تبدأ القصة عندما توجهت "سناء" إلى محل بيع خطوط الهاتف النقال الموجود في بلدة مجاورة لبلدتها الصغيرة في ريف دمشق، بعد أن واجهت مشكلة في خط الإنترنت المسجل باسم أختها، والذي كانت الأخت قد اشترته من ذاك المحل.
وظناً منها أن الأمر لن يستغرق وقتاً طويلاً فقد خرجت صباحاً من بيت أهلها دون أن تخبرهم، واصطحبت معها هوية أختها معها دون أن تأخذ هويتها الشخصية.
عند وصولها للمحل قدمت هوية أختها للبائع، الذي بدأ يتفحص صورة الهوية وصورتها ويقارنها بصورة الفتاة أمامه، ونتيجة الاختلاف الواضح بين الصورتين سألها البائع عن اسمها فأخبرته بكل براءة أنها "سناء" وأن هذه الهوية ليست لها، لكنها لأختها.
راح البائع الذي كان من "شبيحة" النظام، يحقق مع الفتاة: "لمن هذه الهوية؟"، "أين هويتك؟"، "لماذا تريدين الخط؟"...إلخ مما أربك الفتاة فراحت تتلعثم وتحلف الأيمان بأن الهوية لأختها، وأنها أحضرتها لأن الخط باسم الأخت، لكن البائع احتجزها في محله واتصل بأمن النظام، حيث قدموا إلى محله واقتادوها معهم إلى أحد الفروع دون أن تتمكن من إخبار أهلها.
اختفت الفتاة في أحد أقبية النظام، حيث ذاقت ألواناً من العذاب، وتعرضت للتحقيق الذي رافقه تهديد بالاغتصاب وشتى أنواع الإهانات، دون أن يعلم بها أحد.
أما أهلها فقد بحثوا عن ابنتهم التي اختفت من بيتها طويلاً دون جدوى، وبدأت الألسن وخيالات سكان بلدتها تنسج القصص حول سبب اختفائها، وأنها هربت مع شاب من هنا أو هناك، أو أنها تشاجرت مع أهلها فتركت لهم البيت....إلخ.
أهل الفتاة الذين يعرفون ابنتهم وتربيتها وبساطتها لم يتركوا وسيلة أو مكاناً إلا وسألوا عن ابنتهم دون أن يجدوا جواباً شافياً، إلى أن جاءهم خبر عن وجودها في أحد الفروع الأمنية، وبدأت الواسطات والابتزاز، ودفع الأهل ما يمكنهم دفعه لإخراجها من ذلك الجحيم.
وبعد أكثر من شهرين اتصل أحد الأشخاص بالأهل ليخبرهم أن ابنتهم موجودة في أحد شوارع دمشق، وهي بحالة ذهول كامل، بقيت الفتاة عدة ساعات في الطريق وهي بحالة مزرية دون أن يجرؤ أحد على الاقتراب منها، حتى تمكن الأهل من الوصول إليها واصطحابها إلى البيت، وآثار التعذيب واضحة على جسدها وقدميها، بالإضافة إلى حالتها النفسية بالغة السوء مما أصاب أمها بصدمة صحية عند رؤية ابنتها بهذا الشكل نقلت على إثرها إلى أحد المشافي.
ومازالت "سناء" تعاني من آثار التعذيب الجسدي والنفسي، ومازال كل من يراها يتساءل متى سيتخلص السوريون من نظام بشار الأسد الظالم؟ وإلى متى ستستمر معاناتهم مع جرائمه التي يرتكبها أمام العالم كله؟. السورية نت

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top