اعتبرت مصادر أمنية لبنانية أن الجانب الأهم في توقيف السعودي أحمد إبراهيم المغسل في بيروت ثم تسليمه إلى الرياض، يكمن في توقيت العملية.
وأشارت إلى أن المغسل المطلوب الأول في جريمة تفجير الخبر في منتصف العام 1996، ظلّ طوال تسعة عشر عاما يتنقل بحرّية بين بيروت وطهران وذلك بحماية إيرانية – سورية مباشرة وعن طريق حزب الله.
ولاحظت أن عملية توقيف المغسل، زعيم “حزب الله ـ الحجاز” والمطلوب من السلطات الأميركية (مكتب التحقيق الفيدرالي) ما كانت لتحصل دون غض طرف إيراني، وذلك في ظلّ تحكّم حزب الله في الوضع الأمني في لبنان، خصوصا في مطار رفيق الحريري في بيروت الواقع في محاذاة الضاحية الجنوبية.
وتعتبر الضاحية من “المربعات الأمنية” لحزب الله الذي يوصف بأنّه العين الساهرة لإيران في لبنان.
وتساءلت المصادر ذاتها “هل هي صدفة أن يكون المغسل أوقف في بيروت وسلّم إلى السعودية بعد أيام من توقيع الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة الخمسة زائد واحد؟”.
وأوضحت أن الهدف من توقيف المواطن السعودي في بيروت هو إظهار إيران للأميركيين جديتها في المشاركة في الحرب على الإرهاب، خصوصا أن معظم قتلى تفجير الخبر كانوا مواطنين أميركيين يعملون في السعودية.
وكشف المصدر الأمني اللبناني معلومات تمتلكها السعودية عن أن الإعداد لتفجير الخبر في 1996، كان في مزار الست زينب الشيعي في إحدى ضواحي دمشق.
وأشرف على التنسيق بين المجموعات التي شاركت في العملية الإرهابية عماد مغنية الذي كان مسؤولا عن العمليات الخارجية لحزب الله. وقتل مغنية في انفجار غامض وقع في إحدى ضواحي دمشق في فبراير من العام 2008. ومنذ انفجار الخبر، تطالب السعودية إيران بتسليمها المغسل، لكن السلطات الإيرانية تنفي وجوده لديها.موقف إيراني جديد من الإرهاب بتسليم أحمد المغسل
وذكر المصدر الأمني اللبناني أن أهمّ ما في عملية الخبر كان التنسيق القائم بين مجموعات إرهابية سنّية مثل تنظيم القاعدة وأخرى شيعية، وذلك بإشراف إيراني مباشر أو عبر حزب الله.
وجاء الإعلان عن تسلم السعودية المغسل في وقت بثّ تلفزيون “المنار” التابع لحزب الله حديثا مع الرئيس السوري بشّار الأسد أبدى فيه استعداده ليكون طرفا في الحرب على الإرهاب. وبدا الحديث لمراقبين سياسيين في بيروت محاولة مكشوفة لتبييض صفحة النظام السوري وإظهاره في مظهر الشريك في الحرب على الإرهاب.
وخلص المراقبون السياسيون في بيروت إلى التساؤل عن مدى جدّية إيران في الذهاب بعيدا في المشاركة في الحرب على الإرهاب، وما إذا كان تسليم المغسل حدثا معزولا يستهدف فقط طمأنة الأميركيين إلى استعداد طهران لتغيير جلدها بعد توقيع الاتفاق النووي؟
وكان قاض اتحادي أميركي أمر في 2006 إيران بدفع تعويضات قدرها 254 مليون دولار لعائلات 17 جنديا أميركيا قتلوا في الهجوم.
وتضمن الحكم الذي جاء في 209 من الصفحات أن الصهريج المفخخ الذي استخدم في الهجوم تم تجهيزه في قاعدة في سهل البقاع اللبناني تابعة لحزب الله والحرس الثوري الإيراني وذكر أن الهجوم نال موافقة الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي.
العرب
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.