جدد نظام الأسد أمس الأحد هجماته ضد قوات المعارضة في منطقة البادية السورية بريف السويداء الشرقي، في حين تمكنت فصائل المعارضة السورية من صد الهجوم، والذي يسعى النظام من خلاله في تحقيق مكاسب عدة.
النظام مستفيداً من الدعم الكبير الذي يتلقاه من قبل القوات الجوية الروسية والميليشيات الأجنبية، أبرزها(عناصر أفغانية مدعومة من إيران وميليشيات عراقية ولبنانية) بدأ منذ ثلاثة أشهر معركة بهدف إبعاد قوات المعارضة من ريفي السويداء ودمشق الشرقي والوصول إلى الحدود الأردنية وربطها مع مناطق سيطرته على الحدود العراقية.
حصار المعارضة
مصدر في قوات المعارضة السورية المتواجدة في منطقة البادية، تحدث لـ"السورية نت" أن "النظام منذ حوالي 3 أشهر بدأ هجوماً من محورين في ريف السويداء الشرقي والجنوبي الشرقي إضافة إلى ريف دمشق الشرقي، معتمداً على استراتيجية الحصار لمناطق المعارضة المتقدمة داخل البادية والقريبة من مناطق حيوية للنظام تتضمن مناطق عسكرية".
سعد الحاج الناطق الإعلامي لـ"جيش أسود الشرقية" صرح لـ"السورية نت" أن النظام بدأ تقدمه في المحور الأول(ريف دمشق الشرقي) في مناطق مكحول وسد ريشة إضافة إلى جبل سيس، جنوب مطار السين باتجاه عمق البادية، أما المحور الثاني(ريف السويداء الشرقي والجنوبي الشرقي) تقدم على عدة مناطق تحت سيطرة المعارضة باتجاه سد الزلف".
وأشار الحاج أن النظام اعتمد في المحورين على آلية عسكرية وهي تشكيل جيوب متقدمة بهدف فصل مناطق المعارضة في المناطق المحيطة ببئر القصب ودكوة والتي تعتبر حلقة وصل بين ريف السويداء الشرقي ودمشق الشرقي أيضاً، حيث تتضمن مناطق عسكرية للنظام أهمها (مطار السين وخلخلة وبلي، إضافة إلى المحطة الحرارية سانا وكتائب المدفعية)".
ونوه إلى أن "طبيعة المنطقة في حال تمكن النظام من التقدم، تعتبر صحراوية غير مؤهلة للسكن ولايوجد فيها خطوط إمداد أو موارد من طعام وشراب، ما يجبر قوات المعارضة على الانسحاب باتجاه مناطقها بالقرب من مخيم الركبان على الحدود الأردنية، وإحراز الهدف للنظام بأقل الخسائر".
دير الزور وجهة النظام المقبلة
وفي سياق آخر، يسعى النظام من معركة البادية أيضاً، إلى الوصول لمشارف محافظة دير الزور الخاضعة لسيطرة "تنظيم الدولة" ما يمكنه من الوصول إلى الحدود العراقية وبالتالي دمج قواته مع ميليشيا "الحشد الشعبي" في العراق إلى جانب خطورة السيطرة على مساحات واسعة من الحدود العراقية الأردنية مع سوريا وبالتالي تحجيم دور التواجد الأمريكي في منطقة التنف وصولاً في العمق إلى تدمر وريف الرقة.
وتقدمت قوات النظام والميليشيات الموالية لها مؤخراً، باتجاه البوكمال على الحدود السورية العراقية، بعد سيطرتهم على المنطقة الواقعة شمالي التنف مكنتهم من التقدم شمالاً إلى البوكمال والوقوف على مشارفها.
وفي حال مواصلة النظام تقدمه في المنطقة ستمكنه من السيطرة على أكثر من نصف الحدود السورية العراقية، من القائم شمالاً وصولاً إلى شمالي التنف جنوباً، وستضع قوات النظام على مشارف مدينة دير الزور، وبالتالي سيعتمد النظام على التقدم من الجهة الغربية إلى دير الزور والبوكمال انطلاقاً من تدمر فالسخنة التي أعلن سيطرته عليها اليوم، كذلك إلى الشمالي من السخنة بإمكان النظام فتح محور ثالث إلى دير الزور جنوبي نهر الفرات، من ريف الرقة الجنوبي الغربي، حيث سيطر مؤخراً على قرى خلف الكبيت والمشرفة ووادي العبيد.
يشار أن لإيران الدور الأكبر إلى جانب النظام في معركة البادية السورية، من خلال زجها للميليشيات المدعومة من قبلها (عراقية وأفغانية إلى جانب حزب الله اللبناني)، أيضاً في حال فرض النظام وميليشياتها سيطرتهم على المنطقة، تفتح المجال أمامها لفتح طريق بري يربط بين طهران مروراً بالعراق والبادية السورية وصولاً إلى دمشق وباقي مناطق سيطرة النظام.
خلاف بين النظام وميليشياته
منذ بدء النظام لعملياته العسكرية في البادية السورية قبل ثلاثة أشهر، أطلقت فصائل الجيش الحر وأبرزها "أسود الشرقية" و"قوات الشهيد أحمد العبدو" وفصائل أخرى معركة "الأرض لنا" والتي تهدف إلى صد تقدم النظام ومنعه من السيطرة على مناطق خسرت فيها المعارضة عشرات القتلى بعد طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" منها.
الناطق الإعلامي لـ"أسود الشرقية" أكد أن فصائل المعارضة منعت النظام حتى اليوم من تحقيق هدفه، حيث كبدته خسائر بالأرواح والعتاد من خلال العمليات السريعة والخاطفة ضد أرتال النظام والميليشيات الموالية له".
ونوه الحاج إلى "وجود خلاف في الوقت الحالي بين الميليشيات الأجنبية (حركة النجباء العراقية) والنظام، حيث تم رصد خلال اليومين الماضيين انسحاب رتلاً من ميليشيا النجباء إلى جهة غير معلومة، في حين أن أبرز أسباب الخلاف تعود إلى الخسائر الكبيرة للميليشيا إلى جانب عدم التنسيق وفرض الميليشيا قراراتها لضباط النظام".
خسائر النظام
وعن خسائر النظام منذ بدء المعركة، أكد الحاج أن "النظام بعد ثلاثة أشهر، من الزج بأرتال للميليشيات المحلية والأجنبية إلى جانب عناصره، لم يستطع الوصول إلى هدفه بإطباق الحصار على الفصائل" مضيفاً أننا " تمكنا من استنزاف النظام من خلال ضرب أرتاله ونقاط تمركزه في البادية وتكبيده إلى جانب الميليشيات خسائر كبيرة من قتل ضباط وعناصر واغتنام العديد من الأسلحة.
|
الصفحة الرئيسية
»
محلي
» من بينها حصار المعارضة والوصول إلى دير الزور.. أهداف عديدة للنظام وإيران من معركة البادية السورية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.