شهدت جبهة (جوبر-عين ترما) قصفاً هستيرياً غير مسبوق على يد قوات نظام الأسد خلال الـ48 ساعة الماضية بدءً من فجر أول أمس الجمعة، حيث أجمع العديد من الناشطين المدنيين والإغاثيين على أن هذا الهجوم يعد الأعنف منذ سنوات، سيما وأن عدد صواريخ أرض-أرض المستخدمة في هذه الحملة زدات عن 200 صاروخ تم إطلاقها بشكل متفرق (كل عشر صواريخ تقريبا دفعة).
وكان القصف من محاور مختلفة نحو نقاط الثوار وأبنية السكان المدنيين في جوبر وعين ترما، فضلاً عن القصف الليلي بقذائف المدفعية الثقيلة من جبل قاسيون و القصف الجوي من قبل الطيران الحربي الذي لم يفارق شمس هذين اليومين.
الجديد بهذه الحملة هو كثافة استخدام الصواريخ والقصف الليلي المكثّف فضلاً عن سلاح جديد وهو راجمة صواريخ أرض-أرض متحركة لم تكن مستخدمة على هذه الجبهة سابقاً وكل ذلك ترافق مع محاولات إقتحام مُستميتة من قبل مجاميع الحرس الجمهوري الذي أراد إثبات قدرته على التعامل مع الأهداف العسكرية للثوار وإثبات جدارته على حساب الفرقة الرابعة التي جرّت أذيال الخيبة أيضاً على أرض جوبر والغوطة الشرقية لسنوات خلت تخللها مئات محاولات الإقتحام الفاشلة، حيث تمكن فيلق الرحمن من امتصاص الصدمة والثبات في مواقعه والانحياز مؤقتاً عن نقطة كازية سنبل في عين ترما ليعاود الثوار تحريرها بعد ساعات قليلة، مكبدين قوات الحرس وميليشيا (الهزارا) الأفغان خسائر في الأرواح وتدمير عدد من الآليات بمضادات الدروع الحديثة والتي بلغ عددها 5 آليات متنوعة في يوم واحد.
وسط هذا الصمود الأسطوري لثوار فيلق الرحمن لجأ النظام إلى أساليب الثعالب للإلتفاف على الحاضنة الشعبية لثوار الفيلق والبدء بالترويج لشائعات محلية عبر المتعاونين معه داخل وخارج الغوطة الشرقية عن قرب عقد إتفاق تسوية مع مدينة دوما (مناطق سيطرة جيش الإسلام)، والإشارة لأسماء بعض أبناء هذه المدينة الذي سوف يكون لهم دور وسيط في إدارتها خلال هذه المرحلة والتي ستتخلل إدخال البضائع الإغاثية بأنواعها بأسعار رخيصة مقارنة بالقطاع الأوسط الذي يفرض عليه حصار وقصف يومي يستهدف الآهلين فيه.
كما تعود بعض الشائعات لتظهر بين الفينة والأخرى عن قرب إنعقاد صفقة تبادل أسرى بين نظام الأسد و(جيش الإسلام) يتم فيها تبادل آلاف المعتقلين من الطرفين والجديد بالأمر هو ترويج النظام (كذباً) عبر مواليه في دمشق من أبناء الغوطة الشرقية عن إجراء تسويات للمتخلفين عن القتال في صفوف جيش النظام وعودة الطلاب الجامعيين من أبناء الغوطة من المنقطعين عن دراستهم الجامعية إلى جامعاتهم دون تحرش من مخابرات النظام وكل ذلك سيتم بضمانات روسية …).
وبحسب رؤيتنا لواقع إنكسار جبروت جيش الأسد بشكل مُذل في جوبر وعين ترما على يد فيلق الرحمن إثر الهزيمة المنكرة الأخيرة، فلانستغرب إطلاق مثل هكذا شائعات للتأثير على حاضنة الثوار الشعبية التي أبدت تلاحماً منقطع النظير مع الثوار والعسكريين سيما في القطاع الأوسط بهدف استمالتهم نحو الضغط على العسكريين والخلوص إلى (أنصاف حلول) مبدأياً سيتم فرضها على الثوار و العسكريين وبالتالي سحب الدعم الشعبي تدريجياً من الثوار في القطاع الأوسط وبالنهاية تصفية العمل الثوري كاملاً في الغوطة الشرقية على المدى المتوسط.
وبذلك يكون النظام قد فتح جبهة جديدة ألا وهي جبهة (الشائعات) ضد حاضنة الثوار وهي لاتقل خطورة عن جبهات القتال ولابد من الإشارة إلى تطور هذا الأسلوب بشكل ملحوظ لدى نظام الأسد في الآونة الأخيرة ,ونحن هنا إذ لانبرأ الداعم الأم للنظام وهي روسيا من هذه الخطط المرحلية التي تم استخلاصها من حرب الشيشان والسلاح الأنجع في مكافحتها هو الوعي واتخاذ القرار الجماعي وفق السبل الديمقراطية والتأمل ملياً في تاريخ نظام الأسد من جهة إلتزامه بالعهود والمواثيق ,فإدراك التاريخ واستخلاص العبر منه هي ميزة تضمن الوصول لأنجع الحلول في جميع المراحل.

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top