تُحضَر "الهيئة العليا للمفاوضات" التي تشكل أكبر مظلة سياسية للمعارضة السورية، لعقد مؤتمر ثانٍ لها في الرياض، وأعلنت الهيئة في بيان لها أنها شكلت لجنة خاصة للتحضير لهذا اللقاء.
وذكرت الهيئة في بيان لها، أمس السبت، أنه خلال لقاء منسقها العام رياض حجاب، مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبيل، طلب حجاب من الرياض استضافة اجتماع موسع للهيئة "مع نخبة مختارة من القامات الوطنية ونشطاء الثورة".
وأوضحت الهيئة هدفها من المؤتمر القادم، وقالت إنه من "أجل توسيع قاعدة التمثيل والقرار على قاعدة بيان الرياض كمرجعية أساسية للهيئة في المفاوضات من أجل عملية الانتقال السياسي".
وأشار البيان إلى أن السعودية رحبت بطلب الهيئة، التي قالت إن المؤتمر هدفه أيضاً "مشاركة أوسع طيف من الشخصيات الوطنية، والسياسية، والعسكرية، ومن ممثلي المجتمع المدني".
وتهدف الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة بالملف السوري إلى توحيد "وفد المعارضة"، بحيث لا يقتصر فقط على "الهيئة العليا"، بل يُضم إليه معارضين من منصتي القاهرة، وموسكو، رغم أن هاتين المنصتين تضمان شخصيات قريبة من روسيا ونظام الأسد، وذلك للوصول إلى وفد يشارك في المفاوضات حول العملية الانتقالية لسوريا.
وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط(link is external)" السعودية، اليوم السبت، أن "الهيئة العليا" بدأت اتصالات تمهيدية مع منصتي موسكو والقاهرة ودعتهما إلى اجتماع في منتصف الشهر الحالي.
وأشارت الصحيفة إلى أن رد مسؤولي المنصتين كان منقسماً بين قبول الدعوة والاختلاف على مكان اللقاء من جهة، و"اشتراط تغيير ذهنية الهيئة" من جهة ثانية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها، أنه لا يزال البحث يتناول المبادئ المتعلقة بالمؤتمر، إضافة إلى الموقف الذي سيتخذه المشاركون من الأسد. وأنه بالنسبة إلى "الهيئة العليا" فهي متمسكة بوثائقها القائمة على رفض أي دور للأسد في المرحلة الانتقالية وتتمسك بمحاكمته.
وبالنسبة إلى موسكو، تريد أن يبقى خلال المرحلة الانتقالية ويشارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة ضمن برنامج القرار 2254 مع قولها إن "ذهابه يعني انهيار النظام". في حين تقول واشنطن أنه "لا مستقبل للأسد وعائلته في مستقبل سوريا"، وباتت تفصل بين "النظام - الدولة - الجيش"، و"السلطة - العائلة - الأسد"، بحسب مسؤول غربي، صرح لـ"الشرق الأوسط.
وتابعت الصحيفة أن "أحد الاحتمالات الوسط التي اقترحها مسؤولون على صلة بالملف السوري، أن يركز مؤتمر المعارضة المنشود على الدولة السورية المنشودة والانتقال السلمي السلس المنظم بإشراف دولي" وربما من مجلس الأمن.
ويبقَ مصير الأسد في سوريا النقطة الأبرز في النقاشات والمحادثات السياسية حول سوريا، وأبدت أطراف عدة استعدادها للقبول به في المرحلة الانتقالية، على أن تُرتب خلال هذه المرحلة تفاصيل خروجه من السلطة.
وفي هذا السياق، نقلت "قناة الجسر(link is external)" وموقع "روسيا اليوم(link is external)" عن مصادر في السعودية، أن وزير الخارجية الجبير، قال للمنسق العام للهيئة حجاب، أن الأسد باقٍ في السلطة حتى بدء المرحلة الانتقالية، على أن يُبحث فيما بعد مدة بقائه وصلاحياته في تلك المرحلة، وأن على المعارضة الخروج برؤية تتماشى مع الوقائع الجديدة.
ولم يتسن التأكد من صحة ما ذكرته وسائل إعلام في هذا الصدد.
وانتشر تسجيل صوتي للمعارض السوري البارز ميشيل كيلو، على غرف خاصة في تطبيق "واتس آب" اطلعت عليه "السورية نت"، وذكر فيه وجود توجه دولي وإقليمي للإبقاء على الأسد بالمرحلة الانتقالية، لكنه أكد أن الأسد لن يبقَ بعد تلك المرحلة، وأن روسيا نفسها ستُرتب لخروجه من السلطة لكون بقائه فيها سيضع موسكو في مشكلات كبيرة.

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top