كشف مصدر سياسي لبناني مواكب لمباحثات تشكيل الحكومة اللبنانية، أن
تنسيق الحكومة العتيدة مع نظام بشار الأسد يمثل "واحدة من العقد التي تحول
دون تشكيلها"، في ظلِّ رفض الرئيس المكلف بتشكيلها سعد الحريري، المبدئي
"التطبيع مع نظام الأسد"، وسط ضغوط تُمارَس عليه، في ملفات يمثل هذا الملف
واحداً منها، إلى جانب حصص الأطراف السياسية في الحكومة المزمع تأليفها،
تلك التي توصف بأنها عقد داخلية.
ولا يتحدث تيار "المستقبل" صراحةً عن العقدة المرتبطة بالتنسيق مع نظام
الأسد، إذ يجزم مسؤولون فيه بأن مسألة التطبيع مع النظام، مرفوضة، وهي
تندرج ضمن إطار الموقف المبدئي للتيار، وهو أمر محسوم، قائلة: "لا نقبل
بتاتاً بالتطبيع مع النظام، وهو موقفنا الثابت".
وتحمل التطورات السياسية مؤشرات على ضغوط تُمارَس على الحريري في هذا
الجانب، وهو ما عبَّرَت عنه مصادر سياسية مواكبة لمباحثات تشكيل الحكومة،
قائلة لصحيفة "الشرق الأوسط ":
"قد يكون دفع البعض لتنسيق الحكومة المقبلة مع النظام السوري، جزءاً من
الضغوط، وتمثل إحدى العقد التي تؤدي إلى عرقلة ولادة الحكومة، إلى جانب
العراقيل الداخلية".
ومع أن "التيار الوطني الحر" لا يعد رفض الحريري للتنسيق مع النظام أحد
أسباب العراقيل التي تواجه تشكيل الحكومة، وهو ما عبَّر عنه وزير الدولة
لشؤون رئاسة الجمهورية في حكومة تصريف الأعمال بيار رفول في تصريح إذاعي،
أول من أمس السبت، غير أن الدفع باتجاه التنسيق مع الأسد يتنامى تحت عناوين
مرتبطة بجهود إعادة النازحين السوريين، وبالوضع الاقتصادي على ضوء توقع
دور مفترض للبنان بإعادة الإعمار في سوريا، وتصدير البضائع اللبنانية عبر
معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن.
و سبق أن دعا وزير الاقتصاد اللبناني رائد خوري
في يوليو/ تموز الماضي إلى التواصل مع الأسد للاستفادة من معبر نصيب جنوب
البلاد، وبرر خوري دعوته إلى التواصل مع نظام الأسد بقوله إن في ذلك
"مصلحة" للبنان.
ولا ينفي "المستقبل" الضغوط الداخلية المرتبطة بالحصص، حيث أقرّ عضو
كتلة "المستقبل" النائب نزيه نجم لـ"الشرق الأوسط" بأن هناك "ضغوطاً
تُمارَس على الحريري"، لافتاً إلى أن رئيس الحكومة المكلف "تقدَّم بعدة
اقتراحات ومسودات لتشكيل الحكومة، ومع ذلك بقيت العراقيل قائمة"، مشدداً
على أن مصلحة البلد والشعب "أهم من كل المكاسب".
وأوضح نجم أن "الحريري يكرر تأكيده أنه يريد تشكيل حكومة"، مضيفاً:
"العقد ليست عنده، بل عند الأقطاب. الجميع يحاول انتزاع مكاسب، رغم أن
معاناة الناس تفاقمت والوضع الاقتصادي صار ضاغطاً على البلد".
وعادة ما تتسبب دعوات أطراف لبنانية إلى إعادة العلاقات مع نظام الأسد
كما كانت قبل عام 2011 بجدل سياسي بين الأفرقاء اللبنانيين، فمن جهة تدعو
تيارات إلى التطبيع مع النظام وعلى رأسها "حزب الله" وحركة "أمل"، في حين
ترفض تيارات أخرى إعادة العلاقات، لا سيما التي تتهم نظام الأسد بالضلوع في
اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005.
|
الصفحة الرئيسية
»
محلي
» بحجج إعادة الإعمار واللاجئين.. صحيفة: ضغوط على الحريري للتطبيع مع نظام الأسد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.