img

بطريقةٍ لا تخلو من الشعور بالإنجاز، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، ، أن نحو 90 بالمائة من مخزونات الأسلحة الكيمياوية في العالم قد دُمِّرت، معتبرةً ذلك “مرحلة أساسية” في إطار تخليص العالم من هذا النوع من الأسلحة.
وتُشير التصريحات المُرفقة أنه قد تم تدمير نحو 63 ألف طن من الأسلحة الكيميائية المعلن عنها غالبيتها من روسيا والولايات المتحدة، بما في ذلك أيضًا نحو 1300 طن من الأسلحة الكيماوية التي سلمتها السلطات السورية.
تمامًا في عام 256 ق.م تم اكتشاف أول حالة مؤكدة عن استخدام الغاز السام لأول مرة بالعالم، حيث قام الفرس الذين مروا على سوريا بتاريخها القديم بإعداد فخّ كيماوي سقط فيه عشرون جنديًّا وفقدوا وعيهم بثوانٍ معدودات ليلفظ آخرهم أنفاسه في مدة لم تتجاوز الدقائق.
حدثت هذه الواقعة في مدينة “دورا-أوروبس” والتي كانت تقع في منطقة “الصالحية” في بادية الشام قرب مدينة دير الزور السورية، وكانت جزءًا من الإمبراطورية الرومانية آنذاك، في معركةٍ انتصر الفرسُ فيها وتم اكتشاف بقايا القتلى الرومان في قاعدة سور المدينة الموجود إلى الآن، ونقل بعض الهياكل العظمية لأولئك الجنود إلى “جامعة يال” الأمريكية لإجراء المزيد من الأبحاث عليها.
وهذه أول حالة معروفة لاستخدام الغاز السام في العالم يتم تأكيدها.. ولأن عاد السوريون ليشهدوا في القرن الواحد والعشرين مجزرة كيماوية راح ضحيتها الآلاف من السوريين حيث ففي شهر آب الأخير وثق المكتب الحقوقي لإتحاد تنسيقيات الثورة استخدام الغازات السامة ست مرات في سوريا حيث استخدم نظام الأسد قذائف تحوي غازات سامة في كل من جوبر و عربين و داريا “استهدافين” في ريف دمشق , والرستن في ريف حمص الشمالي , في حين استخدم تنظيم الدولة قذائف تحوي غاز سام في مارع بريف حلب.
وقال مدير المكتب الحقوقي لاتحاد تنسيقيات الثورة “منهل اليماني” أن عدد الشهداء جراء هذه الاستهدافات بلغ 8 أشخاص مصابيين، بينهم خمسة شهداء في الرستن، وشهيد في جوبر، وشهيد في عربين، وفي قصف تنظيم الدولة على مدينة مارع، قضت طفلة ويقدر عدد المصابين جراء الاستهدافات مجتمعة قرابة 108 ومن جانب آخر قام نظام الأسد باستهداف مدينة داريا خلال يومين باسطوانات متفجرة تحتوي على مادة النابالم الحارقة المحرمة دولياً بأكثر من 100 اسطوانة متفجرة، أدت لاشتعال حرائق ضخمة في المدينة استغرقت أكثر من أربعة أيام حتى تم اخمادها.
وأضاف “اليماني” أيضا أن نظام الأسد قام بالقاء صواريخ أرض أرض تحوي قنابل عنقودية على مدينة دوما في ريف دمشق و كل صاروخ يحتوي قرابة 10 قنابل عنقودية شديدة التدمير وذات رائحة كريهة انتشرت في مناطق واسعة من المدينة .
 وأشار “اليماني” إلى أن أعضاء مجلس الأمن قد صوتوا على مشروع قرار أمريكي يدين استخدام غاز الكلور في سوريا في تاريخ 6 آذار/2015 وهدد بفرض إجراءات تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة في حال عدم إحترام القرارات الأممية مستقبلا من قبل جميع الأطراف المتنازعة، حيث صادق 14 عضواً بينهم روسيا على القرار في حين امتنعت فنزويلا عن التصويت.
لا أمل للسوريين في المستقبل المنظور ولا يبدو الشعب السوري متفائلًا تجاه المعطيات الحالية في الصراع السوري، حيث صرّحت منظمات بأن حوالي 5.1 مليون سوري يعيشون في مناطق معرضة لمخاطر كبيرة من أسلحة شديدة التدمير بعضها لا ينفجر، وبالتالي سيشكل تهديدًا مميتًا لسنوات قادمة ومسألة الكيماوي ليست إلا رافدًا واحدًا من روافد المأساة لا يبدو الشعب السوري متفائلًا تجاه المعطيات الحالية في الصراع السوري، حيث صرّحت منظمة حقوقية بأن حوالي 5.1 مليون سوري يعيشون في مناطق معرضة لمخاطر كبيرة من أسلحة شديدة التدمير بعضها لا ينفجر، وبالتالي سيشكل تهديدًا مميتًا لسنوات قادمة ومسألة الكيماوي ليست إلا رافدًا واحدًا من روافد المأساة السورية.
المركز الصحفي السوري – خديجة المرعي

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top