يتعامل المجتمع الدولي مع سورية كمستعمرة روسية أمريكية إيرانية سعودية…….. وشعبها مغلوب على أمره فاقدين الإرادة والقرار..
حتى نظامها الذي فقد شرعيته لدى شعبه ومحافظ على شرعيته في المجلس الأمن لم يعد له أي إعتبار بعد أن إستلمت روسيا ملفه لتنوب عنه في أي حوار أو تسوية…
تذكرنا الحالة السورية بعهد الإستعمار والمؤتمرات التي كانت تُعْقَد في مرحلة بين الحربين العالميتين في النصف الأول من القرن العشرين لتقرير مصير الشعوب من دون مشاركة ممثليهم.. ونتيجة لتلك المؤتمرات تمت تشكيل دول وفرض خارطتها على الشعوب من دون الأخذ برأيهم.
فماذا ستكون نتيجة المؤتمرات الدولية ذات الشأن ولقاءاتها وحواراتها بغياب الشعب السوري غير زيادة الهم والغم ودفعه وإجباره على ترك البلاد للصوص والقتلة والمجرمين من النظام والإرهابيين؟
أم أن هناك خرائط تُخَطَطْ و تُرْسَمْ بعيداً عن الأنظار لفرضها على شعوب المنطقة كما يتكهن البعض من خلال تصريحات العديد من رجالات الدولة لتلك الدول التي تشارك في رسم القرار والسياسة في الشرق الأوسط, وعلى رأسها أمريكا وروسيا؟
فهل ما يجري هو لعنة القدر أم صفعة التاريخ لشعوب المنطقة كونها لم تأخذ من التاريخ عبراً ودروس؟
بالأمس كان اللقاء الرباعي في فينا النمساوية, وغداً الجمعة لقاء سداسي أو سباعي أو ثمانية الأطراف للبحث في الأزمة السورية.. وسيتم ذلك بغياب أهل القضية. وإن تم التوافق على سلم الأولويات لتحديد مسار الحل السياسي, فكيف سيكون التطبيق على الأرض؟ وكأن المتقاتلون هم بيادق تحركها تلك الدول وتملي عليها القرارات والمآلات وصنع الحالات من الذبح والتهجير والتدمير والتخريب والنهب والسلب والذبح والخطف…. لإجبار الشعب على القبول بما يملون عليه من القرارات وخارطة الطريق لإنهاء الإحتراب تلبية لمتطلبات مصالح تلك الدول بعيداً عن المسار الذي سلكه الشعب عند إنطلاقة ثورته من أجل الحرية والكرامة.
لكن الشعب, لماذا يبدو متهالكاً عاجزاً عن توحيد صفوفه ولملمة إرادته والتمسك بزمام الأمور وأخذ المبادرة ليكون صاحب القرار هوالشعب, ليقرر مصيره بنفسه مع مراعاة طبيعة المصالح التي يجب أن تُحافظَ عليها وفقاً للعهود والمواثيق الدولية.. كان من الأولى للشعب أن يبادر إلى طرح مشروع للحل بالتوافق والوفاق بين مكوناته العرقية والدينية والمذهبية لقطع الطريق أمام التدخلات الخارجية التي تعتمد على المذاهب والعروق المختلفة.. وكذلك أمام الألاعيب والتدابير والحيل التي يتبعها النظام لتشتيت الصف الوطني بين المكونات وإضعاف تلك المكونات من خلال إبعادها عن بعضها البعض.. من هنا يتسنى للأيدي الخارجية أيضاً أن تكون لاعباً قوياً لتحريك الحالة كما تقتضي مصالحها.
يبدو أن الحالة الإستعمارية لم تغيب عن فهم وثقافة شعوب المنطقة طوال مائة عام, ولم تستفد من التطور التاريخي للحالة الدولية والمجتمعية من خلال الإتكال على الدول الإستعمارية الكبيرة والتشتت بين المحاور كما واكبنا عهود الحرب الباردة التي شتتت الشعوب بين الشرق والغرب, إلى أن أوصلت الحالة إلى تشتيت عائلة واحدة ( منهم من ينتمي إلى الشرق الإشتراكي ومنهم من إنتمى الى الغرب الرأسمالي ) من دون الإهتمام بخصوصياتهم الجغرافية والتاريخية والمجتمعية (الثقافية والإقتصادية). فبدلاً من أن تتراكم التطور الثقافي لتلك الشعوب على قاعدة خصوصية كل شعب ومنها تؤسس لحالة توافقية وبناء المؤسسات بمفاهيم عناوينها العدالة والمساواة, فكانت التناقضات بين الشرق والغرب حاضرة بين كل السطور التي تثقفت عليها مجتمعنا الشرقي. لذلك بقينا مُسْتَعْمَرين نفسياً و أخلاقياً وعليه تم بناء الشخصية الشرقية منفصمة كحبة (الفاصوليا) إن نزعت القشرة سترى الجوهر شقين منفصمين.
فهل نعود إلى نقطة الصفر ونولي أمرنا إلى تلك الدول لتنوب عننا في عملية إقرار المصير لمستقبل منطقتنا وشعوبنا؟
سؤال كبير لم يعد ما يكفي من الوقت للجواب عليه… لنرى الأسابيع القادمة ماذا ستحمل لنا من مفاجآت أخرى.
أحمـــــد قاســـــم
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.