مدخل مدينة الرحيبة بريف دمشق ـ أرشيف
الأربعاء 02 سبتمبر / أيلول 2015
مع بداية شهر سبتمبر/أيلول من العام 2013 أطلقت المعارضة السورية معركة ضد النظام تحت مسمى معركة "الخضوع لله" استمرت لثلاثة أيام متتالية استهدفت من خلالها قوات النظام المتمركزة في محيط مدينة الرحيبة الواقعة في القلمون الشرقي بريف دمشق.
وبحسب ناشطين فإن طائرات النظام كانت تحلق فوق سماء المدينة وتلقي بالصواريخ على المدنيين مع قصف مدفعي وصاروخي من مقر الفرقة الثالثة في مدينة القطيفة ومن الفوج 14 واللواءين 65 و64 القريبين من المدينة بمعدل 4 إلى 6 قذائف في الدقيقة الواحدة، ما خلف أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين ودماراً كبيراً في المنازل السكنية.
وفي تصريح خاص لـ"السورية نت " قال الناشط الإعلامي خالد القلموني، إن "بداية شهر أيلول 2013 شكلت لحظة فارقة في تاريخ الثورة في عموم القلمون الشرقي، حيث شارك في العملية مئات الشبان من أبناء المنطقة خصوصاً من مدينة الرحيبة والضمير وجيرود الذين انضموا إلى جيش الإسلام، واكتسب هؤلاء الشباب خبرة كبيرة بعد معاركهم الطاحنة ضد قوات الأسد في الغوطة الشرقية وأظهروا شجاعة فذة في معارك تحرير زملكا وجوبر وعربين وحرستا وغيرها".
وأشار إلى أن "الهجوم الأعنف في معركة الخضوع لله كان على اللواء 81 مدرعات، الواقع على مدخل مدينة الرحيبة وهو المسئول عن عمليات القصف التي كانت تشهدها مدن وبلدات الغوطة الشرقية ناهيك عن حملات الاعتقالات التعسفية التي كانت تمارسها عناصره بحق أبناء المنطقة، وبالتزامن مع هذا الهجوم قامت بعض التشكيلات التابعة للمجلس العسكري بضرب حواجز موزعة على طريق العطنة الناصرية ".
ونوه القلموني بخسائر قوات الأسد في تلك المعركة، حيث "كانت كبيرة جداً وبلغ عدد قتلاه ما يقارب 200 عنصراً بينهم ثلاث ضباط برتبة عميد ركن واستطاع جيش الإسلام السيطرة على ثلاث دبابات T72 وعربتي bmb وعربة شيلكا وآليات أخرى بالإضافة لكمية كبيرة من الأسلحة والذخائر، كما تم تحرير عدة حواجز وقطع عسكرية أهمها كتيبة الدفاع الجوي 1099 ومستودعات الوقود الملاصقة لها في الجانب الشرقي من المدينة الذي أصبح سالكاً باتجاه منطقة البترا حيث مقرات المعارضة السورية".
عشرات الشهداء
وفي السياق قال بديع وهو ممرض سابق في أحد مشافي النظام متحدثاً عن ذكرياته حول تلك المعركة لـ"السورية نت": "كان اتصالنا مع العالم الخارجي صعب جداً في ظل انقطاع شبكة الاتصالات الأرضية والجوال، و سرعان ما غصت نقاط المكتب الطبي المُنشأ حديثاً بعشرات الجرحى والمصابين نتيجة القصف العنيف ".
وأضاف بأن "معظم المسعفين كانوا عبارة عن متطوعين قليلي الخبرة، وكون المدينة تعاني من حصار سابق فإن جميع تجهيزاتنا ومستلزماتنا الإسعافية بمجملها لم تكن لتغطي تلك الأعداد الكبيرة من المصابين والجرحى" .
ولفت إلى أن "أعداد الشهداء الذين تم توثيقهم بلغ أكثر من 86 شهيداً أكثر من نصفهم مدنيين من نساء وأطفال، أما عناصر الجيش الحر فلم نستطع الحصول على جثثهم إلا بعد أسبوع واحد من خلال عملية تبادل مع جثث قوات الأسد".
مشيراً إلى أن "مشاهد القتل كانت صادمة كما أنها المرة الأولى في تاريخ المدينة التي تشهد مقابر دفن جماعية".
أما عمر وهو شاب ثلاثيني كان متجهاً لمساعدة جيرانه في نقل أطفال الحي إلى مكان أكثر أمناً، لكن ولسوء حظه سقطت إحدى القذائف بالقرب منه فأفقدته قدمه اليسرى والتي كان بالإمكان علاجها لو توفرت التجهيزات الطبية اللازمة، أو أن النظام سمح له بالخروج للعلاج في إحدى المستشفيات.
من جهته لا يزال حسن يذكر بحزن شديد زوجته الحامل التي أصابتها رصاصة قناص تابع لقوات الأسد وذلك على بعد أمتار قليلة من باب الملجأ حيث أسقطتها ميتة مع جنينها الذي لم يرى النور بعد.
الجدير بالذكر أن نظام الأسد يحاصر مدينة الرحيبة التي تسيطر عليها قوات المعارضة من خلال ثلاثة حواجز متمركزة على الطرق الرئيسية التي تصلها بغيرها من مدن وبلدات القلمون، وهي مدعمة بعشرات العناصر وبسواتر ترابية ومضادات جوية بالإضافة إلى دبابات وعربات مصفحة لنقل الجند، وتقوم قواته بتفتيش الداخل والخارج من البلدة، وتم اعتقال عدد كبير من أبناء البلد بحجج مختلفة أثناء مرورهم بتلك الحواجز، ويعتبر حاجز المساكن الواقع على طريق القطيفة من أسوأ حواجز ريف دمشق.
المصدر: 
خاص ـ السورية نت

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top