img

عبد الناصر عيّاد، قائد سابق في سلاح الجو السوري، يبلغ من العمر 40 عامًا، انشّق عن النظام في عام 2009 بعد 13 عامًا من الخدمة. أمّا الآن، يعمل كخبير عسكري بعد أن حصل على اللجوء في فرنسا، ويتابع كذلك ملفّ الأسلحة الكيميائية السورية منذ عامين وهجوم 21 أغسطس 2013 الّذي أسفر عن مقتل 1400 شخص في الغوطة.
ما الّذي نعرفه عن الغارة بالسلاح الكيماوي يوم 21 أغسطس 2013؟
تمّت الإشارة إلى جميع التفاصيل ووصفها والتحقّق منها من قبل مفتّشي الأمم المتّحدة بالإضافة إلى المحققين التابعين للمنظمات غير الحكومية المعروفة الّذين استندوا إلى شهادات الضحايا والأطباء على الميدان. ففي الليلة الفاصلة بين 20 و21 أغسطس، بداية من الساعة الثالثة فجرًا، أطلقت عشرات القذائف (330 مم) وصواريخ “أرض-أرض” سوفياتية الصنع المحملة بغاز السارين السائل على العديد من البلدات في ضواحي دمشق الخاضعة لسيطرة المعارضة. وأصيبت الآلاف من الأسر بينما كانت نائمة.
بدلًا من محاسبة الضحايا، التزم المجتمع الدولي فقط بإلغاء سلاح الجريمة من خلال اتّفاق حول تزويد الترسانة الكيميائية السورية. إنّ النظام يدين ببقائه صامدًا لمدّة سنتين إلى جريمته.
لماذا قرّر النظام تخطّي الخط الأحمر الذي رسمه أوباما؟
كانت القوّات في وضع سيئ آنذاك، وكانت الجماعات الثورية تجسّد إلى هجوم كبير على دمشق؛ وبالتالي كان اللجوء إلى الأسلحة الكيماوية لكسر المعارضة والتسبّب في صدمة عالمية لإعادة توزيع الأوراق. وبطبيعة الحال، قد كان الروس على علم بالموضوع قبل الضربة باعتبار أنّه من الضروري الردّ على تصرّف حليفهم أمام المجتمع الدولي وأنّهم أوّل من زوّد الجيش السوري بالقدرات الكيميائية.
كيف تفسر الاتّفاق الروسي الأمريكي الّذي أتى في حين أنّ الضربات الغربية كانت وشيكة؟
هذه ثمرة الابتزاز الشيطاني الّذي يمارسه نظام الأسد مع مناورة الروس. فمن خلال الإعلان عن امتلاكه لترسانة كيماوية وأنّها مستعدة للتدمير، ربح على جميع الأصعدة؛ فهذا يعني في البداية أنّ من دونه ستسقط المواد السامة الموزّعة على الأراضي السورية في يد جميع الأطراف غير المسؤولة، وحصل أيضًا على شرعية من خلال التوقيع على اتّفاق دولي؛ وبالتالي استعاد السيطرة على أراض من خلال الاستخدام المكثّف للأسلحة غير المحظورة مثل براميل التي إن تي. وفي الآن نفسه، خسرت المعارضة مصداقيتها؛ حيث تجزّأت القوّات وشهدنا ظهور تنظيم الدولة الإسلامية.
اليوم، تعود مسألة الأسلحة الكيماوية للظهور من جديد بعد الهجوم مؤخرًا بالكلور. ومن المتوقّع أن يُجرى تحقيق دولي. هل هذه دعوة للتدارك؟
بل يمكن أن تكون فرصة كبيرة للمساومة؛ فعلى عكس غاز السارين أو الخردل الّذي يمتلكه فقط الجيش السوري، الكلور -الّذي لديه استخدامات أخرى غير العسكرية- متوفّر في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. ولئن كان استخدامه مؤخرًا في البراميل الملقاة من طائرات الهليكوبتر التابعة للنظام على حلب موثّقًا فإنّ من الممكن التفكير في استخدامه من قبل بعض قوّات المعارضة.
ترجمة: صحيفة التقرير

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top