قالت صحيفة ذا جارديان البريطانية: إنه بعد عامين من الهدوء النسبي عادت أصوات الحرب في جنوب شرق تركيا، حيث يشعر الأكراد بالقلق والغضب ويلقون باللوم على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأضافت الصحيفة أنه بالنسبة للأكراد الذين يعيشون منذ عقود على خط المواجهة للصراع الدامي طويل الأمد بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني المحظور فإن سماع أصوات إطلاق النار ومشاهدة أعمدة الدخان تتصاعد من الجبال المحيطة تعتبر من المشاهد المألوفة لهم. ولكن في الوقت نفسه فقد كان سكان هذه المناطق يمنون أنفسهم بأن تتحول هذه المشاهد إلى ماض لاسيما بعد انطلاق مفاوضات السلام في عام 2012 . وتنقل ذا جارديان عن أحد الصحافيين المحليين قوله: «استمتعنا بالهدوء لمدة عامين ولكن الآن نشعر بأننا نعود إلى البداية وهذه المرة لا يشعر السكان بخيبة الأمل أو الخوف فقط، ولكن هناك شعور بالغضب وفي حالة اندلاع الحرب مجدداً فإنها ستكون حرباً أهلية شاملة». وأشارت الصحيفة إلى أنه في بلدة سيمدينلي الصغيرة الواقعة أقصى شرق تركيا بين الحدود الإيرانية والعراقية، ومن حيث شن مقاتلو حزب العمال الكردستاني أول هجوم مسلح ضد قوات الأمن التركية في عام 1984، يبدو أن الأمل في السلام معلق بخيط رفيع، ومع حلول الظلام تصبح البلدة كأنها مهجورة مع إغلاق المتاجر وعدم وجود أشخاص على المقاهي المفتوحة ولا يجرؤ على الخروج سوى قلة قليلة من الناس. تقول واحدة من سكان المدينة وتدعى بينار يلماز، وهي أيضاً عضو باللجنة النسائية لحزب الشعب اليساري الديمقراطي، «مع حلول الظلام تتحول إلى بلدة ميتة فالناس بالخوف والقلق من أي هجوم حيث يمكن أن يحدث أي شيء». وتقول الصحيفة: إن الاشتباكات الأخيرة اندلعت بعد الهجوم الانتحاري الذي راح ضحيته 32 من النشطاء الأكراد والأتراك في سروج، وهي بلدة صغيرة على الحدود التركية السورية، الهجوم الذي اتهمت الحكومة التركية تنظيم الدولة الإسلامية بالوقوف خلفه. إلا أن الكثير من الأكراد في تركيا يعتقدون منذ فترة طويلة أن الحكومة تدعم المقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية ضد المعارضة الكردية في سوريا وفي داخل تركيا. لذلك رد مسلحون أكراد بقتل اثنين من رجال الشرطة التركية وبدأت أنقرة في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وتركيا. وأضافت الصحيفة أن التوتر المستمر منذ ذلك الحين يعكس التغيير الجذري الذي طرأ على الأوضاع في تركيا في غضون شهرين فحسب منذ أن احتفل السكان المحليين في جنوب شرق تركيا بانتصار حزب الشعوب الديمقراطي في الانتخابات وهو الحزب الذي يتشكل من مجموعة يسارية مؤيدة للأكراد، وهو ما منح الأقلية الكردية تمثيلا سياسيا غير مسبوق. وأشارت إلى أن الثقة بين الطرفين، والتي كانت هشة حتى في أفضل الأوقات، انهارت تماما بسبب المواجهات الأخيرة. صارت مراكز الشرطة في البلدات التي يسكنها الأكراد محصنة وهناك الكثير من نقاط التفتيش العسكرية ويخشى السكان المحليون من السير بالقرب من المراكز العسكرية خوفاً من قيام أحد المجندين المتوترين بإطلاق النار بسبب الخوف. وقالت ذا جارديان: إن العديد من الأكراد يلقون باللوم على وسائل الإعلام التركية القومية الموالية للحكومة لقيامها بتشويه صورة الأكراد والمناطق ذات الأغلبية الكردية في الجنوب الشرقي وتأجيج مشاعر الكراهية وعدم الثقة. وأضافت أنه على الرغم من هدوء صوت القذائف حول بلدة سيمدينلي فإن تواتر أنباء الاشتباكات الدموية في مناطق أخرى تثير قلق السكان. وتقول إحدى مواطنات البلدة للصحيفة: «كل ما نريده هو السلام، لقد سبق أن تذوقنا طعم السلام ولن نتخلى عن هذا الأمر بسهولة. سنفعل أي شيء للحصول عليه مرة أخرى، سنقاتل من أجل ذلك، فبعد كل هذه السنوات، كل هذه المعاناة، ماذا تبقى لنا لنخسره؟»
عربي 21
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.