كان يمكن أن تثمر المشاورات بين الدول بشأن الحلول في سوريا عن بشرى للسوريين بقرب خلاصهم من كابوس نظام بشار الأسد وقوات الاحتلال الإيراني التي تدير شئون التدمير في سوريا.
والمؤسف أن تخضع حياة الناس للمصالح وللتكتيكات السياسية، ولهذه الأسباب قدم الشعب السوري مئات الآلاف من الضحايا ومدناً مهدمة وعانى من ابتزاز دولي واسع النطاق يراهن السوريون إما على بقاء نظام الأسد القاتل أو حياتهم. على الصعيد الأخلاقي والعمل السياسي المستنير غير الخاضع للمصالح والمتاجرات الحزبية، الحل في سوريا يسير وواضح، وبدايته برحيل نظام الأسد، عندها ستقف آلة القتل والتدمير الجهنمية، وتصبح الطرق سالكة إلى السلام في سوريا. وهو ما تراه المملكة، خاصة أن المجتمع الدولي قد قرر هذه الحقيقة في مؤتمر جنيف1، بما في ذلك القيادة الروسية. وفي الحقيقة، فإنه من الصعب تصور أن الأغلبية السورية سوف تعود طوعاً إلى أغلال نظام الأسد، ويصعب تصور أن الأغلبية السورية ستقبل التعايش مع نظام يفتك بأبنائها ويشعل لهم المحارق طوال خمس سنوات تقريباً، وقتل مئات الآلاف من السوريين وشرد الملايين ودمر نصف المدن السورية. وواضح أن المؤيدين للأسد لا يمكنهم أن يقتنعوا بحصافة فكرة بقاء نظام لم يشتغل بأي هم آخر غير إرسال مواطنيه بمئات الآلاف إلى المقابر. ونظرة إلى التاريخ، نجد أن كل الحكام الذين أعملوا القتل وسفكوا دماء مواطنيهم، لم يستمروا في البقاء متحكمين بتلابيب الناس، لأن ذلك ضد المنطق وضد فكرة التعايش والولاء والسلام. ورأينا أن التمسك بنظام الأسد مسلطاً سلاحه على رؤوس مواطنيه وأطفالهم، وهو يعطي ولاءه لميليشيات حزب الله والميليشيات الإيرانية الأخرى التي تتحكم بمفاصل النظام وبمصير سوريا، ليس رأياً جدياً لإحلال السلام، بل إن التفكير ببقاء نظام الأسد هو إهانة للسوريين، وتبديد لكل ما قدموه من تضحيات في سبيل الخلاص من الأسد ونظامه. ثم ان بقاء الأسد ليس مشروعاً وطنياً سوريا، فالنظام، ومنذ خمسة أعوام، مفروض على سوريا ومواطنيها بسطوة قوات الاحتلال الإيراني وليس بإرادة النظام ولا بقوته الذاتية، لأن النظام قد مني بهزائم متلاحقة في سوريا إلى أن أسرعت إيران بقواتها وميليشياتها العابرة للحدود لدعم النظام وتمكينه من الصمود في أقل من ثلث سوريا. وأيضاً استخدام النظام للأسلحة الكيماوية ضد شعبه يجعله تكويناً وحشياً مكروهاً في نظر كل السوريين، بمن فيهم الذين يظهرون تأييدهم للنظام، لأنهم يعلمون فساد النظام وبطش القوات الإيرانية، ويعلمون أن هذه القوات لا تتورع عن ارتكاب أي جرائم في سبيل بقاء عميلها بشار الأسد واجهة وعنواناً صورياً فقط، لتستمر سوريا في الأسر الإيراني، ومحطة عمليات للمؤامرات الإيرانية ضد الوطن العربي. والمسألة الأخرى أيضاً هي أن النظام هو المسئول عن تشكيل منظمة داعش الإرهابية، وتبادل معها الخدمات والأدوار ضد الشعب السوري، فالتبادل التجاري النفطي كان يجري بصورة مستمرة بين النظام ومنظمة داعش، وكان النظام يقصف مواقف الجيش السوري الحر، ليمهد لداعش احتلالها، وتتحاشى طائراته قصف مواقع داعش، في وقت يستمر بإمطار المدن السورية المحررة بالبراميل المتفجرة. كل ذلك يجعل من النظام تكويناً منتهي الصلاحية وغير قابل للحياة وغير صالح لأن يأتمنه السوريون على أمنهم وسلامتهم واستقلال بلادهم ومستقبل أبنائهم.
كلمة اليوم
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.