لعبت وسائل الإعلام دورا في إيصال الحقيقة أو تشويهها فقد أصبح الإعلام سلاحا عصريا فعالا في تغطية مجريات الأحداث لحظة بلحظة وذلك لانتشار التكنولوجيا وسهولة وصول الناس لمواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة مايحدث حول العالم لحظة بلحظة.
الإعلام السوري منذ إنطلاق الثورة لم يستطع تقديم سوى بعض القصص المختلقة واتهام القنوات التي كانت تنقل بعضا من الحقيقة (المعارضة والمغرضة)وأنها سبب الأزمة التي تمر بها سوريا وتأكيد أن مايحدث على الأرض مجرد زوبعة إعلامية.
ونقلت صحيفة الحياة عن مراسل كان يعمل بالتلفزيون السوري إذ قال :”أنه منذ بداية الأزمة كان قد منع من القيادات العليا استخدام كلمتي “الحرية”و”الثورة” وأيضا ممنوع في الإعلام توجيه أي نقد إلى الرئيس أو القصر الجمهوري أو الأجهزة الأمنية والجيش بينما المديح مسموح بلا حدود”
وأضاف قائلا مع استمرار الثورة تطاولت الرقابة على أي تفصيل متعلق بالمناطق الثائرة حتى إن ذكر أي خبر أثري يقع ضمن منطقة ثائرة كان ممنوعا وكان ممنوعا أيضا تداول جملة “الثورة السورية”، وممنوع بالمطلق ذكر أي خبر عن الشهداء الذين يقتلهم النظام فالشهداء قتلهم المندسون ولاحقا صار كل متعاطف مع الثورة إرهابيا وبيئة حاضنة يستحق القتل .
مضى على الثورة أربع سنوات وأكثر ولم يستطع الإعلام السوري التابع للنظام من تغطية الحقيقة أو إعطاء الحرية للإعلاميين والصحفيين ،فالإعلام بالنسبة لهم مكرس لخدمة انتصاراتهم الوهمية على الأرض .
ونقلا عن موقع المركز الصحفي السوري فقد ذكر تعرض الإعلاميين السوريين التابعين للنظام إلى الإعتداء بالضرب من قبل عضو مجلس الشعب في الملتقى الدولي للتضامن مع عمال سوريا وشعبها في وجه الإرهاب، حيث مارس عضو مجلس الشعب إرهابه على المراسل “آدم الطريفي “دون خوف أو خجل من تواجد الحضور المشاركين في المؤتمر..
على الأرض في المناطق الثائرة كان أكثر جهاز له الفضل في إيصال صوت الثوار السلميين إلى العالم هو”الجوال” فقد كان وسيلة الإثبات الوحيدة التي من خلالها يتم تصوير المظاهرات وإرسالها بالبريد الإلكتروني للقنوات الكبرى لعرضها ،مع تغييب الإعلام السوري للحقيقة وحاجة الثائر السوري لإيصال الحقيقة خلقت العديد من الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية التي كانت تنقل الحقيقة من أرض الواقع ضمن إمكانيات متواضعة وعمل سري خوفا من الإعتقال من قبل النظام .
ونقلا عن ناشط في حلب “محمد الحلبي”حيث قال في بداية المظاهرات السلمية كان انتصارا لنا حين يتم تصوير المظاهرة وإرسالها إلى العربية أو الجزيرة ليتم عرضها وتكذيب قنوات النظام التي تدعي أنه لاشيء يحدث .
حيث تطورت أدوات الصحفيين لتواكب تطورات الأحداث بعد أن تحول الحراك مسلحا وقد رافق هذا التطور الكثير من الصعوبات والمخاطر وكان له أثر سلبي على الإعلاميين حيث أصبحوا عرضة لمخاطر شتى من قتل واستهداف مباشر إما من قبل النظام أو من خلال تغطية عسكرية لمعركة ما ،فقد صنفت منظمة مراسلون بلا حدود سوريا كأخطر البلدان على حرية الصحافة وذكرت أن عدد الإعلاميين الذين قتلوا في سوريا خلال الأربع أعوام الماضية قد بلغ 469 إعلامي منهم أكثر من 400 صحفي وناشط إعلامي قتلوا على يد النظام السوري ومنهم 30 على الأقل تحت التعذيب بينما تعرض 1030 إعلامي للخطف .
ونقلا عن الصحفي “أحمد الأحمد” فقد ذكر “أن هناك الكثير من السلبيات التي يعاني منها الإعلام الثوري أو البديل في سوريا فرغم تأسيس المنظمات والمؤسسات الإعلامية وإصدار عشرات المجلات والجرائد المطبوعة داخل سوريا ،لكن لكل منها رؤيتها وسياستها التحريرية وكثيرا ما تتضارب السياسات أو تتماهى مع طبيعة المنطقة التي تصدر فيها “.
في اسطنبول في 10أيلول 2015 اجتمع الصحفيين والإعلاميين للتوقيع على ميثاق شرف الذي يستند على المصداقية في المعلومة والمراعاة في التوازن والتزام استقلالية التغطية الاعلامية واحترام الحقيقة وحرية التعبير وذلك نظرا للدور الكبير الذي
يلعبه الإعلام في صناعة الرأي العام ويتطلع هذا الميثاق أن يحترم الإعلامي في ممارسة عمله المبادئ العامة الأساسية المعلن عنها في العهود والمواثييق والإعلانات الدولية والعربية وخاصة منها مايتعلق بحفظ كرامة الإنسان .
ثورة إعلامية تنافس الإعلام العالمي في نقل الحقيقة هذا مايطمح إليه الصحفي السوري ويسعى جاهدا إلى ذلك .
المركز الصحفي السوري – أماني العلي…
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.