة وكفريا أو نبل والزهراء أو يتوجّه لمواقع النظام في الساحل أو انطلاقاً من الجنوب السوري، لكسر حصار الزبداني وصولاً إلى فك حصار دمشق وغوطتها”.
من جهتها، قالت الناشطة، ميس الزبدانية، لـ”العربي الجديد”، إن الطيران المروحي استهدف مدينة الزبداني بـ12 برميلاً متفجراً في ثلاث طلعات ضمن معارك عنيفة في المحور الجنوبي للمدينة. مشيرة إلى أن “جيش النظام وحزب الله لا يستطيعان سحب جثث عناصرهما”. وأوضحت أن “قوات النظام حاولت التقدُّم من جهة محور الجمعيات تحت تغطية صاروخية من الحواجز المنتشرة على الجبلين الغربي والشرقي، إلا أن المدافعين عن المدينة تصدّوْا لها وكبّدوها خسائر في الأرواح والعتاد”.
إلا أنها نفت نقلاً عن مصادر ميدانية استخدام أسلحة “نابلم” في عمليات القصف، حتى الآن، مشيرة إلى أن “النظام وحزب الله يستخدمان كل الأسلحة التي بين أيديهما من صواريخ فراغية وبراميل وحاويات متفجرة وقذائف مدفعية ودبابات، ما تسبب في دمار هائل في المدينة”.
وبحسب مصادر محلية، فإن الاشتباكات أسفرت عن مقتل ضابط في قوات النظام برتبة رائد يدعى، فهد العلي، وثلاثة عناصر من “حزب الله” اللبناني.
وفي إطار مساندتهم معركةَ الزبداني ضد النظام، أطلق مقاتلو المعارضة في مدينة داريا في ريف دمشق، معركة “لهيب داريا” بمشاركة “لواء شهداء الإسلام” و”الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام”، واستطاعوا تكبيد قوات النظام خسائر فادحة والسيطرة على نقاط جديدة، منها في المدينة المحاصرة. وأكد قائد “لواء شهداء الإسلام” أبو جمال، سيطرة قوات المعارضة على منطقة الجمعيات بالكامل، وعدد كبير من المباني على الجبهة الشمالية الغربية من داريا، إضافة إلى مقتل 70 عنصراً من قوات النخبة في الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام. وأوضح أن العملية كان يُخطط لها منذ فترة، حتى قبل معارك الزبداني، إلا أن صمود مقاتلي الزبداني كان محفزاً كبيراً لبدء المعركة.
العربي الجديد

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top