المركز الصحفي السوري
محمد عنان 15/8/2015 تعود إلى الواجهة هذه الأيام استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية, وهذا ما أكدته مجموعة من الدفاع المدني في مدينة داريا بالقرب من العاصمة دمشق. وتأتي هذه الاتهامات بعد أسبوع من صدور قرار من مجلس الأمن يقضي بإجراء تحقيق لتحديد مستخدمي الأسلحة الكيماوية في سوريا. هذا وقد شهدت الأيام الأخيرة زيادة في عدد الهجمات الكيماوية، إضافة إلى قصف جوي عنيف طال أغلب المدن والمناطق السورية.
إذا ثبت ذلك، فإنه سيكون الاستخدام الثاني لمادة النابالم الحارقة، فقد شهد فريق BBC في عالم 2012 هجوم يشبه هجوم النابالم على مدرسة في محافظة حلب في شمال سوريا. ومعظم المراقبين للشأن السوري يتهمون النظام باستخدام هذا النوع من الأسلحة، كونه الوحيد الذي يمتلكها، إضافة إلى أنها تُستخدم ضد معارضيه.
ويأتي هذا الهجوم بعد حوالي سنتين من هجوم على الغوطة بدمشق أٌستخدم فيه النطام غاز السارين، وذهب ضحية هذا الهجوم حوالي الألف شخص معظمهم من الأطفال والنساء، وكاد أن يتسبب في ضربات جوية لنظام دمشق.
وذكر ناشطون يعملون لصالح الدفاع المدني في مدينة داريا، “ان النظام ألقى أربعة براميل متفجرة تحتوي على مادة النابالم الحارقة على حي شركة الكهرباء بعد ظهر يوم الثلاثاء الماضي، مما تسبب في حرائق ضخمة لم يستطع فريق الدفاع المدني السيطرة عليها حتى صباح يوم الأربعاء.”
في حين ذكر المركز الإعلامي لمدينة داريا، إن الحرائق امتدت إلى مناطق مدنية داخل وخارج المدينة، وإن الإصابات كانت محدودة نتيجة هروب معظم الأهالي إلى الملاجئ عند بدأ الهجمات.
يقول السيد “أبو سليمان” وهو أسم مستعار لقائد فريق الدفاع المدني في مدينة داريا:” لقد تمت معالجة المصابين على ضوء الحرائق الضخمة التي وقف فريق الدفاع المدني عاجزاً عن إخمادها والتعامل معها”، ويضيف أبو سليمان قائلاً:” لقد تم جمع بعض العينات التي تثبت استخدام النظام لمادة النابالم”.
ويأتي هذا الهجوم ضمن حملة النظام لاستعادة المدينة من أيدي قوات المعارضة المسلحة، والتي تسيطر على المدينة منذ عامين. وقد أظهرت لقطات نُشرت على الانترنت، حجم الدمار وأعمدة الدخان الكثيف، إضافة إلى اللون الأسود الذي يغطي جميع واجهات المباني المحيطة بمكان الحريق.
وقال “هاميش دي بريتون غوردون “القائد السابق لفريق الكيماويات في بريطانيا إن اللقطات تؤكد حدوث هجوم بقنابل النابالم الحارقة، وأن استخدام هذا النوع من الأسلحة يدل على ازدياد الضغط العسكري الذي يواجهه الأسد، وخصوصاُ بعد قرار إدانة استخدام غاز الكلور، والذي جاء بعد تأييد من روسيا أكبر الداعمين له”.
النابالم هو سلاح حارق، يضم في مكوناته كلاً من الوقود ومادة لاصقة تلتصق بالجسم عند ملامسته، ويعد من الأسلحة المحرمة دولياً، حيث نص البند الثالث من اتفاقية الأسلحة الكيماوية على تحريم استخدام الأسلحة الحارقة ضد أهداف مدنية أو عسكرية تحيط بها تجمعات مدنية. ويقول أحد شهود العيان إن الناس قد اعتادوا على مثل هذه الأمور وينددون في الوقت ذاته بصمت المجتمع الدولي جراء ما يحدث من جرائم بحقهم. تتنوع الأسلحة في سوريا والمتضرر واحد، وهو الشعب السوري الأعزل الذي تُرك وحيدا ليواجه كافة أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دولياً، في ظل صمتٍ عربيٍ ودوليٍ مريب. |
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.