عصابات المافيا التي تتصارع دائما ما توقع ضحايا من الطرفيين هذه هي عواقب اللعب مع الشياطين ولكن ذاك لم يحصل في بلدي عندما بدأت اوراق التوت تخسف عن سوءة الجماعة الحاكمة، نظام يتهاوى اطراف بنيانه وعندما تحين ساعة رحيل كل واحد منهم من وجهة نظرهم، لا داعي لأن تؤلف سيناريوهات يا شعبي العظيم، فأنت عند اشهر الدارسين في هذا المجال،
قبل سنوات وعندما قرر(العراب الكبير )في النظام الخلاص ممن يؤرقون سيادته ما كان منه إلا أن يرمي بأحد رجالاته ليتصدر الأخبار القومية بانتحاره،وانتشرت رائحة انتحار (الزعبي) في شقته في مدينة دمشق، بخمس رصاصات في رأسه، ومنهم من قال عشر رصاصات، إذا فمنتحرا هنا كان مصرا على قتل نفسه فبالغ بعدد رصاصاته!!!
لم تقتصر مؤامرات مافيا سوريا هنا،فعندما استلم(العراب الصغير)سدة الحكم المحكم طفا خائن جديد كان عميلا وخائنا و(قليل بايقة)حسب رأيهم عندما رفض بعض سياسات بشار وخرج عن طاعته، عبد الحليم خدام نائب الرئيس في عهد الأب الذي نجا وفر هاربا من نظامه الذي تربى وكبر وشاخ على يديه، قالباً طاولة قمار اسرار نظام كان من أحد أكبر محركيه، ومعترفا باغتيالات في سوريا ولبنان وتدخل بشار المباشر في قتل الرئيس(رفيق الحريري) والذي أكتشف فجأة ان بشار ديكتوريا عاتيا متناسيا أباه الذي أغرق سوريا بالمؤامرات والقتل والاعتقالات وارتكاب مجازر راح ضحيتها مئات الألوف في حما التي طوي ملفها سنينا طويلة دون ان يقض مضجعه ما حدث بها، والذي انشق عن الطاعة حاملا معه حقيبة من الوشوشات والأحداث والطبخات السياسية التي ما لبثت ان فضحت الخارج والمخروج عنه!!!
بنفس القصة المحبوكة تأتينا حركة البيدق الجديد (غازي كنعان) ابو يعرب الذي كان تمساح القاع الذي يتنقل بين لبنان وسوريا مقلبا قراراته بين هنا وهناك ورجلاً عرف بقبضته التي أحكمت على الكثير من القرارات في لبنان وسوريا على حد سواء، والذي أصبح عبئا ثقيلا فتراكمت الدسائس وأصبح (كرتا)محروقا، حيث توجه إلى مكتبه لتعود لنا قصة انتحار مسؤول جديد تحت عباءة نظام مخابراتي دون توضيح أي سبب، ولا أي ملابسات، لان الميت لا تجوز عليه إلا الرحمة !!
في الحقيقة لم يعد مهما أن يعرف الملأ أن الحكاية مجرد سيناريو محبوك يكفي أن تشاهد وتقول ما تقول صدقت أم لم تصدق فدراما النظام اخذت دبلومها من أفلام هوليوود ولم يعد هناك فرق أن تقتل أحدهم بعشرين رصاصة وخمسين قنبلة وتسعين آر بي جيه ويظل حيا، فالواقع هنا أن النظام يختار من وكيف وأين ستجري كل ملابسات المشهد وفي فترة ليست ببعيدة يظهر لنا رجلا كان الآكل والشارب والنائم في حضن النظام وكان الزارع والراعي والحاصد لكل عملية و(خبصة)تجري بعلم بشار والأسرة العتيدة،فتظهر وقائع غريبة ولكنها ليست ببعيدة عن نظامنا الآتي من المريخ، رستم غزالة الذي دخل مشفى الشامي وأقام فيها دون إيضاح أي معلومة عن أسباب الحجر عليه!!!
ولكن رائحة الطبخة هذه المرة أيضا فاحت وتكشفت بعض خباياها بأن إقامته جبرية،وأن الأوامر جاءت بتصفيته بأسلوب جديد عندما عزل منصبه وظهر فجأة انه لايصلح ليكون رجلا من هذا الزمن!!وأدخل مريضا بمرض لا يعرف له دواء لنعرف بعدها انه أخذ إبرة من نوع خاص لتتلف الأعصاب وترمي بصاحبها بجوار رفاقه تحت الارض ولنقول من جديد (حتى انت يارستم)!!
إذا فهذا رقص الحبارى، وهذه هي مناحرات الذئاب والوحوش،البقاء دائما فيها للأقوى ولا شيء يعلو على (الراس الكبيرة) فعند الشعور بأدنى خطر، أو حتى إزعاج بسيط وبكبسة زر يصدر آمرا بوضع الكل في بوتقة انصهار ليذوبوا في مصلحة واحدة وجلية هي أن البقاء فقط للعراب الذي له الف يد وألف رجل ولايهم قطع أحدها لأن غيرها سينبت من جديد عندما يريد هي مافيا لا تأمن لأحد ولا تنام لتدير ظهرها لعدو ولا قريب، فالكل سواسية والكل هنا يحمل وردة بيده ويخبئ سكينا خلف ظهره، ويستطيع أن ينام وسط بحرا من الخيانات!!
المركز الصحفي السوري – زهرة محمد
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.