بدأت ميليشيا "حزب الله" اللبناني التدخل العسكري في سورية منذ العام 2012، وكانت الميليشيا تنفي مشاركتها بالمعارك، وتدعي أنها ترسل مقاتلين لحماية "المراقد الشيعية والمناطق الاستراتيجية التي تقطنها الطائفة الشيعية في الأراضي السورية" وأنها تقدم "مساعدات استشارية وتدريبية فقط". ثم ما لبثت جثامين مقاتلي الميليشيا بالوصول إلى لبنان بعد أن قضوا في المعارك الدائرة مع المعارضة السورية.
مقاتل سابق من ميليشيا "حزب الله" كشف في تصريحات خاصة لـ"السورية نت" عن الجانب الآخر من تورط الميليشيا في المعارك بسورية، وأكد "علي" الذي اختار هذا الاسم المستعار أن "هنالك تململ واعتراض داخل جمهور حزب الله، وهناك أصوات تتساءل عن العلاقة مع إيران، وربما تحصل حركة احتجاج داخل قيادة حزب الله نفسها، لكن تبقى التركيبة العقائدية و الأمنية للحزب هي الكلمة الفصل حيث يبررها الأمين العام (حسن نصر الله) بالقول: نحن سادة عند الولي الفقيه ".
وبعد نحو 3 سنوات من مساندتها لقوات النظام وخسارتها لمئات الجنود، تعترف ميليشيا "حزب الله" بصعوبة تحقيق تقدم كبير يقلب موازين القوى في سورية لصالح النظام، وفي هذا السياق يقول علي: إنه "بعد سنوات من الحرب الشاقة سئم عناصر حزب الله ونفذ صبرهم من تحقيق نصر حاسم ضد المعارضة السورية، لكنهم في الوقت نفسه باتوا على علم ودراية كافية بأن رفضهم المشاركة في العمليات العسكرية ستترتب عليه عواقب سلبية تمس حياتهم".
ويوضح "علي" أن "تلك العواقب تتمثل بانقطاع المساعدات المالية التي يتلقاها المقاتل في الحزب، كمصاريف تعليم أولاده بالإضافة إلى توقف الخدمات الصحية التي يحظى بها مع عائلته، فضلاً عن دعم المحروقات والتدفئة"، حسب قوله.
وحول الخسائر التي تلحق بالميليشيا لفت المقاتل "علي" لـ"السورية نت" إلى أن ميليشيا "حزب الله" تتعرض لضغط عسكري متزايد منذ الصيف نظراً لتزايد حاجة النظام لها، مؤكداً أن الميليشيا تعاني من ارتفاع أعداد القتلى والمصابين وسط تكتم كبير في إحصائيات الضحايا في صفوفها، لافتاً أن جنازات مقاتليها المنطلقة من الضاحية الجنوبية معقل تأييدها في بيروت كثرت وسط تزايد سخط عائلات المقاتلين في سورية.
واعتبر "علي" بناء على معلوماته أن ميليشيا "حزب الله" تشهد تغييراً في مسارها التنظيمي، وأوضح ذلك بالقول إن "غالبية قتلى حزب الله هم من قادة ميدانيين وعناصر من الصف الأول يتمتعون بخبرات قتالية عالية جداً، وصحيح أنهم أوغلوا في قتلهم وتشريدهم للشعب السوري لكنهم ما كانوا ليرضوا عن هذا التحول في كينونة الحزب من ميليشيا منظمة ومسلحة إلى عصابات لا هم لها إلا التجارة الغير مشروعة واحتراف السرقة، وهو ما سيكون له أثر بالغ على هيكلية الحزب ووجوده في المدى البعيد". حسب تعبيره.
وبحسب "علي" فإن "هذا العامل الثانوي للحزب وغياب الأجوبة لدى قيادته حول جدوى الاستمرار إلى جانب الأسد فيما يجري بسورية، جعلها تغض الطرف تدريجياً عما يمارسه عناصر الحزب من أعمال نهب وخطف، أو تلقيها أموال طائلة مقابل تمرير بعض المواد الغذائية للمدن المحاصرة. ناهيك عن مهنة تجارة الحشيش الرائجة التي احترفتها معظم عناصر الحزب". السورية نت

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top