برز على الواجهة مجدداً استهداف روسيا للمستشفيات في سورية، وذلك بعد قصف مقاتلاتها أمس الاثنين مستشفيي "الوطني" و "ابن سينا" في محافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة.
وقصفت روسيا العديد من المستشفيات الواقعة في مناطق المعارضة بمحافظات حلب وإدلب واللاذقية ودرعا، وذلك في غاراتها المتواصلة منذ 8 أشهر (بدأت في 30 سبتمبر/أيلول 2015)، حيث استهدفت المقاتلات الروسية 24 مستشفىً، ما أدى إلى تدمير 11 بالكامل.
ومن هذه المستشفيات مستشفى تشغلها منظمة "أطباء بلا حدود" في مدينة معرة النعمان التابعة لإدلب، ومستشفيات "الوطن" و"أورينت" في جسر الشغور، ومستشفى "أطباء بلا حدود"، شمال شرق اللاذقية، و"صيدا" والغرية" في الريف الشرقي لدرعا.
كما تسببت الطلعات الكثيفة للطيران الروسي في محافظة درعا إلى توقف 7 مستشفيات عن العمل لدواع أمنية.
إلى ذلك، استشهد 23 شخصاً وأصيب 35 آخرون، جراء غارات لمقاتلات روسية، أمس الاثنين، على مناطق مختلفة في محافظة إدلب بينها مستشفيي "الوطني" و"ابن سينا".
وأدى استهداف المستشفيات والمراكز الصحية في حلب إلى زيادة الضغط على المستشفيات الميدانية التي تعمل على تقديم خدماتها لعدد كبير رغم ضعف الإمكانيات، فضلاً عن استهداف الطيران لها في بعض الأحيان.
وشكل قصف مستشفى القدس في مدينة حلب يوم 27 إبريل/نيسان الماضي، نموذجاً على استهداف الطيران الروسي للمشافي، حيث تسبب القصف في استشهاد 30 شخصاً وإصابة 62 آخرين فضلاً عن تدمير المستشفى بالكامل.
وأشارت مصادر محلية إلى أن العديد من الأطباء والمتطوعين استشهدوا جراء الغارات، إلا أن بعضهم مايزال يواصل تقديم الخدمات في المستشفيات الميدانية رغم الصعوبات الكبيرة والمخاطر المحدقة بهم.
وأعاد استهداف الغارات الروسية للمدارس والمستشفيات والمساجد والأفران في المناطق المدنية بسورية، للأذهان سياسة "تهجير المدنيين"، التي طبقتها روسيا سابقاً في الشيشان، إذ هجّرت المدنيين عبر إرهابهم من خلال استهداف مناطقهم لفشلها في القضاء على المقاتلين الشيشان براً.
وتسعى روسيا التي تنتهج سياسة تحويل كامل سورية إلى ساحة حرب، لوقف الدعم الذي توفره الحاضنة المدنية لقوات المعارضة من خلال الإسناد الجوي الذي تقدمه لقوات الأسد التي تتحرك براً، لتشكيل ضغط على السكان المحليين من أجل وقف دعمهم لمقاتلي المعارضة.
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.