img

تعد الزراعة من أهم ركائز اقتصاد معظم دول العالم حتى الصناعية منها، وقد كانت سوريا من الدول العربية القليلة التي تتمتع بموسم زراعي جيد ومتنوع يدعم اقتصادها بشكل كبير، إلا أن الأوضاع السائدة أدت إلى حالة من التدهور في هذا القطاع الحيوي، والسؤال هنا، ما مدى تضرر القطاع الزراعي من الحرب الدائرة في سوريا منذ أعوام؟
يُجيب على هذا السؤال المهندس الزراعي عبد الباسط قدور فيقول:” لقد تسببت الظروف الراهنة بأضرار بالغة للقطاع الزراعي وتتعدد المسببات لذلك ومنها: قلة المياه اللازمة للري، أضف إلى ذلك الأمراض التي أصابت المحاصيل، وصعوبة توفير الأسمدة والأدوية اللازمة للمعالجة، مما تسبب في تلاف آلاف الدونمات المزروعة، الأمر الذي دفع بالكثير من المزارعين للعزوف عن الزراعة”.
وتقدر خسائر القطاع الزراعي في سوريا بأكثر من ملياري دولار منذ شهر آذار 2011، إضافة إلى تحول سوريا من الاكتفاء الذاتي إلى استيراد المحاصيل الرئيسية من إيران كالقمح، وذلك بسبب العجز في انتاج أهم محصول عند السوريين، وتقدر قيمة هذا العجز في عام 2015 بنحو 800 ألف طن حسب تقارير صادرة عن منظمات تابعة للأمم المتحدة، وكانت الحكومة السورية أعلنت العام الماضي أن إنتاج القمح بلغ 1.865 مليون طن، وهو بحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو” أدنى مستوى في 25 عاما.
إضافة إلى الأمراض والنقص في مياه الري، تعاني المحاصيل الزراعية من مصاعب أخرى، يتناولها أبو أحمد أحد المزارعين في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي فيقول:” تحولت معظم الأراضي الزراعية إلى ساحات حرب وقتال بين قوات الأسد والثوار، الأمر الذي سبب هلاك مئات الدونمات من المزروعات بسبب الحرائق أو تجريف هذه الأراضي من قبل الحواجز العسكرية القريبة.”
تقدر نسبة السوريين العاملين في مجال الزراعة أكثر من نصف السكان، ويتركزون في منطقة الجزيرة شمال شرق سوريا، ومنطقة حوران في الجنوب التي تعد أخصب الأراضي السورية.
إضافة إلى كل ما سبق، يعاني المزارعون من صعوبة تصريف محاصيلهم الزراعية، كما حصل مع أبو هشام الذي يقول :” في الماضي كنا نأخذ محصول الشمندر السكري إلى إحدى المدن التي يوجد فيها معمل إنتاج السكر, أما اليوم فإن مثل هذه المحاصيل الهامة اقتصادياً، أصبحت علفاً للحيوانات بسبب إغلاق معامل السكر، أو استحالة الوصول إليها بعد تقطيع أوصال البلاد، وارتفاع أجور النقل بشكل جنوني”.
أخيراً يمكن القول، إن سوريا تعيش حرب مدمرة على كافة الأصعدة، ولابد من التيقظ لمواجهة الأخطار القادمة، والعمل على إصلاح ما قد دمرته الآلة العسكرية.
المركز الصحفي السوري . محمد عنان

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top