كلمة العدد 102 من الجريدة المركزية لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD
في الآونة الأخيرة بات الجسم المتداعِ الذي يعرف بالمجلس الوطني الكردي في سوريا قاذفاً نوعياً بالبيانات التي تهجم من خلالها على حزب الشهداء حزب الاتحاد الديمقراطي، ولن نكون من المخطئين بأن هذا الهجوم الأرعن باتت معروفة مقاصدها ومعروفة لدى الجميع من يقف ورائها ومن يمولها، سيّما بأن المتبقي ما يعرف بالمجلس الكردي وبحجم ضعفه بات متسلطَاً ومداراً أمره من قبل حزب أو حزبين، وغالبية المجموعات الحزبية المنخرطة لا تملك سوى رفع الأصبع وأحياناً كثيرة التصفيق. كما أنه ليس من الغريب أن ينحو هذا الجسم الآيل إلى التبخر سياسة العداء لنهج الشهداء ولمكتسبات الثورة وللقفزة الكبيرة التي خطتها الإدارة الذاتية الديمقراطية في مجال الدبلوماسية العالمية؛ في الوقت التي باتت كل الأبواب مشرعة في وجه هذه الإدارة ومرحبة بها من قبل المعنيين وغير المعنيين بالملف السوري.
المجلس الجالس؛ في آونته الأخيرة يلفق على طريقته الوحيدة والمعهودة به بأن حزبنا من يقف وراء الهجرة التي تشهدها مكونات روج آفا، وفي الوقت نفسه يزيد شركائه في المتبقي من الائتلاف ومن قبل جناحه المهيمن تلفيقاً ونفاقاً ويصف مشاهد التحرير التي شهدتها الكثير من المناطق في شمال الوطن السوري / روج آفا بأنها تهجير للمكونات غير الكردية!!
وفي الحقيقة كلاهما قاصران مسيئان لأي حل متوقع للأزمة السورية، وكلاهما مؤتمران بأوامر الماورائيين وفي مقدمتهم تركيا الأردوغانية وسلطانها الرهيب الذي يقف هذه اللحظات في أعلى مراحل الحقد والعداء لقضية الشعب السوري في الحرية والتغيير، وفي الوقت عينه يقف معادياً للعلاقات التاريخية لشعوب الشرق الأوسط: الكرد والعرب والترك والفرس والسريان الآشور والأرمن والتركمان وغيرهم. الانتقال الذي تشهده سوريا مثلما المغادرة التي تشهدها روج آفا، وهي ظاهرة معتلة رغم أنها وقتية وأن غالبية الذين غادروا وعلقوا في مخيمات الجوار سيعودون؛ لكن من المؤكد أن الذاكرة ليست مثقوبة وأن السبب الأساس في هذه الظاهرة؛ الهجرة؛ المغادرة تتحمله أحزاب المجلس الوطني حينما عقدوا عشرات بل مئات الندوات لجمهرتهم ومارسوا الاساءة بحق القضية وبحق الشعب وحضوا على الهجرة ومارسوا البروبوغاندا الحية المعادية وبالتالي خلق عدم الثقة وتحت مسميات ومزاعم وأضاليل كثيرة فمرة بأن التنظيمات الإرهابية ستغزو المنطقة، وتارة بأن النظام سيقصف مناطقنا بالبراميل. إن المجلس المتداع وحده يعلم حجم الوعود المزيفة التي وعد بها إزاء الخروج من روج آفا، ومع الأسف الكثير خرجوا – فقط- كي لا يلبوا واجب الحماية الذاتية. ومن المؤكد بأن تركيا الأردوغانية ومن معها ساهمت بمثل هذا المشهد الضار؛ واليوم نرى عصابات مدعومة من قبلها تدير وتحت إشراف الاستخبارات التركية عملية استسهال المغادرة.
إننا نطلب مرة أخرى أن يعود جميع من غادر ولنقتسم معاً الخبز ورشفة الماء، ونستنشق نسمة الحرية التي انتظرها جميع الكرد وجميع المكونات، وأوقاتنا وبالرغم من صعوبة بعض تفاصيلها إلا أنها الثورة وأنها الحرية التي نعيشها.
إنه الوطن…إنها الشخصية؛ الوطن باق والشخصية هي التي تغادر وتهاجر أوطانها.

خبر24 نت

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top