تيلرسون يحدد ملامح سياسة واشنطن تجاه سوريا أخطرها المتعلقة بمصير الأسد

حدد وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، أمس الأربعاء، ملامح سياسة إدارة الرئيس دونالد ترامب حيال سوريا وخاصة المتعلقة بمصير بشار الأسد.
واوضح "تيلرسون" في خطاب ألقاه في ستانفورد في ولاية كاليفورنيا أن استراتيجية بلاده حيال سوريا تهدف إلى منع عودة ظهور (تنظيم الدولة)  وتمهد الطريق دبلوماسيًّا أمام رحيل الرئيس بشار الأسد في نهاية المطاف وكبح النفوذ الإيراني.
وقال "تيلرسون": "إنه أمرٌ حاسمٌ لمصلحتنا الوطنية، أن نحافظ على وجود عسكريّ ودبلوماسيّ في سوريا، بهدف ضمان عدم عودة ظهور (تنظيم الدولة) مجددًا".
وأشار إلى أن "إحدى قدمَي التنظيم باتت في القبر، ومن خلال الحفاظ على وجود عسكريّ أمريكيّ في سوريا، ستُصبح له قدَمان في القبر".
وتابع "تيلرسون" أن (نظام الأسد) غض الطرف عن (تنظيم الدولة) في سوريا، وسمح له بالتوسع، مشيرًا إلى أن الضربات الأمريكية للتنظيم أتت بنتائج (رائعة) على حد قوله.
وفيما يتعلق بمواجهة النفوذ الإيراني قال "تيلرسون" إن ابتعاد الولايات المتحدة عن سوريا سيتيح لإيران فرصة لتعزيز موقفها هناك.
وأضاف وزيرالخارجية الأمريكي "يجب أن نتأكد من أن حل هذا النزاع لن يسمح لإيران بالاقتراب من هدفها الكبير، وهو السيطرة على المنطقة".
وأردف بأن "الانسحاب التام" للأمريكيين من سوريا "في هذه المرحلة سيساعد (الأسد) على مواصلة تعذيب شعبه".
وهاجم الوزير "نظام الأسد" قائلًا إنه قصف شعبه بالسلاح الكيماويّ، وشبهه بالنظام في إيران.
وحول رؤية أمريكا لحل القضية السورية، قال "تيلرسون" إن إجراء انتخابات حرة تتسم بالشفافية يشارك فيها السوريون الذين يعيشون بالخارج "ستؤدي إلى رحيل الأسد وعائلته عن السلطة بصورة دائمة. هذه العملية ستستغرق وقتًا، وندعو إلى الصبر على رحيل الأسد وإرساء قيادة جديدة".
وألمح وزير الخارجية الأمريكي أن رحيل الأسد لم يعد شرطًا مسبقًا للولايات المتحدة وأضاف "ربما لا يأتي التغيير المسؤول على الفور مثلما يأمل البعض وإنما من خلال عملية تدريجية تشمل إصلاح الدستور وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، لكن هذا التغيير سيأتي".
وأكد أن واشنطن ستقوم بمبادرات لتحقيق الاستقرار مثل إزالة الألغام وإعادة الخدمات الأساسية للمناطق التي لم تعد تحت سيطرة (تنظيم الدولة )،موضحًا أن "الاستقرار ليس مرادفًا لعملية غير محدودة المدة لبناء الدولة أو مرادفًا لإعادة الإعمار".
ويهدف الخطاب الذي ألقاه "تيلرسون" إلى تحديد استراتيجية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في سوريا، في وقتٍ واجه هذا الأخير اتهامات فيه من العديد من المراقبين، بأنه لا يملك استراتيجية في هذا البلد، مع اقتراب انتهاء الحرب على "تنظيم الدولة"، والتقدم الذي يحرزه النظام السوري على معارضيه بمساعدة روسيا وإيران.
كان مسؤولون من إدارة "ترامب" ومنهم وزير الدفاع جيم ماتيس قد كشفوا النقاب في السابق عن عناصر من السياسة الجديدة، لكن خطاب "تيلرسون" يهدف لإضفاء الصفة الرسمية عليها وتعريفها بوضوح. 

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top