رغم دخول المواد الإغاثية من قبل الأمم المتحدة، مازالت المنطقة تشتكي من قلة المواد الغذائية والطبية وافتقاد لمادة المحروقات والحطب ليقيهم من برودة الشتاء.
الفرحة بدت واضحة صباح الثلاثاء على وجوه الأطفال والعائلات المحاصرة في بلدة مضايا بعد أن استلموا المواد الغذائية وانتشرت رائحة طهي الطعام في كافة الأرجاء، بعد أن حرم منها الجميع لمدة تجاوزت الستة أشهر، كما وأن الكثير من العائلات تبادلت الزيارات وهنأت بعضها البعض، ولكن مازال بالقلب غصة لمن له مريض يفتقد للدواء والعلاج، مازالت آهاته مسموعة وجسمه لا يتقبل الطعام كما هو حال وفاء.
تقول وردة وهي الأخت الأصغر لوفاء، شقيقتي لديها طفلين، كانت تسعى لتقدم لهم الطعام وهي لا تتذوق منه إلا القليل لكي تستطيع أن تبقى حية فقط، فمنذ ستة أشهر لم تعرف الطعام، مما أدى لتدهور صحتها ومرضها، فرغم دخول المساعدات لا تستطيع أن تأكل وهي مستلقية في فراشها تتمنى أن يفك الحصار لكي تستطيع أن تخرج وتتعالج في مكان آخر.
بينما بقيت غصة في قلب أحمد وهو شاب عشريني، توفي والده منذ شهرين بعد أن تدهورت صحته، ولم يستطع أن يقدم له شيء، فكل الناس في البلدة جائعون والمشفى الميداني لا يوجد به طعام أو دواء، يقول أحمد أنا سعيد اليوم لدخول المساعدات ولكن أتمنى لو أن أبي مازال على قيد الحياة ليرى الطعام اليوم.
علا وروعة وسلام أطفال في عمر الزهور، اليوم بالنسبة لهم ليس كباقي الأيام، فقد تذوقوا طبخ والدتهم من جديد وخرجوا إلى الحي ليلعبوا مع باقي الأطفال بسرور
هذا حال الناس في مضايا بعد أن دخلت المساعدات الغذائية وتناولوا الطعام فقد عاشوا على أوراق الشجر والحشائش لأشهر مرت، ولكن لسان حالهم يقول ما العمل بعد أن ينتهي الطعام فهو لا يكفينا سوى أسبوع أو عشرة أيام.

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top