فلاديمير بوتين وبشار الأسد ـ أرشيف
الأحد 27 سبتمبر / أيلول 2015
كشف الدبلوماسي السابق والباحث الروسي نيكولاي كوزانوف، عن أن موسكو "لا تثق كثيراً" ببشار الأسد إلا أنها "لم تجد بديلاً" يدفعها لتغييره على حد قوله.
وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" قال كوزانوف، في حوار نشرته الصحيفة أمس، واطلعت "السورية نت" عليه: "الروس يقاتلون ليس من أجل الأسد بل من أجل النظام".
وأضاف: "روسيا تعتقد أن القوى الأخرى في سورية غير جاهزة لأخذ زمام الأمور في البلاد وأن تضمن عدم تكرار السيناريو الليبي. لهذا وإلى حد ما فإن الروس يتملكهم هاجس احتمال تكرار السيناريو الليبي أو العراقي في سورية، فيؤدي انهيار هيكلية النظام إلى تدمير ما تبقى من البلد".
وتابع: "الروس قلقون من تزايد أعداد المقاتلين الأجانب والمجموعات المتطرفة التي تقاتل في سورية، إضافة إلى أن داعش لا يضم العدد الأكبر من المقاتلين الناطقين باللغة الروسية، لكن السلطات الروسية تعتقد أنه في حال سقوط نظام الأسد فإن هؤلاء سيعودون إلى الأراضي الروسية وينقلون الصراع إليها".
وأوضح كوزانوف وهو الآن زميل زائر في "تشاتهام هاوس" في لندن، وباحث غير مقيم في "مركز كارنيغي" في موسكو أن "بوتين يتبع مسارين. من جهة، يدرك الروس أن هناك حلاً وحيدًا للصراع وهو التفاوض، لذلك يريدون إطلاق هذه العملية بين النظام وبعض أطراف المعارضة انما حسب الشروط الروسية. لهذا هناك اتصالات مع هذه المعارضة والدول الراعية لها. من جهة أخرى، يدعم الروس النظام السوري بالأسلحة ليضمنوا أنه سيستمر الوقت اللازم لرؤية بدء هذه المفاوضات".
وتابع: "إن التحضيرات لبدء عملية المصالحة ستأخذ وقتاً طويلاً، ومن المهم للروس، أن يبقى النظام السوري على قيد الحياة خلال فترة الإعداد، كي يكون قادرًا على أن يكون جزءًا من الفترة الانتقالية المستقبلية".
وبيّن الدبلوماسي الروسي السابق أن الخطوط الحمراء الروسية للحل في سورية تشمل: المحافظة "على سورية ضمن حدودها المعروفة، لا تجزئة أو إنشاء عدة دول، (...) وأن سورية لن تكون مصدّراً للخبراء المتطرفين خصوصاً إلى الأراضي السوفياتية السابقة، وأن تمثل الحكومة الجديدة أوسع عدد من القوى السياسية وتبقى علمانية" مؤكداً أن روسيا "تريد المحافظة على وجودها السياسي والاقتصادي إلى حد ما".
وحول رؤيته لأسباب إقامة روسيا قواعد عسكرية جديدة في سورية، أوضح أنه يفضل أن يكون "حذراً في التعليق على الخطط الروسية التي يجري الحديث عنها، بكل تأكيد يمكننا الحديث عن حاجات البحرية الروسية في المتوسط، التي تتطلب نقطة إمداد بحرية، والقاعدة في طرطوس إذا أعيد بناؤها يمكن أن تلعب هذا الدور".
وقال: "متأكد من أن الروس لا يثقون بالأسد كثيراً، لكن في الوقت نفسه وحتى الآن، لم يجدوا بديلاً يدفعهم إلى تغييره" وبيّن أن الروس يرون أن "تغيير الأسد صعب، لأن سنوات الصراع الخمس، أوجدت هيكلاً عسكريًا غير رسمي في سورية من مجموعات تدين بالولاء الشخصي له، وإذا أخذنا الأسد من هذه المعادلة، فهذا لا يعني أن هذه الميليشيات ستكون مخلصة لمن سيخلفه".
وأضاف: "من جهة ثانية، يعتقد الروس أن الفترة الانتقالية يجب أن تكون حذرة وتدريجية حتى لا يتزعزع الوضع في البلاد (..) والروس يعتقدون أن سلطات الأسد يجب أن يتم تخفيضها تدريجياً لفتح المجال أمام الأطراف الأخرى في سورية، كما أن تغييره ممكن فقط عندما يضمنون أن البديل، أو من سيخلفه سيكون قادراً على السيطرة على الوضع".
وقال: "لا أرى على المدى القصير أي نجاح لمفاوضات، لأن هناك الكثير من القضايا التي سيناقشها الروس مع الأميركيين ومع دول مجلس التعاون الخليجي، (..) والروس سيكونون حازمين ورافضين لوجود المجموعات المسلحة".
وأوضح أن "الروس والإيرانيون ينطلقون بالاتجاه نفسه، ويحاولون حماية نظام الأسد. بالنسبة إلى الإيرانيين فإن استقرار الوضع في سورية وبدء التفاوض ما بين النظام والمعارضة هو حل، إنما ليس الحل الوحيد. لكن طالما أن الروس يأخذون في الاعتبار المصالح الإيرانية، وأن إيران جزء من عملية التفاوض، فلا اعتراض لدى طهران".
وأضاف: " المسلمون في روسيا يشكلون 20 في المائة من السكان وينتمون إلى المذهب السنّي وهذا يعني بالتالي أنه من غير الممكن إقامة أي تحالف قوي مع الدول الشيعية". وتابع: " أي محاولة لمواجهة الدول السنّية سيكون لها تأثير سلبي قوي على الوضع الداخلي" الروسي.
المصدر: 
صحيفة الشرق الأوسط ـ السورية نت

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top