بعد إفلاسه أمام الإرادة الشعبية التي تلح على الكرامة والحرية وترفض الرضوخ , قام النظام السوري بداية بالقصف الممنهج للسكان الآمنين , بالصواريخ البالستيه والثقيلة , بالقنابل العنقودية والفراغية , واستخدامه لمختلف انواع الاسلحة , المباحة والغير مباحه , مرورا بحصار الجوع والإبادات الجماعية , وقصف المدارس والمشافي الميدانية , وصولا لاستخدام السلاح الكيماوي , حيث اكد انه اكثر نازية من سلفه هتلر, الذي كان أول من أستخدم الكيماوي في حروبه , لكن الفارق هتلر قد إستخدمها ضد اعدائه ام النظام السوري فقد استخدمها على شعبه.
صادف يوم امس ذكرى مرور عامين على مجزرة الغوطه , والتي وثق لها المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قرابة 1300 شخص قتلوا , وغالبيتهم أطفال ونساء , بالغازات السامة , تحت أعين المراقبين الدوليين وأثناء تواجدهم في سوريا للتحقيق في إستخدام الكيماوي , وتواطؤ المجتمع الدولي بصمته , مباركاً مجازر النظام الأسدي , وكل ما يقال عن الخطوط الحمراء إنما هو كذبه سياسيه , يكشفها موت الآف السوريين على مرأى ومسمع من العالم .
لم تكن المرة الأولى , فقد وثقت منظمات حقوقية إستخدام النظام للكيماوي في 15 منطقة مختلفة في سوريا ؛ في حين تم استخدام غاز الكلور السام في 86 منطقة في عموم سوريا.
مع العلم أن الأسلحة الكيماوية هي الثالثة من مجموعة المحرمات الدولية, التي تسمى بأسلحة الدمار الشامل , ذلك بموجب قرار 2209 عام 1925 و يعاقب عليها القانون كجرائم حرب حتى لو بعد سنين طويلة والتي تناولتها أمهات كتب حقوق الانسان .
وفي لقاء مع مروان حجو الرفاعي , عضو مجلس في الائتلاف الوطني على العربية , مؤكداً على ترهل الموقف الدولي قائلاً (( أن مجلس الأمن الدولي الذي تبنى قرار 2235, بتشكيل لجنة تحقيق حول إستخدام الكيماوي , والتي إكتفت بإستلام سلاح الجريمة ولم تحرك ساكن )) على الرغم من تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش بعد 20 يوماً على حدوث الهجوم ؛ قالت أن لديها أدلة تشير بقوة إلي أن هجوماً بغاز سام على مقاتلين من المعارضة السورية نفذته قوات الحكومة السورية ؛ وأنها توصلت إلى تلك النتيجة بعد تحليل روايات شهود ومعلومات عن المصدر المرجح للهجمات وبقايا للأسلحة التي استخدمت وسجلات طبية للضحايا.
حدثتنا نسرين من ريف إدلب قالت: ( لن أنسى هذا اليوم , كنت عند اختي التي أنجبت منذ 20 يوم طفلتها ريم , وعندها سمعنا صوت القذائف الذي بدانا نعتاده , هرعنا أنا واختي نحمل الأطفال إلى قبو البيت , وفجأة سمعنا صوتـاً جديداً من القذائف لم نعهده , وماهي الإ دقائق, بدانا نشعر بضيق تنفس لم نعد نحتمله , واخذ الجميع بالسعال , تغير وجه الوليده ريم بين يدي , واخذت ترتعش , فما كان منا إلأ أن أسرعنا بالخروج لنستنشق الهواء , عندها رأينا الكثير من الناس بعضهم يختلج , والبعض الأخر يزبد , أدركنا أن هناك خطب ما, فأخذنا نركض نحو المركز الطبي وعندما وصلنا إلى المركز ركضت أصرخ : الطفلة الطفلة , إنتشلها المسعفين من بين يدي , وماهي إلأ ثانية… أُغرقت عيناها بالدموع ولم تعد تستطيع أن تكمل … ماتت ريم قبل أن تكمل شهرها اللأول)
الدكتور مضر طبيب بإحدى المشافي الميدانية بإدلب , حدثنا أن حالات الأطفال هي الأكثر صعوبة , بسبب عدم قدرة الطفل على تنفيذ ما يطلبه منه الطبيب , وأشار إلى أن تضيق حدقة العين والعجز عن الرؤية هما أول أعراض استنشاق الغاز السام، لتتطور الحالة إلى الاختناق والاختلاج واكد أنه غاز السارين،
بحسب معهد الأبحاث الأستراتيجي بباريس , كانت سوريا تطور ترسانتها الكيميائية منذ سبعينات القرن الماضي , وأن السلاح الكيماوي يوازي قوة رد للبرنامج النوي الاسرائيلي .
كما أكد الإختصاصي الفرنسي في التسليح الكيميائي اولفيه اوباك على قناة الجزيرة ( أن السوريبن يملكون ترسانه كيميائية كبيرة , فقد نجحوا بدمج مركبات الفوسفور والكربون ليصيح من اشد الاسلحة الكيميائية تسميم , كذلك غاز السارين, وغاز الخردل ,والبي اكس , والتابون )
مع العلم أن هناك غياب للمعلومات الدقيقة حول الترسانة الكيميائية السورية , وذلك يعود إلى عدم توقيع الدولة السورية على الاتفاقيات للحد ولمراقبة هذا النوع من الأسلحة الفتاكة . ولعدم انخراطها في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تسعى إلى الحد من إنتشار هذه الأسلحة حول العالم.
توالي مجاز الأسد تؤكد حقيقة أدركها السوريون منذ بدية ثورة الكرامة وكانت من اولى شعارات المظاهرات (( يالله مالنا غيرك يالله )) نعم فقد دفن الضمير العالمي مع اطفال الغوطه
فاطمة أحمد – المركز الصحفي السوري
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.