سكان اللطامنة يلجؤون إلى الجبال لحماية أنفسهم من قصف قوات النظام
سبت 26 سبتمبر / أيلول 2015
حسام الجبلاوي - خاص السورية نت
رغم حالة الدمار الكبيرة التي لحقت بمدينة اللطامنة شمال محافظة حماه، بقي قسم من أهلها يواجهون صواريخ النظام وبراميله اليومية، يعينهم على ذلك جبال نحتوها بأيدهم وسكنوا داخل مغاراتها، وتحولت بفعلها المدينة القديمة إلى العصر البدائي، وبات حالها يشبه أول ساكن بها قبل نصف مليون عام.
ولا تختلف الظروف هنا عن الماضي فلا وجود لشبكات الكهرباء والماء والاتصالات، بل يصرف سكان المدينة جلّ وقتهم في تعقب الصهاريج التي تأتيهم من مناطق مجاورة، وفي الاستماع لقبضات الاتصال المحلية التي تنبههم لطلعات الطائرات الحربية من مطار حماه العسكري المجاور والتي لا بد لها أن تزورهم وترهبهم ببعض حمولتها.
وتشير الاحصائيات إلى ما يقارب من 1300 برميل وآلاف الصواريخ والقذائف التي  طالت المدينة وتسببت بهدم حوالي 75 بالمئة من أبينتها بشكل كلي وتضرر بعضها الآخر، حيث سجل في شهر حزيران الفائت بحسب "تجمع شباب اللطامنة"  107 برميل متفجر، و89 لغم بحري، و4 حاويات ضخمة  نتج عنها 17 شهيدا.
 ورغم كل ما سبق ما زال هناك بحسب المجلس المحلي لمدينة اللطامنة ما يقارب 7000 شخص من سكانها البالغ عددهم حوالي 30 ألف نسمة يسكنون ضمن المدينة .
وفي هذا السياق يشرح أبو محمود وهو أحد سكان اللطامنة سبب تحوّل الناس للمغارات وكيفية التعايش معها وتأمين احتياجاتهم الأخرى، حيث بدأت الفكرة  بحسب أبو محمود مع نزوح الناس بشكل كثيف، وأضاف لـ"السورية نت" "كنا نلجأ  للجبال المطلة على المدينة عند القصف، وبعد تهدّم معظم المنازل بقينا أيام في العراء ثم بدأت فكرة نحت الجبال وتصميم منازلنا بداخلها".
ولا ينكر أبو محمود الرجل الخمسيني و العامل في مجال البناء سابقاً صعوبة التنفيذ حيث تحتاج كل غرفة لأيام طويلة من العمل والجهد كبير، لكن وبعد نجاح عدة أسر في ذلك انتشرت الفكرة على نطاق واسع وأصبحت جبال المدينة مليئة بالمساكن داخل الجبال وكأنها مدينة كاملة وهذا ما وفر لهم شعورا بالأمن ورغبة في البقاء.
لم يقف الأمر عند بناء منازل بسيطة فحسب بل يعتبر مشفى اللطامنة الوحيد في المنطقة نموذجاً للإصرار على البقاء حيث بٌني على مدى شهور طويلة ضمن مغارة عميقة وبعدة غرف تخدم المدنيين والعسكريين على حد سواء وتقوم بعمليات جراحية .
ويخطط الكادر الطبي لتوسيعه اليوم، إذ يذكر الطبيب المسؤول عنه والذي رفض الكشف عن اسمه الصريح لضرورات امنية أنّ المشفى يخطط لافتتاح صيدلية مجانية، وقسم للمعالجة الفيزيائية، بالإضافة إلى مَخبر، على الرغم من أنه يعاني  من نقص  في المعدات مثل  جهاز قوسي للعظام، وأجهزة تثبيت للأطراف، وجهاز تحليل كيماوي، وأدوية الضغط والسكري وأدوية الأطفال.
ويأمل الكادر الطبي اليوم الذي يعمل على مدار الساعة مع البنّائيين الذين يقومون بتوسعته داخل الجبل أن يخدم قريبا جميع أهالي المنطقة ويكفيهم حاجتهم الطبية، خاصة بعد التصعيد الأخير على المنطقة والذي تركز بعد تحرير مطار أبو الضهور العسكري وخشية النظام من انتقال العمليات العسكرية لريف حماه الشمالي.
ولم تقف إرادة أهل اللطامنة بالحياة عند هذا الحد بل تم افتتاح مدرسة في المدينة أقيمت بنفس الاسلوب وطريقة البناء حيث من المقرر أن تتسع المدرسة لأطفال اللطامنة ممن لم تسنح لهم الفرصة بإكمال تعليمهم. ومن المقرر أن يتم تدريسهم على دفعات بسبب اقتصارها حاليا على عدد من الغرف.
يذكر أن مدينة اللطامنة الواقعة في ريف حماه الشمالي خرجت عن سيطرة النظام منذ نهاية العام 2012 وتعتبر خط جبهة مع قوات النظام وهي بعيدة عن مدينة حلفايا المقر الرئيسي لقوات الاسد حوالي 15 كم فقط وسابقاً تصدى أبناء المدينة لعشرات من محاولات الاقتحام باءت جميعها بالفشل.
المصدر: 
خاص - السورية نت

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top